الشيخ المراغي
الشيخ المراغي


حكايات| شارع الشيخ المراغي.. شيخ الأزهر الذي عمل على تجديد أهدافه

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 31 ديسمبر 2023 - 10:28 م

تعج شوارع الجيزة بالكثير من الأسرار التي احتفظت بالكثير من الوقائع والأحداث وكانت شاهدة على تاريخ الوطن.

تعد الشوارع كتاب مفتوح يروي تاريخ المدينة والأحداث التي وقعت بها، وتعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

لأسماء شوارع الجيزة تاريخ معروف، حيث إنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

وتصحبكم «بوابة أخبار اليوم» في جولة لأهم شوارع الجيزة وأشهرها وتاريخها:

الشيخ المراغي

مولده ونشأته:

ولد الشيخ "محمد مصطفى محمد عبد المنعم المراغي" في 9 مارس 1881م في بلدة "المراغة" إحدى قرى "جرجا" بمحافظة سوهاج. 

نشأ في أسرة تحب العلم وتحرص على تعلمه، وحرصت أيضًا على أن يحفظ أبناؤها القرآن الكريم لكى يكون لهم شرف الالتحاق بالأزهر الشريف، وقد تحقق له ذلك، فأتم حفظ القرآن الكريم ولم يكن أكمل سن العاشرة، فأرسله والده إلى القراء المرتلين فأجاد التلاوة والاستظهار معًا، فرأى أن يبعث به إلى الأزهر الشريف ليدرس الدراسة الدينية، فالتحق بالأزهر وهو في سن الحادية عشر.

ودرس الكتب التى كانت تقرأ في تلك الفترة على يدى مشهوري العلماء، والتقى بالشيخ “محمد عبده”، وحرص على أن تزداد صلته به، وكانت هذه الصلة تزداد يوما بعد يوم، وقد كان لدروس الشيخ محمد عبده أثر كبير في نفس المراغي واتباع نهجه في فهم المسائل العلمية ودراسة الحياة دراسة علمية.

وقد تمكن المراغي من أن يختصر مدة دراسته في الأزهر، وتقدم للامتحان واستطاع أن يحصل على شهادة العالمية من الدرجة الثانية في عام 1904م، وهو فى سن ثلاث وعشرين من عمره، وقد كان الشيخ محمد عبده عضوًا في اللجنة التى قامت بامتحانه، وقد كان الشيخ المراغي أول الناجحين من دفعته وقد دعاه الشيخ محمد عبده الى منزله تكريما له.

وظائفه ومناصبه

لما كان الإمام المراغي حنفي المذهب وقد حصل على الدرجة الثانية، ونظرًا لما يتمتع به من المزايا، فقد تم تكليفه بالتدريس بالأزهر، ففى أول أغسطس سنه 1904م جلس فى حلقة التدريس بالأزهر، والتف طلاب الازهر حوله، ولكن هذه الفترة لم تطل، فقد سافر للسودان ليتولى قضاء "مديرية دنقلة" في نوفمبر 1904م، وظل قاضيًا بمديرية دنقلة حتى ديسمبر 1906، وبعدها عين قاضيًا لمديرية "الخرطوم"، وهذا أكبر منصب قضائي في السودان بعد وظيفة قاضي القضاة، ثم قدم استقالته وعاد لمصر أوائل عام 1907 على إثر اختلافه مع قاضي القضاة والسكرتير القضائي في اختيار المفتشين بالمحاكم الشرعية فى السودان.

وفي التاسع من سبتمبر 1907م، عين مفتشًا للدروس الدينية بديوان الأوقاف بمصر، وفي خلال هذه الفترة عاد إلى التدريس بالأزهر.

وفي أغسطس 1908م عرضت عليه الحكومة السودانية أن يكون قاضيًا لقضاة السودان، وعمره لم يتجاوز السابعة والعشرين، ولم يقبله إلا بشروطه؛ فقد اشترط أن يكون قرار تعيينه من خديوي مصر، لا من حاكم السودان الانجليزي. وقد طال المقام به فى السودان حتى غلبه الحنين إلى مصر، فنقل الى مصر فى سبتمبر 1919م بوظيفة رئيس للتفتيش الشرعي – أي رئيس للمفتشين بمحاكم مصر الشرعية – وفي يونيو 1920م عين رئيسًا لمحكمة مصر الشرعية، وظل بها حتى يناير 1921م، ثم عُين عضوًا بالمحكمة العليا الشرعية وبقى بها حتى ديسمبر 1923م، ثم أصبح رئيسًا لمحكمة مصر الشرعية العليا.

المراغي شيخًا للأزهر

وفي 22 مايو 1928م عُين المراغي شيخًا للأزهر، فاجتهد لاصلاح الأزهر ورعاية شئونه والنهوض به الى المستوى الذى كان أستاذه الشيخ محمد عبده ينشده له ويجاهد في سبيله، فلم يمض عام حتى هيأ قانون الأزهر الذى جعل من التعليم العالي كليات ثلاث وشرع نظام التخصص الجديد، ولكن وقع اختلافًا حول هذا القانون مما أدى الى وقفه، واستقالة المراغي في 10 أكتوبر 1929م. 

وعاد المراغي إلى مشيخة الأزهر للمرة الثانية في 27 أبريل 1935م، وصدر في عهده القانون رقم 26 لسنة 1936، وقد ألغى به القانونين الصادرين في سنة 1923 وفي سنة 1930، وقام بإنشاء لجنة الفتوى وقسمًا خاصًا للوعظ والإرشاد لنشر الثقافة الإسلامية في الأقاليم، وذلك وفقا للجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

كان الإمام الأكبر الشيخ المراغى شيخ الأزهر حالة فريدة من نوعها فى الشموخ والاعتزاز بالرأي وبقدر وقيمة وقامة العلماء ورجال الدين تصدى بكل حزم لكل محاولات الهدم والتهميش والتجميد للأزهر ورجاله، لم يهب يومًا من الأيام حاكمًا أو سلطانًا، وكانت عقيدته الراسخة في عقله ووجدانه ألا لا كلمة تعلو فوق كلمة رجل الدين، فلم يسع فى يوم من الأيام إلى منصب أو جاه فقد كان همة الأكبر العلم وتطوير الأزهر وتنقية مناهجه وإخراجه من حالة الركود والتجميد التى حدثت له فى تلك الفترة.

مؤلفاته

من أهم مؤلفات الشيخ المراغي:

الأولياء والمحجورون، نال بها عضوية هيئة كبار العلماء، وهو بحث فقهي في موضوع الحَجْر على السفهاء، والذين يتولون أمورهم بعد الحَجْرِ، وهو مخطوط بمكتبة الأزهر.

تفسير جزء تبارك، وقد ألفه ليكمل به تفسير الإمام محمد عبده جزء عم.

بحث في وجوب ترجمة القرآن الكريم، طبع بمطبعة الرغائب سنة 1936م.

رسالة (الزمالة الإنسانية) كتبها لمؤتمر الأديان بلندن، مطبوعة بمطبعة الرغائب سنة 1936م.

بحوث في التشريع الإسلامي، وأسانيد قانون الزواج رقم 25 سنة 1929م، مطبوعة بالقاهرة.

مباحث لغوية بلاغية، كتبها أثناء تدريسه لكتاب التحرير في الأصول.

الدروس الدينية، وهي تفسير لبعض السور والآيات القرآنية، ألقاها في احتفالات عامة بمساجد القاهرة والإسكندرية الكبرى، واستمع إليها الملك فاروق في ليالي رمضان سنة 1356هـ إلى سنة 1364هـ، وقد نُشرت بمجلة الأزهر، كما نشرت مستقلة في كتيبات، ومات وهو يفسر سورة القدر قبل حلولها بأسبوعين، كما أن له مقالات وخُطبًا عديدة.

وفاته

ظل الشيخ المراغي متابعًا للإصلاح حتى لقى ربه وتوفى في عام 1945م، وبالتحديد في منتصف ليلة الاربعاء 14 رمضان 1364ه الموافق ليلة 22 أغسطس 1945 بمستشفى المواساة بالاسكندرية ودفن بالقاهرة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة