سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

أكاذيب صهيونية أكتوبرية

سليمان قناوي

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023 - 08:34 م

الكلمة العبرية للجيش الإسرائيلى هى «تساهل»، ويبدو انها اسم على مسمى، فقد تساهل الجيش الصهيونى فى ترديد الأكاذيب منذ حرب أكتوبر الى» طوفان الاقصى». تحولت واحة الديمقراطية المزعومة لجمهورية موز او أضل سبيلا. واصبح أى إسرائيلى اليوم يقول الحقيقة إما يسارى صانع للإحباط، مثل صحيفة هآرتس او كئيب كقناة الجزيرة، على حد وصف الكاتب حاييم ليفنسون.

وحين وقف اشيل ايريز الضابط العائد من جحيم غزة يخطب فى الحريديم (الأصوليون اليهود) بأن هناك جنازة فى إسرائيل كل 5 دقائق، وأن عدد القتلى يزيد علي 1300، والجرحى يفوق 5000، قام أحد الحاخامات بإنزاله من على المنصة بعد فضحه لأكاذيب الجيش الصهيونى عن ضحاياه. لكنى أرى وصفة سهلة لمعرفة عدد القتلى الصهاينة على يد المقاومة الفلسطينية، وهو أن تذهب لأكثر من حانوتى يهودى لتحصى أعداد المقبورين، والأسهل أن تجرى إحصاء لعدد الجرحى والمُقعدين من مبتورى الأرجل والمصابين بالعمى، بمجرد مراجعة كشوف الطوارئ بالمستشفيات الإسرائيلية. وأيضا معرفة من أصُيب منهم بأمراض نفسية جراء ما عاشوه من أهوال على يد حماس، أما أخف الضررين فيمكن ان تراه بعيادات الأمراض الجلدية بفعل التسلخات جراء ارتداء الجنود لحفاضات البامبرز لمدد طويلة، حتى لا يخرجوا من مدرعاتهم فيكونوا صيدا سهلا لقناصى المقاومة. ويرى حاييم ليفنسون الكاتب بجريدة هآرتس ان الكذب فى إسرائيل هو «السلعة الأكثر طلبا»، وحبال الكذب ليست فقط طويلة، بل قديمة، فيقول أنه خلال عملية حارس الأسوار(تسميها حماس سيف القدس) 2021، أعلنت إسرائيل وسط حملة دعاية جبارة أنها دمرت تماما أنفاق غزة، وأنها حولتها من مترو للتنقل لقطار للجحيم، ثم نفاجئ فى7 أكتوبر وما بعدها، بأنها ليست فقط موجودة، بل استطالت وامتدت.

ويخلص ليفنسون الى ان جيش إسرائيل هو «جيش متوسط  مع مخابرات فاشلة وبإمكان تنظيم(إرهابى) - حسب وصفه - أن يركِّعه». وفشل هذا الجيش قديم قدم حرب أكتوبر. فيحكى ليفنسون أنه جلس مع مراسل شارك بحرب أكتوبر، ويكبره بعشرات السنين، وحين جلس هذا المراسل  يقرأ على الجبهة المصرية فى صحيفة عبرية عن حجم الضربات التى أنزلوها بالمصريين، قرر ان يصبح صحفيا كى يقول الحقيقة للجماهير، أى ان كل ما تذكره الصحف الصهيونية كذب بواح. ويشير ليفنسون إلى ان إسرائيل تعود اليوم لعادات حرب أكتوبر، أى إدمان الكذب. وإذا كان هدف الصهاينة اليوم كما يقول الكاتب البريطانى ديفيد هيرست «ميتوت حماس» أى سقوط حماس، فالواضح أنه «ميتوت إسرائيل».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة