الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال قداس عيد الميلاد
الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال قداس عيد الميلاد


ميلاد المسيح.. بهجة في كل بيت| فتة ولحم وكحك أول ضيوف المصريين بالعيد

آخر ساعة

الثلاثاء، 02 يناير 2024 - 10:40 م

■ كتب: حسن حافظ

◄ الاحتفالات المريمية .. وجولات شراء الملابس الجديدة بهجة العيد

◄ الكنيسة القبطية تعلن إجراءات استقبال المشاركين في قداس كنيسة الميلاد

رغم صعوبة الأيام فإن للعيد بهجته التى يفرضها على النفوس، يقتحم البيوت فيلقى عليها برداء الفرحة، هكذا تكون بيوت المسيحيين المصريين فى عيد الميلاد، الذى يُعرف باسم «العيد الصغير»، كما هو حال تسمية عيد الفطر عند المسلمين المصريين، فالكثير من العادات الاجتماعية وحدت المصريين، فعند استعراض مظاهر الاحتفال عند أى مصرى بأى عيد ستجدها تكاد تكون واحدة، بعض الفروق تذوب فى بحر من المتشابهات، عندما تدخل بيتاً مسيحياً فى عيد الميلاد ستجد نفسك تعيش تفاصيل احتفال مصرية صميمة بالبهجة.

الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد له طقوسه الدينية التــى يحــرص عليها المسيحيون كعادة المصريين فى الالتزام بالطقوس والعبادات، إذ يسبق الاحتفال بعيد الميلاد مرحلة من الصيام تستمر لمدة 43 يوما، يمتنع فيها الصائمون عن تناول اللحوم ومنتجات الألبان بكل مشتقاتها، لكن لأن صوم الميلاد من أصوام الدرجة الثانية فيسمح بتناول الأسماك بجوار الأطعمة النباتية، مع الامتناع عن أكل الأسماك فى يومى الأربعاء والجمعة من كل أسبوع، إذ يعد صيام هذين اليومين من أركان الكنيسة العتيدة لأن الأول هو اليوم الذى شهد خيانة اليهود للسيد المسيح، والثانى لأنه شهد صلب المسيح بحسب المعتقد المسيحي، كما يتخلل أيام الصيام، صوم انقطاعى أى الانقطاع عن الأكل والشرب تمامًا من منتصف الليل إلى الظهر.

◄ الشهر المريمي
وتغلب البهجة على احتفالات الميلاد، لأن العيد ذكرى ميلاد السيد المسيح وما يمثله من قيم السلام والمحبة على الأرض، ويقول يوسف برسوم، باحث تاريخي، لـ»آخرساعة»، إن الاحتفالات الدينية تستبق عيد الميلاد بشهر، إذ يكرس شهر كيهك فى التقويم القبطي، للاحتفال بالسيدة مريم العذراء كمقدمة للاحتفال بميلاد السيد المسيح، لذا يعرف هذا الشهر باسم الشهر المريمي، والذى يشهد تكثيف التسابيح والترانيم وإقبال المواطنين على الكنائس لأداء طقوس دينية ذات بعد روحانى بهيج، وعادة ما يبدأ هذا الشهر فى 7 ديسمبر من كل عام، وينتهى مع عيد الميلاد فى 7 يناير، ويستغرق هذا الشهر الفترة الأكبر فى صوم الميلاد، لذا يعد الشهر الأكثر روحانية فى التقويم الكنسي، والذى يرتبط بذكرى السيدة مريم العذراء، ويعد مقدمة روحانية لاستقبال ذكرى ميلاد السيد المسيح.
ويشير برسوم إلى أن الشهر المريمى بما يشهده من احتفالات وصلوات دينية تتم فى جلسات ليلية، يعد مناسبة لإقامة الصلات الاجتماعية بين المصلين فى أجواء حميمية، وهم يشربون المشروبات الساخنة والوجبات التى تمنح المرء الدفء، «لذا تعد هذه الطقوس من أهم طقوس البهجة فى الكنيسة، يزيدها بهجة إقبال الأسر على شراء الملابس الجديدة خلال هذه الفترة استعدادًا لارتدائها خلال صلاة قداس عيد الميلاد، فالكثير من الطقوس الاحتفالية تشبه نفس المظاهر الاحتفالية عند المسلمين المصريين».

◄ الاحتفالات واحدة
ويتابع برسوم: «إن الاحتفالات المصرية واحدة لا فرق بين المسلم والمسيحي، وأن الطابع الاجتماعى بات هو المسيطر على الاحتفالات الدينية، لذا تجد أن التشابهات فى الاحتفالات بأعياد المسيحيين والمسلمين تكاد تكون متطابقة، فمثلاً يتم إعداد الحلويات، وخصوصًا الكحك فى العيد الصغير عند المسيحيين، كما هو الحال فى العيد الصغير عند المسلمين، وتتسابق البيوت المسيحية على إعداد الأطباق الشهية مثل المكرونة بالبشاميل وصوانى الرقاق، كما أن طبق الفتة باللحم هو أشهر أطباق إفطار المسيحيين بعد انتهاء صيام الميلاد، تجد نفس الأمر عند المسلمين فى عيد الأضحى، فالحياة المشتركة وتبادل العادات الاجتماعية، خلق نوعًا من التشابه فى التجربة الاجتماعية عند المصريين جميعًا، بغض النظر عن الديانة، وهذا كله هو سر عظمة الشعب المصري، لذا لا تتعجب إذا رأيت حالة استنفار فى البيت المسيحى لأن سيدة الدار قررت إجراء عملية تنظيف شاملة ليلة العيد، وهو نفسه ما يجرى فى البيت المسلم قبل عيدى الفطر والأضحى».

◄ الطقوس
بدوره يقول بولا إيليا، شاب مصري مسيحي، إن طقوس الاحتفال بعيد الميلاد كثيرة وكلها تدور فى أجواء من البهجة، وتابع: «حتى قداس العيد يكون به لمسة من البهجة لأننا نحتفل فى هذا اليوم بذكرى ميلاد السيد المسيح، وهى مناسبة مبهجة فى الأساس، لذا تكون الألحان الكنسية فى هذا اليوم مبهجة لنا جميعًا خصوصًا للأطفال، ثم يلقى القس المسؤول عن الكنيسة عظة القداس، التى تتحدث عن ميلاد المسيح وأهميتها للإنسانية جمعاء، كما تحرص كل أسرة على تزيين منزلها بالأنوار وشجرة الميلاد وغيرها من الزينة المبهجة، كما يعد طقس تبادل التهانى بالعيد أساسيًّا، إذ تحرص الأسر على تبادل الزيارات فى هذه المناسبة».

وتابع إيليا: «كذلك تحرص الأسر على اصطحاب أطفالها إلى الكنائس للاستمتاع بالأجواء الروحانية المبهجة، فضلا عن مشاركة البعض من هؤلاء الأطفال فى عروض مسرحية وعروض الكورال الكنسي»، لافتًا إلى أن انتهاء صوم العيد بعد أداء قداس العيد، وغالبًا ما يتم فى تمام الساعة 12 صباحًا، وتحرص الأسر المسيحية على إعداد اللحوم خصوصًا طبق الفتة الشهى مع قطع اللحم، بينما تفضل بعض الأسر إعداد الديك الرومي كمظهر من المظاهر الاحتفالية لدى الأسر المسيحية والمبهجة بذكرى ميلاد السيد المسيح. 

◄ القداس
من جهتها، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقيادة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعيد الميلاد المجيد 7 يناير الجاري، حيث يترأس البابا تواضروس الثاني، قداس عيد الميلاد المجيد، فى كاتدرائية ميلاد المسيح، بالعاصمة الإدارية، مساء 6 يناير الجاري، وأعلن القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إجراءات المشاركة فى قداس عيد الميلاد فى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة للراغبين فى الإيبارشيات التابعة للكنيسة حضور القداس، عبر تقديم الطلبات إلى كنائس القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية)، على أن يتم توفير دعوة شخصية لكل من قدم بياناته على أن يتسلمها من نفس المكان الذى قدم له بياناته، مع مراعاة أن الأطفال بدءًا من سن خمس سنوات يجب أن يكون لهم دعوة مستقلة لكل واحد منهم.

ويمكن الذهاب إلى كاتدرائية ميلاد المسيح بالسيارات الخاصة أو بالأتوبيسات التى ستوفرها لهم الكنيسة التابعين لها، حيث لن توفر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أى وسائل نقل للمصلين إلى كاتدرائية ميلاد المسيح كما حدث فى سنواتٍ سابقة، وتضمنت الإجراءات تخصيص أماكن خارج كاتدرائية ميلاد المسيح لوقوف السيارات فيها، حيث سيتم فتح أبواب الكاتدرائية يوم 6 يناير الجاري، الساعة الخامسة مساءً، ولن يسمح بدخول أحد قبل هذا الموعد، وآخر موعد للدخول هو الساعة السادسة مساءً، مع ملاحظة أن القداس سيبدأ فى تمام الساعة السابعة مساءً، مشدداً على ضرورة إحضار أصل بطاقة الرقم القومي، وكذلك أصل الدعوة الخاصة مع ضرورة التأكد بأن تكون الدعوة مختومة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة