محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

المنجمون.. وعام ٢٠٢٤

محمد بركات

السبت، 06 يناير 2024 - 07:41 م

ما إن دقت الأجراس إيذانا ببدء العام الجديد، حتى لفت الانتباه بشدة ذلك الكم الكبير من التوقعات والتنبؤات، التى انطلقت من كل هؤلاء المنجمين والمتنبئين، الذين احتشدوا فى كل القنوات الفضائية التليفزيونية خلال الأيام الماضية، التى واكبت نهاية العام الماضى وبداية العام الجديد، ليزفوا إلينا توقعاتهم ورؤاهم لما تحمله الينا احداث ووقائع السنة الجديدة.

ورغم ما تحمله هذه التوقعات فى مجملها وما تشتمل عليه فى طياتها، من نذير سوء فى بعضها أو بشارة خير فى بعضها الآخر، بالنسبة للأفراد أو الجماعات أو حتى الدول والشعوب، دون سند حقيقى سوى ما يقوله ويتوقعه هؤلاء المنجمون.

إلا اننا نجد لهذه التوقعات وتلك التنبؤات انتشارا وإنصاتا متزايدا، بين عموم الناس، والبسطاء من أهلنا، كما نجد لها انتشاراً واسعاً بين الكثير من البرامج الحوارية فى غالبية القنوات الفضائية، إن لم يكن فى كلها.

وفى ظنى أن هذا الإقبال وهذا الانتشار، لا يعود فى جوهره إلى تصديق عموم الناس لهذه التوقعات وتلك التنبؤات، ولكنه يرجع فى جزء كبير منه إلى طبيعة البشر، وما جبل عليه الانسان من فضول طبيعى لمعرفة ما هو مخفى من الأمور، وما يتملكه من رغبة عارمة للكشف عن المستور.

ورغم احترامى لما يقول به هؤلاء المتنبئون، من انهم لا يهرفون بما لا يعلمون، وما يؤكدونه من ان هذه التنبؤات هى نتاج دراستهم الطويلة ومعرفتهم الواسعة بعلوم الفلك والأبراج ومواقع النجوم وحركة الشمس والكواكب، وعلاقة كل ذلك وتأثيره على ما يجرى فى الأرض، وما يقع للناس وما تجرى به المقادير.

إلا أننى ممن يؤمنون بأن ما يقع لنا ولكل البشر هو نتاج أعمالنا وأعمالهم، وأن الأفراد والجماعات والشعوب هم الذين يصنعون واقعهم ويبنون مستقبلهم بأيديهم وعقولهم وجهدهم وحصاد أعمالهم،..، وفى ذلك أذكر نفسى وكل الناس بالقول المأثور «كذب المنجمون.. ولو صدفوا».
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة