محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

إلى متى.. لعبة القط والفأر؟

الأخبار

الخميس، 21 ديسمبر 2023 - 06:57 م

كان الله فى عون أجهزتنا التنفيذية ومعها الأجهزة الرقابية، كتب عليها أن تواجه معدومى الضمير بداية من الموظف المرتشى مرورا بالتجار المحتكرين والمتهربين من الضرائب وسارقى التيار الكهربائى نهاية بتجار العملة.

ثلاثة أخبار يوم أمس تجسد معاناة هذه الأجهزة وتكبدها هذه المواجهات بدأت بتحذير المالية من عدم إصدار الفاتورة الإلكترونية ومناشدتها البائع والمشترى الحرص عليها ورغم ذلك مازال إيصال بيان الذى لا يعنى شيئا هو ما يقدمه لك البائع لو أصررت على طلبه وطبعا ليس به اسم المحل أو الشركة  ولا رقم ملف ضريبى وإذا أصررت عليه زاد عليك قيمة السلعة وكأن الضرائب - حق الدولة- عليك أنت دفعه، يحدث هذا أيضا مع بعض الأطباء الذين يرفضون من الأساس منحك إيصالا بالأتعاب وإذا تمسكت به حمل عليك زيادة فوق قيمة الكشف الذى دفعته.

فى كل بلاد العالم يعد التهرب من الضريبة جريمة لا تسقط بالتقادم ولا تغتفر رغم أن الضرائب هناك قد تصل إلى سبعين بالمائة من الأرباح إذا ما  تخطت حدا معينا والمدهش أن هذا التصاعد الضريبى ينطلق من قاعدة فقهية إسلامية دون قصد طبعا وهى «لا مال لك» فالذى يجوز عليه دفع الزكاة بالنسب الشرعية للحاكم أن يأخذ منه ما يتجاوز هذه النسبة طالما أن ما تم جمعه لم يف بحاجة الدولة ومواطنيها المحتاجين.

والخبر الثانى ضبط متهم بتجارة العملة تجاوز رأسماله خمسين مليون جنيه وتوارى خلف ستار بناء العقارات وشراء وبيع السيارات ورغم ذلك كان رجال الرقابة وراءه بالمرصاد حتى أوقعوه.

نموذج ثالث ضبط ١٥٠ ألف طن بصل خبأها المحتكرون على أرض زراعية بإحدى المحافظات تحت عروش اللفت والبنجر.

إذا ضربنا نماذج لما يمارسه البعض منا رغم أنهم ليسوا منا بغشهم لنا فلن تكفى هذه المساحة لسردها، لكن هى فى النهاية لعبة أشبه بلعبة القط والفأر التى يمارسها على سطح الكرة الأرضية الكثيرون مع حكوماتهم ومواطنيهم، وإذا كان للحكومة قبضتها الحديدية فماذا يفعل المواطن إزاء الاحتكار والرضوخ لما يحدده التاجر مثل أسعار السجائر التى يحددون سعرها منذ مارس الماضى بزيادة على العشرين جنيها فارقا عن السعر الرسمي.

ستستمر لعبة القط والفأر ما لم ينتبه المواطن إلى خطورة ما يقوم به التجار من إجراءات تعطيش السوق لسلعة ما أو تجارة السوق السوداء للسلعة أو العملة، فكل ذلك ندفع ثمنه جميعا المحتكر والمواطن الغلبان.

التوعية مهمة ويتحمل العبء الأكبر منها  العلماء فى المساجد والقساوسة فى الكنائس والمعلمون فى المدارس وقبل ذلك ولى الأمر الذى يجب أن يكون قدوة لابنائه فى اكتساب المال الحلال ولا يغرنه مكسب حرام يدفع ثمنه عاجلا فى دنياه وآجلا فى آخرته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة