عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

واشنطن لم تعلم!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 04 يناير 2024 - 08:21 م

لتغسل يدها من دماء صالح العارورى سارعت أمريكا لتنفى علمها بالعملية الإسرائيلية لاغتياله فى بيروت قبل إتمامها.. لكنها فى ذات الوقت أعلنت أن من حق إسرائيل ملاحقة قادة حماس فى أى مكان. 

وهذا يلخص الموقف الأمريكى من حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة شهور ضد أهل غزة.. فهى رغم أنها أعربت عن عدم موافقتها على الاستهداف الواسع للمدنيين ودفعهم للهجرة القسرية والتقييد على المساعدات الإغاثية لهم، فإنها ترى أن من حق الإسرائيليين الدفاع عن أنفسهم، ولذلك لا توافق أمريكا على وقف الحرب وإنهاء هذه المجزرة الممنهجة لأهل غزة، وأحبطت عدة مرات صدور قرار من مجلس الأمن يستهدف وقف القتال، ناهيك عن رفضها لإدانة إسرائيل على الجرائم الشنيعة التى مازالت ترتكبها من تدمير البنايات فى غزة فوق رؤوس ساكنيها، واقتحام وتخريب المستشفيات واستهداف عربات الإسعاف والمسعفين، ومنع إخلاء الجثث من بين ركام البنايات المدمرة، واستهداف الأطفال ومنهم الرضع والمبتسرون، وهى الجرائم التى ذهبت بها جنوب إفريقيا إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مجرمى الحرب فى إسرائيل. 

وياليت الأمر يقتصر على ذلك فقط  فهى منحت إسرائيل ما احتاجته من سلاح وعتاد وذخيرة، ومعلومات استخباراتية ونصائح عسكرية أيضا.. وكل ذلك تم بشكل علنى.. وحتى حينما قيل إن ثمة خلافات بين الأمريكان والإسرائيليين حول مسار الحرب ومدتها ونطاقها تركت واشنطن للحكومة الإسرائيلية أن تفعل ما تراه ولم تلزمها بما تراه هى، وهو ما يعنى إما أن تلك خلافات غير جوهرية أو أنها خلافات غير حقيقية وإنما خلافات مدعاة لتهدئة الرأى العام العالمى المطالب بوقف الحرب والذى تأثر به الرأى العام الأمريكى أيضا. إن أمريكا إذا كانت راغبة حقا فى اختصار زمن الحرب وتقليص نطاقها وخفض استهداف المدنيين وحمايتهم من القتل والإبادة وتوفير مقومات الحياة لهم لألزمت إسرائيل بذلك فعلا.. فهى قادرة على ذلك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة