كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

تهنئة عيد الميلاد

كرم جبر

الجمعة، 05 يناير 2024 - 09:38 م

حدد الرئيس عبد الفتاح السيسى التوجه الاستراتيجى للدولة المصرية فى قضية المواطنة، بترسيخ الممارسة العملية للحقوق المتساوية للجميع، وتعظيم القيم الإنسانية من السلام والمحبة وعدم التمييز بين جميع المصريين لأى سبب من الأسباب.

وفى لقائه بأعضاء مجلس كنائس الشرق الأوسط «مايو 2022»، أكد الرئيس على ثقافة التعددية وحرية الاعتقاد، ومكافحة التعصب والتشدد. وعلى أرض الواقع تجسدت هذه الاستراتيجية قولاً وفعلاً.

فزيارات الرئيس للكاتدرائية فى أعياد الميلاد لتهنئة الأقباط، ترسخ المساواة بين المصريين جميعاً ليس للمجاملة أو الشكليات، ولكن يفعل نفس الشئ الرئيس فى الأعياد فى ضوء الفهم الصحيح والعميق لتعاليم الإسلام، وتأكيداً للرباط المتين الذى يوحد الجميع فى مختلف التحديات.

وهى علاقة مكتوبة بالدم وتضحيات الشهداء دفاعاً عن الوطن، ففى الحرب ضد الإرهاب، لم يفرق رصاص الغدر بين مسلم ومسيحي، وارتوت أرض سيناء الطاهرة بدماء الشهداء، وفى الحروب ارتفعت روح التلاحم إلى الذروة، بقادة وضباط وجنود مصريين وليس على أساس ديني.

وأضفت مصر روحها على أبناء شعبها من المسلمين والأقباطا، وتمثل السيدة العذراء رمزاً للمحبة والإخاء بين المسلمين والمسيحيين، وتفخر كثير من الأسر المصرية المسلمة بأن تطلق على بناتها اسم «مريم».

وارتضى المصريون أن تكون علاقتهم جميعاً مسلمين وأقباط على قاعدة المساواة فى الحقوق والواجبات، وتبقى مصر آمنة كلما ازدادت أواصر المحبة بين أبنائها، ووقفوا صفاً واحداً فى مواجهة كل الفتن والمكائد.

وجرف تيار المحبة كل من حاول إفساد العلاقة بين شركاء الوطن، وكان المسمار النافذ فى قلب الإخوان عندما حاولوا إشعال صراع طائفى بين أبناء الوطن الواحد، وخاب مسعاهم فى افتعال فتن تشق وحدة الصف، وكان عام حكمهم وبالاً عليهم.

فعندما حدثت اعتداءات على الأقباط وممتلكاتهم وحرق كنائسهم، تصدى لهم المصريون جميعاً، ووقف المسلمون حراساً للكنائس، وتبرع المسيحيون بدمائهم لإخوانهم المسلمين المصابين فى العمليات الإرهابية.

النيل يجرى فى عروقنا، وفى حرب أكتوبر المجيدة، روت الدماء المصرية الطاهرة أرض سيناء الحبيبة، ووقف الجندى المسلم مع أخيه المسيحى فى ميدان القتال، يرفعون علم مصر ويهتفون لمصر ويفتدونها بالأرواح.

ذكريات كثيرة تتدفق فى الذاكرة المصرية ونحن نحتفل بأعياد الميلاد ونتذكر السيدة العذراء التى يحبها المصريون جميعاً ويضعون صورتها فى بيوتهم ويتباركون بها، وتتجلى عظمتها فى اصطفاء المولى لها من بين كل نساء العالمين، أتت إلى بلادنا بالطفل المبارك من السماء ومكثت بيننا سنوات، ويشهد المصريون معجزاتها الكبرى، وأهم معجزة هى حبهم لها وتقديس سيرتها العطرة.

كانت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر فاتحة للخير، فعلى أرضها الطيبة تتعانق الأديان السماوية، ويرتفع صوت الأذان مع أجراس الكنائس فى رسالة شديدة الوضوح: مصر بلد المحبة والسلام والقلب الذى يستوعب كل الديانات السماوية.

الأقباط يستقبلون الرئيس فى الكاتدرائية بالتصفيق والزغاريد والورود والدعاء، لأنه يعتبرهم مع إخوانهم المسلمين تجسيداً للترابط فى مصر، مهد الديانات السماوية وكنانة الله على أرضه، ومعاً هم الركيزة الأساسية للتقدم والنمو.

ومن يزرع يحصد.. العدالة تساوى الطمأنينة، وإزاحة السحب السوداء المفتعلة التى كانت تظهر فى سماء العلاقات بين شركاء فى وطن واحد وأرض واحدة ومصير مشترك، ومستقبل آمن طالما ظلت العلاقة بينهما متينة وقوية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة