الخميس، 04 يناير 2024 - 07:32 م

وفق إحصائيات 2023، طرحت السينما المصرية 43 فيلما، حققت 660 مليون جنيه، وهو رقم يستوجب الوقوف عنده، نعم هذا يعد نجاحا تجاريا كبيرا، لكن كم فيلما ترك تأثيرا وبصمة مهمة فى عمر ذلك العام؟! الواقع 

أنه لم يكن من بينها سوى فيلمين على الأكثر تركا تأثيرا هما «وش فى وش» و« فوى فوى فوى» وهو رقم هزيل للغاية فى بلد به صناعة سينما صالت وجالت على مدار عهود. السؤال الآخر هو كم فيلما استطاع أن يشارك وينافس بالمهرجانات الكبرى ولفت الانتباه.. لا شيء يذكر.

تواجدت السينما العربية والأفريقية فى «كان» و«فينيسيا» و«برلين» و«تورنتو» ونالت إشادات كبرى وتصفيق الجمهور والنقاد، ونحن لم نكن هناك، رغم هذا الإنتاج الكبير.

 إن نجوم السينما الحاليين باتت لديهم حالة من الاستسهال فى تقديم أفلام تخاطب شباك التذاكر فقط، فالإيرادات ليست مقياسًا وحيدًا للنجاح بل مدى التأثير الممتد برؤية وفكر وروح وتواجد حقيقى على نطاق أوسع.

أطالب المخرجين الجدد بـالسعى لتقديم أعمال ذات مستوى فنى عالٍ مثلما فعل نجوم السينما المصرية أمثال عادل إمام ونور الشريف وأحمد زكي، فكما نفكر فى الكم لا بدّ أن نفكر فى الكيف؛ لأن السينما المصرية لها مكانتها وتاريخها، ويجب ألا تكون خارج التظاهرات السينمائية الكبرى، فلم نحقق هذا العام وجودًا مميزًا فى مهرجان دولي، ولم يصل فيلم مصرى للقائمة الطويلة فى تصفيات الأوسكار هذا العام، مثلما حدث مع أفلام تونس والمغرب، على الرغم من الكم الإنتاجى الكبير الذى لا شك أنه يُعدّ أمرًا حميدًا من حيث عودة الثقة فى انتعاشة غابت الأعوام الخمسة الأخيرة. 

كما يجب ألا ننساق وراء موجة «اللعب على المضمون» فهى كفيلة بإهدار أحلام مخرجين كانت بدايتهم مبشرة للغاية.

أتذكر أننى عقب مشاهدة فيلم «شماريخ» للمخرج الموهوب عمرو سلامة، أيقنت أنه استسلم لمغازلة تلك الموجة وأراد أن يسير فى ركابها، وهو أحد الذين عقدت عليهم الأمل فى تقديم سينما مختلفة والأعمال التى قدمها من قبل كانت مبشرة للغاية بها عمق وفكر ولها تأثير مثل «أسماء» و«لا مؤاخذة» و«بره المنهج». من حق أى مخرج أن يغير ويجرب ليثبت أنه جزء من السوق والبضاعة المطلوبة، لكن ليس أن يتنازل عما يؤمن به، وليس أن يطيح بما حققه من مكانة رفيعة بسينما نالت الإعجاب وحققت تاريخا.