السبت، 06 يناير 2024 - 01:02 م

توصلت الأبحاث الحديثة إلى أن النوم المتقطع يضر بالصحة العقلية للشخص، أكثر من قلة النوم ذاتها، حيث أشارت التقرير إلى أن النوم المتقطع سبب أساسي في الإصابة بالاكتئاب والمشاكل النفسية والعقلية بشكل عام. 

ويؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو قلة النوم إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، وفي حين أن الأرق يمكن أن يكون أحد أعراض الاضطرابات النفسية، مثل القلق والاكتئاب، فمن المسلم به الآن أن مشاكل النوم يمكن أن تساهم أيضًا في ظهور وتفاقم مشاكل الصحة العقلية المختلفة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق وحتى التفكير في الانتحار.  

 اقرأ أيضا| دراسة تكشف العلاقة بين التوتر والنوم المتقطع

تظهر دراسات النوم المتقطع والحرمان من النوم أن الأشخاص الأصحاء قد يعانون من زيادة مستويات القلق والضيق بعد قلة النوم، أولئك الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل النوم المزمنة، وفي المقابل، من المرجح أن تؤدي مشاكل النوم هذه إلى تفاقم الأعراض النفسية وحتى زيادة خطر الانتحار. 

في عام 1998، مؤسسة النوم الوطنية أطلقت إطلاق أسبوع التوعية بالنومكوسيلة لتعزيز النوم بشكل أفضل وزيادة الصحة العامة والرفاهية، تبدأ الحملة السنوية مع بداية التوقيت الصيفي، عندما يفقد الأمريكيون ساعة من النوم. 

في تقرير في مجلة النوم، أجرى المؤلف الرئيسي باتريك فينان، الأستاذ المساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، وزملاؤه إحدى الدراسات الأولى التي تقارن بين نوعي النوم - النوم المتقطع والنوم المختصر - في مجلة النوم، وكانت مجموعة من 62 رجلاً وامرأة يتمتعون بصحة جيدة وكانوا ينامون جيدًا. 

وقضى المشاركون ثلاثة أيام وليالٍ في مختبر النوم وأجابوا على أسئلة حول حالتهم المزاجية كل مساء قبل النوم، أثناء نومهم، قام الباحثون بقياس مراحل نومهم حتى يتمكنوا من توثيق متى ومقدار كل مرحلة من مراحل النوم، من النوم الخفيف إلى النوم الأعمق، التي حصل عليها كل متطوع كل ليلة.

وتم تعيين مجموعة ثالثة بشكل عشوائي ليتم إيقاظها عدة مرات في الليلة، ولم يُسمح لثلث آخر بالنوم إلا في وقت لاحق ولكن لم يتم إيقاظهم، أما المجموعة الأخيرة، التي كانت بمثابة المجموعة الضابطة، فقد سُمح لها بالنوم دون انقطاع من خلال الاختبار.

عندما قارن فينان تقييمات الحالة المزاجية للمجموعات الثلاث، وجد أن المجموعة التي تنام بشكل متقطع أو التي تنام لفترة قصيرة أظهرت انخفاضًا في الحالة المزاجية الإيجابية بعد الليلة الأولى، لكن في الليالي التالية، استمر الأشخاص الذين ينامون بشكل متقطع في الإبلاغ عن تراجع المشاعر الإيجابية، بينما لم يفعل الأشخاص الذين ينامون فترات قصيرة، فقد ظلوا عند نفس المستوى تقريبًا الذي أبلغوا عنه بعد الليلة الأولى. 

وحدث هذا الانخفاض في المزاج الإيجابي بغض النظر عما أفاد به المشاركون على مقياس المزاج السلبي، لذا، يقول فينان، إن النوم المتقطع قد يكون له تأثير أقوى على تثبيط المزاج الإيجابي مقارنة بتأثيره على زيادة المشاعر السلبية. 

وعندما نظر إلى أنماط الدماغ لمجموعتي النوم المتقطعتين، وجد أن أولئك الذين استيقظوا بشكل متكرر أظهروا نومًا بطيئًا أقل، أو النوم العميق الذي يرتبط عادة بالشعور بالاستعادة والراحة، مقارنة بأولئك الذين حصلوا على نفس القدر من النوم.

ولكن في جلسة متواصلة ويقول: "لقد رأينا انخفاضًا كبيرًا ومفاجئًا في موجة النوم البطيئة، وكان مرتبطًا بانخفاض ملحوظ في المزاج الإيجابي الذي كان مختلفًا بشكل كبير عما حدث في المجموعة الأخرى". 

هل هناك أطعمة تعزز النوم، وأطعمة يجب أن نتجنبها؟ وهل النوم أكثر يساعدك على إنقاص الوزن؟

تم ربط قلة النوم بزيادة تناول الطعام وزيادة خطر زيادة الوزن والسمنة. على العكس من ذلك، تشير الدراسات إلى أن الحصول على مزيد من النوم يمكن أن يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية أقل وتحسين فقدان الوزن.  

في حين أن بعض الأطعمة، مثل منتجات الألبان والأسماك والفواكه (على سبيل المثال، الكيوي والكرز الحامض) أظهرت بعض التأثيرات المعززة للنوم، فإن الأبحاث محدودة للغاية بحيث لا يمكنها استخلاص استنتاجات أو توصيات محددة حول أطعمة معينة للمساعدة على النوم.

وتشير الأبحاث المتزايدة إلى أن جودة النظام الغذائي أو وجود ما يكفي من العناصر الغذائية يمكن أن يؤثر على كمية ونوعية النوم، وقد ارتبطت الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف والدهون المشبعة العالية والسكر العالي(الرابط خارجي ويفتح في نافذة جديدة)مع نوعية نوم رديئة. 

دراسة كبيرة أخرى(الرابط خارجي ويفتح في نافذة جديدة)وجدت أن العجز في العناصر الغذائية، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفيتامينات A وC وD وE وK، يرتبط بمشاكل النوم، على هذا النحو، من المهم على الأرجح التركيز على تناول نظام غذائي متوازن ومتسق وإنشاء عادات نوم صحية مرتبطة بالطعام، مثل الحد من تناول الكافيين في فترة ما بعد الظهر/ المساء ومحاولة عدم تناول وجبات كبيرة في وقت متأخر جدًا.