الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023 - 11:10 م

شهد عام 2023 تصاعدا في وتيرة الغزوات الفضائية، إذ كان هذا العام حافلا بالاكتشافات الفضائية والنجاحات التي أذهلت البشرية فمنها مهمات الفضاء البعيدة، إلى تحديد أوقات حدوث العواصف الشمسية، مروراً بدخول أنظمة الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الحياة في أسبار الكون العميق.

وفيما يلي نستعرض أبرز الاكتشافات التي تخص علوم الكون والفضاء التي حدثت هذا العام.
القمر الصناعي إقليدس

تم إطلاق القمر الصناعي إقليدس Euclid في 1 يوليو من صاروخ Falcon 9 التابع لشركة SpaceX في محطة كيب كانافيرال التابعة لها في فلوريدا للكشف عن أصل الكون. القمر الصناعي ، المزود بكاميرات فضائية تلسكوبية ، في مهمة مدتها ست سنوات لإلقاء الضوء على الطاقة المظلمة والمادة المظلمة ، وهو يحلق حاليًا نحو نقطة L2 Lagrange - التي تقع على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض.

وتعتزم تصوير أكثر من ثلث السماء خارج مجرة ​​درب التبانة باستخدام كاميرتها عالية الدقة - وستقوم بإجراء التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء لمئات الملايين من المجرات والنجوم في نفس المنطقة.
سيستخدم العلماء البيانات التي جمعها القمر الصناعي ليس فقط لاختبار الطاقة المظلمة والمادة المظلمة ونظريات الجاذبية البديلة ، ولكن أيضًا لكشف تطور المجرات والثقوب السوداء فائقة الكتلة، وستستمر المهمة الفضائية للقمر الصناعي إقليدس حتى عام 2029 على الأقل، وقالت وكالة الفضاء الأوروبية ، التي مولت المشروع ، إن جودة الصور ستكون أربعة أضعاف تلك المأخوذة من الأرض.
 

المركبة الفضائية الروسية لونا -25

تحطمت المركبة الفضائية الروسية غير المأهولة لونا -25 في 11 أغسطس بعد اصطدامها على القمر إثر خروجها عن نطاق السيطرة، كما يقول المسؤولون، وكانت هذه أول مهمة لروسيا إلى سطح القمر منذ ما يقرب من 50 عاما.

وكان من المقرر أن تكون المركبة هي الأولى على الإطلاق التي تهبط على القطب الجنوبي للقمر، لكنها فشلت بعد مواجهة مشاكل أثناء انتقالها إلى مدارها قبل الهبوط، وكان من المقرر أن تستكشف المركبة جزءا من القمر يعتقد العلماء أنه يمكن أن يحتوي على مياه متجمدة وعناصر ثمينة.

المركبة الهندية تشاندريان-3

تمكنت المركبة الهندية تشاندريان-3 من الهبوط على سطح القمر بسلام في 23 أغسطس . ويعد هبوط هذه المركبة غير المأهولة على سطح القمر محطة تاريخية لأكثر بلدان العالم تعدادا للسكان، الذي يأمل في الانضمام إلى نادي الدول القليلة التي نجحت في الهبوط على القمر، بعد أربع سنوات على محاولة كانت فاشلة.

وتأتي هذه المحاولة الجديدة للبرنامج الفضائي الهندي الذي يشهد ازدهارا، بعد أربع سنوات على فشل كبير بعدما فقد الفريق على الأرض الاتصال بالمركبة قبل وصولها إلى القمر، وباتت الهند رابع دولة تنجح في إنزال مركبة غير مأهولة على سطح القمر، بعد روسيا والولايات المتحدة والصين. وبلغت كلفة "شاندريان-3" 74,6 مليون دولار، أي أقل من الكثير من مهمات بلدان أخرى.

مسبار "أديتيا-إل1" الهندي لدراسة الشمس

خطت الهند خطوة إضافية مهمة في مجال استكشاف الفضاء، مع إطلاق مسبار "أديتيا-إل1" في 2 سبتمبر ، والذي يهدف لدراسة الشمس. ويأتي ذلك بعد أسبوع من نجاح الهند في إنزال مركبة غير مأهولة عند القطب الجنوبي للقمر.

وستكون هذه المركبة الأولى لنيودلهي لدراسة الشمس، لتنضمّ الهند بذلك الى وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية في اكتشاف النجم المشعّ للمجموعة الشمسية. و سبق لليابان والصين أن أطلقتا مهمات لمراقبة الشمس من مدار الأرض، لكن في حال نجاحها، ستكون المهمة الهندية أول مهمة آسيوية تتمكن من بلوغ المدار حول الشمس.

وتم تصميم المسبار "أديتيا-إل1"، المأخوذ اسمه من كلمة هندية تعني الشمس، بحيث يتمكن من قطع مسافة تصل إلى نحو 1.5 مليون كيلومتر على مدى أربعة أشهر والوصول إلى ما يشبه ساحة انتظار في الفضاء حيث تميل الأشياء إلى البقاء في مكانها بسبب توازن قوى الجاذبية، الأمر الذي يقلل استهلاك المركبة الفضائية للوقود.

مركبة "قناص القمر" اليابانية

أطلقت اليابان صاروخا من طراز (إتش-2 إيه) في 7 سبتمبر يحمل مركبة لاستكشاف القمر على أمل أن تصبح خامس دولة تنجح في الهبوط على القمر في أوائل العام المقبل، وقالت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية إن الصاروخ انطلق من مركز تانيجاشيما الفضائي في جنوب البلاد كما هو مخطط له ونجح في إطلاق مركبة الهبوط الذكية لاستكشاف القمر.

وتسعى اليابان إلى وضع مركبة الفضاء التي يطلق عليها اسم (مون سنايبر) "قناص القمر"، في نطاق 100 متر من الموقع المستهدف على سطح القمر. ومن المنتظر أن تبدأ المهمة، التي تبلغ تكلفتها 100 مليون دولار، عملية الهبوط بحلول فبراير 2024 بعد أن تقطع مسارا طويلا يراعي ترشيد استهلاك الوقود.

رحلات الفضاء والسياحة الفضائية

في مجال الرحلات الفضائية البشرية، حُطم رقمان قياسيان لعدد الأشخاص في الفضاء وفي المدار في وقت واحد. ففي 25 مايو من هذا العام، كان هناك 20 شخصاً في الفضاء في وقت واحد، و11 على متن محطة الفضاء الدولية، و3 على محطة تيانغونغ الصينية، و6 على مركبة في إس إس يونيتي (VSS Unity) التابعة لِشركة فيرجن غالاكتيك الأميركية.

وبعد خمسة أيام، أي في 30 مايو، كُسر الرقم القياسي لعدد الأشخاص الموجودين في المدار في وقت واحد، حيث كان هناك 17 شخصاً في المدار في وقت واحد؛ و6 على محطة تيانغونغ الصينية، و7 على محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى 4 من طاقم رحلة أكسيوم 2 أيضاً على محطة الفضاء الدولية.

يذكر أنّ رحلة أكسيوم 2 تديرها شركة أكسيوم سبيس بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء، وأُطلقت على متن الصاروخ سبيس إكس فالكون 9، ومهمتها كانت البحث في مرض السرطان، والبذر السحابي، والجاذبية الصغرى في الفضاء. وشملت هذه المهمة أول رائدة فضاء سعودية تصل إلى محطة الفضاء الدولية.

رائدة فضاء سعودية ورائد فضاء سعودي

أعلنت السعودية ، إرسال أول رائدة فضاء سعودية ورائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من عام 2023م، حيث ستلتحق رائدة الفضاء ورائد الفضاء السعوديان، ريانة برناوي وعلي القرني، إلى طاقم مهمة «AX-2»الفضائية.

وكانت المهمة Ax-2 قد انطلقت من فلوريدا في 21  مايو، وتم الإعلان عن نجاح التحام المركبة الفضائية بمحطة الفضاء الدولية، بعد نحو 16 ساعة من الانطلاق، من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في قاعدة الإطلاق كيب كنافيرال بولاية فلوريدا.. كما نجح الرائدان السعوديان بإجراء 14 تجربة علمية في الفضاء قبل عودتهما إلى الأرض وهبوطهما في المحيط الأطلسي قبالة سواحل ولاية فلوريدا الأمريكية".

وسيتضمن البرنامج تدريب رائدة ورائد فضاء آخرين على جميع متطلبات المهمة، وهما مريم فردوس وعلي الغامدي.

وأعلنت الهيئة السعودية للفضاء في 31 مايو أن المركبة الفضائية التي يستقلها رائدا الفضاء السعوديان هبطت في مياه المحيط الأطلسي، وأوضحت الهيئة أنها كانت رحلة علمية مميزة في محطة الفضاء الدولية، حققت مساعي السعودية في الإسهام في الأبحاث العلمية التي تخدم البشرية، وللاستفادة منها لبناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات الفضائية المأهولة.

رائد فضاء إماراتي

نجحت الإمارات خلال سنوات قليلة في تحويل طموحاتها الكبيرة في مجال الفضاء إلى واقع ملموس عبر إنجازات غير مسبوقة يأتي ذلك ضمن إطار الجهود التي تبذلها وكالة الإمارات للفضاء إذ ساهمت في كثير من الأبحاث والدراسات والتجارب المهمة التي تجريها بين الحين والآخر، الأمر الذي نجم عنه تحقيق إنجازات رائعة تعد فخراً للجميع.

وشارك سلطان سيف النيادي في البعثة الـ69 إلى محطة الفضاء الدولية في شهر أبريل الماضي، وأثناء هذه البعثة، قام بالخروج إلى الفضاء الخارجي لمدة تقارب الـ7 ساعات لأداء مهام صيانة وتحديث للمحطة الفضائية، بالإضافة إلى إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب ألواح شمسية جديدة على المحطة.وتلك المهام الخارجية كانت ضرورية لضمان استدامة محطة الفضاء الدولية وتوفير الطاقة الشمسية اللازمة.

وعاد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض في 4 سبتمبر ، برفقة طاقم Crew 6، بعد إنجازه أول مهمة عربية بتاريخ الفضاء، حيث هبطت مركبة الفضاء دراجون في البحر بالقرب في فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وشارك رائد الفضاء سلطان النيادي في نحو 200 تجربة علمية، خلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية ضمن رحلته التي استمرت ستة أشهر. ويعد هذا الإنجاز هو أطول مهمة للرواد العرب في الفضاء، والتي استمرت 186 يوماً.