طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

القديرات ومحمية وادى الأسيوطى

طاهر قابيل

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023 - 07:32 م

كانت في الأصل واحة زراعية يسكنها البدو، وفيها إحدى أكبر عيون المياه، وهى «القديرات»، انها القسيمة أو القصيمة، القرية التابعة للحسنة بسيناء ..اطلق عليها أهل المنطقة ذلك لانتشار نبات القيصوم الذي ينمو بكثرة بها.. والقسيمة قديما كانت المحطة الجنوبية للسكة الحديدية الشرقية التي مدها العثمانيون أثناء الحرب العالمية الأولى.. واهتم الرومان بعين القديرات وتخزين مياهها، فأقاموا بها خزاناً بسعة 1200 متر مكعب.


يقال ان عين القديرات خرجت من وسط الجبال بمياه عذبة.. وأن الرومان والاغريق استعمروها، وأقاموا بها قلعة كبيرة لحراسة الجبهة الشرقية، وعلى ضفافها مرت أقدم الحضارات، ومن مائها شربت جيوش عديدة طافت بسيناء.. وفى البداية كانت منبعا مائيا صغيرا خرج من سفح الجبل.. ومع مرور الزمن وجرف السيول للتربة واصل الماء الخروج إلى السهول والوديان.. فخرج النبع المائى الذى يروى المنطقة حتى الآن.. وكانت المنطقة قديما ملتقى للتجارالمصريين والقادمين من فلسطين والأردن والسعودية.. ويقام سوق بها الثلاثاء من كل أسبوع.. كما يقال أن الإغريق أول من أنشأ قلعة العين، وان جيش صلاح الدين رممها وحصنها بسور.. وكانت من أهم الحصون بسيناء على الحدود المصرية الفلسطينية.. واستكمل العثمانيون البناء واقاموا السدود وجلبوا من الأناضول أشجارالصنوبر وزرعوها حول القلعة.
انتقلت بعد ذلك الى قلب الصعيد.. فعلى بعد 20 كيلومترا جنوب مدينة أسيوط حيث توجد محمية من أبرز مقاصد عشاق الطبيعة البرية والجيولوجية.. وتضم محمية وادى الأسيوطى الغزال المصرى والماعز الجبلى والصقر الشاهين والضباع والذئاب الحمراء والبلبل الأحمر والجليل وعصفور الجنة والصقر الحر والثعابين والسلاحف والسحالى والأبراص.. ونباتات مهددة بالانقراض منها كف كريم والشيح والقرضي والمليكة.. وآخر سلالة للنحل الفرعونى متعدد الفوائد العلاجية والغذائية.. وتم زراعة ألف شجرة سدر لدعم إنتاج المنحل الفرعونى وإنقاذ سلالته من الانقراض.


الحياة البرية مزدهرة بالمحمية.. والتى يوجد بها محجر أثرى يضم صخوراً نادرة تتميز بصلابتها ومقاومتها العالية.. واستخدمت فى بناء قناطرأسيوط القديمة.. وما زالت بعض المعدات والكسارات المستخدمة في تكسير الصخورموجودة بها حتى الآن.. وبها أحجار الألباستر التى تستخدم فى النحت وصناعة التماثيل.. ومن العجائب الجيولوجية بها وجود كثبان رملية ذات مجال مغناطيسى يقصدها الراغبون فى الاسترخاء لسحب الطاقة السلبية من أجسادهم.
تحدثت عن محمية عظيمة فى قلب صعيد مصر بالصحراء الغربية.. وأخرى بسيناء يتم التخطيط لوضعها ضمن المحميات الطبيعية للحفاظ عليها للاجيال القادمة.. فهناك 14 منطقة تصلح ان تكون محمية، وهى منخفض القطارة وام الدباديب وكركر ودنقل ورأس الحكمة والشويلة والقصر بالصحراء الغربية.. وجبل الشايب ووادى قنا وشعاب البحر الاحمر والجلالة القبلية وملاحة رأس شقير بالصحراء الشرقية.. والقسيمة والمغارة ووادى جيرافى بشبه جزيرة سيناء.. تحيا مصر..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة