آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

حقوق الإنسان!!

آمال المغربي

السبت، 23 ديسمبر 2023 - 10:10 م

احتفل العالم  فى 10 ديسمبر الماضى بالذكرى الـ75 لصدور الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وإذا أردنا أن  نبحث عن جدوى و مصْداقية  هذا الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى الوقت الذى تقوم فيه آلة القتل الإسرائيلية بذبح الشعب الفلسطينى بدون أن تفرق بين أطفالٍ ونساء وشيوخ فلن نجد شيئا له علاقة بهذا الاعلان ، بل كل ماهو  مؤلم ومميت  فقط


  ما ترتكبه إسرائيل من إبادة  جماعية فى غزة حاليا  وما ترتكبه قوات احتلالها  فى  الأراضى  الفلسطينية المحتلة فى الضفة الغربية والقدس  وعلى مدى سنوات سابقة   يماثل ما ارتكبته الدول الخمس الكبرى  التى تتمتع بحق الفيتو فى مجلس الأمن، ودول أخرى تسير فى رَكْبها  من جرائم كبرى  باسم الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، لا تزال آثارها موجودة  فى حياة الناس، وفى الأجيال المتعاقبة. وبعد هذه الفترة الطويلة من عمر هذا الإعلان العالمى لحقوق الإنسان لا تزال بنوده تفسرها الدول الكبرى  طبقا لأهوائها، ومصالحها  فقط.


معروف أن الإعلان العالمى لحقوق الإنسان  صدر بعد  بضعة أشهر، بعد  ارتكاب الجريمة الكبرى،  التى كان ضحيَتها الفلسطينيين الذين طُردوا وشُرّدوا من أرضهم ، وبمساندة الدول الكبرى وتواطئها أقامت العصابات الصهيونية المسلحة دولة فوق أرضهم فى 14 مايو عام 1948.
 ولذلك فإن الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة، والتى تستمر  بدعم أمريكى وأوروبى واضح وكبير ، منذ أكثر من شهرين، تفضح بشكل وقح، التواطؤ التاريخى للغرب الاستعمارى مع الاحتلال الإسرائيلى الغاصب لفلسطين.   وتفضح  معه الضمير الجمعى السياسى الرسمى فى أمريكا وأوروبا،و الذى صدع رؤوسنا خلال السنوات الماضية   بأحاديثه  المملة الكاذبة فى كل مناسبة عن حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولى الإنسانى ومعاهدات جنيف الأربع .كما تكشف الوجه القبيح للسياسة الغربية التى تمتنع عن إبداء ولو جزء قليل من التعاطف  أمام صور الموت والدمار وقصف المستشفيات واقتحامها، وتدمير المرافق العامة فى غزة ، كما لا يتمتع بأدنى درجة من الإنسانية  أمام مشاهد القتل الهمجى للرضع والأطفال والنساء والشيوخ.
حرب الإبادة  الهمجية  الإسرائيلية  تثبت ايضا أن التواطؤ التاريخى للسياسة الرسمية الغربية مع الاحتلال الإسرائيلى لم تنقطع أبدا، وأن الصهيونية التى نشأت فى أحضان الغرب الاستعمارى هى ظاهرة استعمارية ليس لها علاقة بالقيم والالتزامات وأنهما  وجهان لعملة واحدة.


 على سبيل المثال لاالحصر فجرائم أمريكا فى فيتنام وأفغانستان، و الصومال والعراق، وقبل ذلك فى هيروشيما وناجازاكى فى اليابان لم ينسها التاريخ .  كما جرائم فرنسا فى الجزائر تحتل الصدارة فى تاريخها الاستعمارى الأسود ولا تزال فرنسا  حتى اليوم دولة استعمارية تزرع الموت والدمار فى أفريقيا،  من أجل توسيع مناطق نفوذها، وتمارس الإرهاب الدولى ايضا  باسم حقوق الإنسان.
 كما أن هذا التواطؤ الغربى مع الصهيونية على القتل الهمجى للفلسطينيين العزل، وقطع الطعام والماء والدواء عنهم، وإراقة دماء الأطفال والنساء والشيوخ، والقصف المتواصل للسكان والمنشآت والهدم والتدمير، كل ذلك يؤكد أن الصهيونية والغرب الاستعمارى فى أمريكا وأوروبا، يمثلان التهديد الحقيقى للأمن والسلم فى العالم!! 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة