الإثنين، 08 يناير 2024 - 01:42 م

إنها حقاً بلد الأولياء والصالحين كما إنها أقدم بقعة سياحية فى أرض الكنانة، و تُعد من أكبر وأقدم المدن فى صعيد مصر الجواني، إنها محافظة قنا بصعيد مصر، والمتاخمة لمدينة الأقصر. فقد نشأ وتربى فى هذه المدينة التاريخية العريقة لفيفٌ من مشاهير أهل العلم والفكر والأدب على مر العصور.

وتمتاز بأنها من أكبر محافظات مصر التى عاش فيها وتربى على أرضها كوكبة من أولياء الله الصالحين والزهاد الناسكين و لهم بها مقامات وأضرحة يُقصدها آلاف الزوار والمريدين طوال أيام السنة للتبرك ويصل عدد هذه الأضرحة المنتشرة فى مراكز ونواحى محافظة قنا إلى أكثر من 215 ضريحاً لأولياء وصالحين حتى إنه من طرائف أهل قنا إنهم يقولون إذا قصد بلدهم أى شخص من المنتمين للتيار السلفى الذى يحرم الصلاة فى المساجد الملحق بها أضرحة فإنهم لن يجدوا إلا الخلاء ليصلوا فيه كناية عن كثرة المساجد ومقامات الأولياء بالمحافظة.

اقرأ أيضاً | وكيل أوقاف القليوبية أنشطة دعوية متميزة.. و 13 ألف مقرأة وأكثر من 8 آلاف حلقة تحفيظ

ولعل من القامات المشهورة فى عصرنا الحالى أنها بلد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الحالى فضيلة الدكتور أحمد الطيب الذى لأهله وعشيرته بقنا ساحات صوفية كبيرة لدروس العلم وحلقات الذكر واستضافة كل وافد طعاما وشرابا وإقامة.. كما تعد الساحة الرضوانية لسيدى أحمد رضوان من أشهر ساحات الصوفية بقنا وبها مقامه.

ومن أشهر وأعظم الأولياء الذين ارتبط اسمهم بمحافظة قنا ، هو القطب الربانى أسد الصعيد سيدى عبدالرحيم القناوي، حيث يُقام مولده السنوى ويُحتفل بذكراه لمدة 15 يومًا متواصلة تنتهى بليلة النصف من شعبان، ويحضر هذا الاحتفال كبار قادة ومسؤولى المحافظة بالإضافة إلى الآلاف من المريدين والمحبين. وُلد هذا الولى الصالح بالمغرب الأقصى سنة 521ه ونشأ هناك بين كبار علماء عصره وحفظ القرآن وهو ابن ثمانى سنوات. ثم رحل فى طلب العلم إلى بلاد الشام حيث أمضى عامين ينهل من مختلف العلوم قبل أن يعود مرة أخرى إلى بلده ويتولى الإرشاد والتوجيه.

وبعد وفاة والدته، قرر السفر لأداء فريضة الحج عبر مصر، فمرّ بالإسكندرية والقاهرة اللتان تركتا أثرًا بالغًا فى نفسه. ثم أمضى تسع سنوات كاملة فى الحجاز يدرس على يد شيوخها وعلمائها، قبل أن يلتقى بأحدهم من مدينة قوص الذى أقنعه بالقدوم إلى مصر. فأقام الشيخ عبدالرحيم بقوص ثلاث سنوات تعلم خلالها على شيخ آخر هو الشيخ القرشى بمدينة قنا، حيث استقر الشيخ عبدالرحيم وأمضى بقية حياته.

وفى نجع حمادى بالمحافظة، يوجد ضريح مشهور آخر لولى الله الأمير ضرار ( ضرار بن الأزور) وأخيه. وتُقام ليلة احتفالية كبيرة سنويًا فى مولده تجتمع فيها الآلاف من المحبين والمريدين. وكما تحكى الروايات، كان الأمير ضرار وأخوه من أشهر أبطال الفتوحات الإسلامية فى عهد خالد بن الوليد رضى الله عنهم. كما كان لأختهم ( خولة بنت الأزور) دور بارز فى المعارك حيث كانت تلتحق بالجيش متنكرة فى زى رجل للقتال إلى جانب المسلمين حتى أطلق عليها لقب «الفارس الملثم».

ومن الأضرحة ذات الشهرة الواسعة أيضًا بالمحافظة، ضريح الشيخ محمد الخواص، وكذلك ضريح الشيخ عمران والشيخ هرمل والشيخ نور الدين بنجع حمادي. إلى جانب وجود العديد من المزارات الأخرى التى يقصدها سكان المحافظة وخارجها طلبًا للشفاء والتيسير كضريح الشيخ السنجق بمركز دشنا والشيخ أحمد الشرقاوي.

كما تنتشر المقامات فى مراكز فرشوط وأبو تشت ونقادة، خاصة فى قرية بخانس التى تضم العشرات من أضرحة الأولياء والصالحين. وبمدينة قفط على وجه التحديد هناك العديد من المقامات التى يزورها السكان مثل مقام الشيخ مسعود والشيخ على والشيخ ثابت وغيرهم. لكن أشهر هذه المقامات هو مقام الشيخ إبراهيم البوشى بمركز قفط والمعروف بلقب «القاضى والعالم الجليل». وبها قلعة شيخ العرب همام وهى قلعة تاريخية، تقع فى مدينة نجع حمادي. تم بناء القلعة فى القرن الثامن عشر، وكانت مقرًا لشيخ العرب همام أحد أشهر الشخصيات التاريخية فى محافظة قنا، ولد فى القرن الثامن عشر، وتوفى فى عام 1795.

وبها مدينة قوص التى تذكر بعض الكتب أن نبى الله موسى عليه السلام قد ولد وتربى فى مدينة قوص، هذا بالإضافة إلى أن بيت فرعون مصر الذى طغى واستبد على قومه كان فيها.

كما إنها كانت أولى محطات ، القطب عبدالرحيم القناوى عندما وصل إلى مصر كان أول مدينة تلمس أقدامه ترابها كانت قوص ولكنه لم يبق كثيرا لأنه وجدها عامرة بالعلماء فقرر الهجرة شمالا إلى قنا.