د. خالد صلاح وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة
د. خالد صلاح وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة


وكيل أوقاف القاهرة: المجتمع شهد موجات من التشدد ونجحنا في التصدي لهذه الأفكار الخبيثة

اللواء الإسلامي

الجمعة، 19 يناير 2024 - 04:21 م

أكد الدكتور خالد صلاح، وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة أن البلاد شهدت فترة كانت من أشد الأوقات بلاء على أثر ما قامت به الجماعات المتطرفة من محاولات فاشلة لزعزعة أمن واستقرار الوطن، إلا أن خطط وزارة الأوقاف المحكمة، ويقظة القائمين على الخطاب الدينى نجحت فى التصدى لهذه الأفكار الخبيثة وقضت عليها فى مهدها، مشيرا إلى أن وعى الشباب كان أحد التحديات الكبيرة فى هذه الفترة، التى حاولت الجماعات المارقة تضليله وتشويه عقيدته، فاتخذت الوزارة عدد من الإجراءات الإستباقية التى تمكنت من احتواء الشباب والرد على شبهات هذه الجماعات المتطرفة وتفنيد أفكارها الهدامة بالعديد من الوسائل التى تنوعت ما بين خطب ودروس فقهية وندوات ولقاءات داخل المدارس والجامعات واندية الشباب على مستوى الجمهورية.

وأشار إلى أن وزارة الأوقاف فى خضم التحديات الكبيرة التى تواجه البلاد على أثر موجات الغلاء العالمية، اتخذت لنفسها منبرا تقوم من خلاله بالمشاركة والدعم لتوفير المساعدات الإغاثية والإنسانية لشريحة كبيرة من أبناء المجتمع الأكثر احتياجا، كما أنها تشارك بشكل فعال فى دعم المبادرات الرئاسية التى تستهدف تنمية المجتمع والارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة.

اقرأ أيضاً| برلمانيون: مزاعم الكيان الصهيوني أمام العدل الدولية «ادعاءات وأكاذيب»

وانتقد المهاجم لفكرة الخطبة الموحدة، مؤكدا أنها نجحت فى إنتاج مخزون علمى كبير لدى الأئمة والدعاة وناقشت قضايا مهمة بشكل احترافى أدى إلى القضاء على ظاهرة التكرار والإطناب التى كان يغرق فيها الأئمة لعدم وجود بوصلة توجههم إلى تناول القضايا التى تشغل المجتمع فى آن واحد وإلى نص الحوار. * شهدت البلاد مع بداية توليكم مهام عملكم، فترة عصيبة، بسبب الأفكار الهدامة التى كانت الجماعات المتطرفة تحاول من خلالها زعزعة أمن واستقرار الوطن، كيف تصديتم لهذه الأفكار، وأبرز الجهود؟

** كانت هذه الفترة من أصعب التحديات التى واجهت وزارة الأوقاف على مدار تاريخها، بسبب النشاط المكثف للجماعات الإرهابية فى محاولة منها لإثارة الإضطرابات داخل المجتمع، والنيل من أمنه واستقراره، إلا أن الوزارة تحت القيادة الرشيدة للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، نجحت فى إجهاض هذه المحاولات البائسة التى لم يجن اصحابها سوى الخذلان الذى عجل بفضح مخططاتهم الدنيئة والمجرمة.

وقد كان لمديرية أوقاف القاهره دور مهم، فى القضاء على هذه الأفكار الخبيثة، واجتثاث جذورها بشكل قاطع، حيث قامت بوضع خطة محكمة استطاعت من خلالها مواجهة أفكار الجماعات الظلامية، وذلك بالخروج من الحيز الضيق القاصر على نشر الدعوة الإسلامية فى المساجد، إلى الخروج إلى المجتمع كافة فى الجامعات والمدارس ومراكز الشباب وذلك لنشر الفكر الوسطى الصحيح وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وفى إطار هذه الخطة تم التنسيق مع رؤساء الجامعات لعقد سلسلة ندوات ومحاضرات بكافة الكليات، حيث يقوم قسم الإرشاد الدينى التابع للمديرية بعقد لقاءين خلال الشهر بحضور رئيس الجامعة وعميد الكلية وقيادات الجامعة والطلاب، يحاضر فيهما وكيل الوزارة أو وكيل المديرية أو أحد قيادات الدعوة، وقد تفضل وزير الأوقاف بعقد لقاء موسع مع قيادات الجامعات وبحضور المحافظ وعدد من القيادات التنفيذية والطلاب، بعد أن لمس الجهد المبذول الذى تميزت به المديرية، وذلك لوضع خطة ورؤية دعوية عصرية مستنيرة، كما أنه دعم الجامعة ببعض الكتب التى ألفها، وبعض إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التى تعالج قضايا العصر والتى تسد الباب على أصحاب الفكر المتطرف وتضيق الخناق عليه فى نشر افكاره الهدامة، وذلك بتثقيف الشباب وتوعيته بخطورة هذه الأفكار الممقوته التى يحاول أصحابها استقطابهم بها وإفساد عقيدتهم لنشر الفتن والإضرابات فى المجتمع.

أما على مستوى المدارس فبعد التنسيق مع مديرية التربية والتعليم بالمحافظة قامت المديرية بتخصيص مئات الأئمة من خيرة دعاتها ممن تتوفر فيهم صفات الإمام المجدد والمتميز والجامع والحاصلين على درجة الماجستير والدكتوراه، وذلك لعقد الندوات بالمدارس، حيث يقوم الواحد منهم بالمشاركة فى طابور الصباح المدرسى وإلقاء كلمة موجزة تعالج قضايا العصر بأسلوب مبسط يصل لسن الطالب فى هذا العمر المبكر، فضلا عن خطبة الجمعة والدروس اليومية بالمساجد

التوعية بصحيح الدين

كيف تصديتم لموجة الفتاوى المضللة التى حاولت الجماعات المخربة من خلالها استقطاب الشباب ونشر العنف فى المجتمع؟

من الجهود التى تذكر لمديرية أوقاف القاهره فى هذا الإطار، نجاحها فى تنفيذ خطة دعوية استطاعت من خلالها القضاء على هذه الفتنة، شملت حزمة من الإجراءات التى جاء على رأسها تنظيم عدد من الندوات واللقاءات الفكرية، وإلقاء الخطب والدروس فى المدارس ومراكز الشباب والرياضة، والكليات المختلفة بالجامعة، والمجالس المتخصصة كالمجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للسكان، ومركز النيل للإعلام، لتوعية الناس بصحيح الإسلام الوسطى المعتدل الذى تربينا عليه من خلال القرآن والسنة وأقوال العلماء المعتدلين من أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم، وبيان خطورة التطرف، وأثره السلبى على البلاد والعباد، وأن الدين الإسلامى الحنيف دعا إلى الوسطية ونبذ كل مظاهر الغلو والتشدد، فضلا عن تفنيد جميع فتاوى أصحاب الضلالات والفكر المنحرف كدعاوى التكفير والقتل باسم الدين.

قوافل طبيه

تهتم الأوقاف بتسيير القوافل الدعوية التى تستهدف المجتمع بجميع طوائفه، كيف شاركتم فى هذه القوافل، ومدى تأثيرها على أرض الواقع؟

مديرية أوقاف القاهره من المديريات السباقة فى السير على نهج الوزارة فى تنفيذ جميع برامجها التى تستهدف علاج القضايا الفكرية التى تؤرق المجتمع، ومن الخطط المتميزة التى شاركت فيها المديرية وحققت من خلالها نتائج كبيرة فكرة القوافل الدعوية التى تقوم بدور حضارى مهم فى خدمة الدين والوطن، حيث اهتمت بمناقشة كل ما يتعلق بأمن البلاد واستقرارها ومواجهة أصحاب الدعوات الهدامة والأفكار المتطرفة التى تهدف إلى احداث الفرقة بين أبناء الوطن للنيل من نسيجه الواحد.

ومن المحاسن التى تذكر للقوافل الدعوية، أنها تحافظ على عقول الشباب، وتوعيهم بالمخاطر التى تحيط بالأوطان، التى تعتبر حمايتها واجب على كل مسلم، والإسلام حرص كل الحرص على حمايتها، وحث المسلمين على الذود والدفاع عنها فى مواجهة العدوان والدخلاء.

أما عن تأثير هذه القوافل على أرض الواقع، فقد لاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور لما لمسه فيها من قيمة كبرى فى تصحيح مفاهيم الدين الإسلامى الحنيف والقضاء على الأفكار الهدامة.

دور مجتمعى

تقوم وزارة الأوقاف بدور مجتمعى متميز يذكر لها من خلال المشاركة فى توزيع اللحوم والمواد الغذائية على المستحقين لها طوال العام.. كيف شاركت المديرية فى هذا النشاط؟

الدور الاجتماعى الذى تقوم به مديرية أوقاف القاهرة لا يخفى على أحد، وذلك من خلال مشاركة المديرية وقياداتها فى كافة الأمور التى تتعلق بالشأن المجتمعى فى القاهرة، حيث نقوم بتوزيع لحوم صكوك الأضاحى تحت رعاية د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إضافة لتوزيع بعض السلع الغذائية على المستحقين، وكذلك تقديم بعض المساعدات المالية للفقراء والمحتاجين والأسر الأكثر احتياجا بصفة دورية وفى المناسبات والأعياد، إضافة الى دور المديرية فى المشاركة فى حل الكثير من المشاكل الاجتماعية التى يعانى منها المواطن القاهري، فضلا عن دورها الفعال بالمشاركة فى المبادرات الرئاسية، حيث شاركنا فى حملة ١٠٠ مليون صحة من أجل الأرتقاء بصحة الشعب المصرى وحث الناس على الخروج للأستفادة من خدمات المبادرة، كما شاركنا فى حملة الاستفتاء على الدستور بحث الناس على النزول والمشاركة فى الأستفتاء، لتحقيق الأستقرار للمجتمع، كما شاركنا فى جميع المبادرات، وكان لنا دور مهم فى حث المواطنين على النزول للمشاركة فى الأنتخابات الرئاسية وأكدنا على ضرورة النزول لأختيار الرئيس الذى يمثلنا ويقود سفينة الوطن فى هذه الظروف الحرجة التى يشهد فيها المجتمع الدولى من حولنا العديد من التحديات على رأسها الحروب والظروف الاقتصادية الصعبة التى طالت جميع الدول. الخطبة الموحدة

* دعنا نعود إلى قضية الخطبة الموحدة التى هى محل خلاف عند الكثيرين ممن يرون ضرورة ترك أمر الخطبة لإمام المسجد لتناسب المكان الذى تتلى فيه، ما وجهة نظركم؟

** فكرة الخطبة الموحدة ولأول مرة منذ تطبيقها نجحت فى إنتاج مخزون علمى كبير لدى الأئمة والدعاة، حيث كان الإمام فى السابق يعتمد على عدد من الخطب الثابتة التى لا يحيد عنها ولا يجدد فيها، مما أحدث عقما فكريا وعلميا لدى المتحدث والمستمع، إلى أن تم إقرار الخطبة الموحدة من قبل الوزارة، التى أحدثت ثورة علمية وفكرية هائلة، فمن كان يتخيل أن تتناول خطب الجمعة الحديث عن موضوع ضبط الأسواق، وندرة المياه، والمواطنة، والتكفير، وفروض الكفايات، حقا لقد كانت فكرة عبقرية لوزير صاحب فكر واع ومستنير ملم بقضايا وطنه مدركا ما يدور فى فلك الدعوة، وما تحتاجه من أساليب وأفكار مستحدثة تجيب المسلم على ما يحتاجه من إجابات فقهية عصرية مع ما تشهده المجتمعات من ثورات متقدمة فى كافة مناحى الحياة، ذلك الأمر الذى يستلزم منا كدعاة أن ندرك هذا التغير الشامل والوصول إلى طرق مستحدثة نستطيع من خلالها مسايرة هذا التغير، لهذا يتم متابعة الأمر بكل جدية، والحق أن الالتزام بها كان فوق المتوقع بما يؤكد نجاح الوزارة فى هذا المجال.

* هل يسمح لأحد من غير أئمة الأوقاف بصعود المنابر؟

** لا يسمح بصعود المنبر إلا للأئمة والوعاظ وخطباء المكافأة والخطباء المتطوعين المعتمدين فقط، وقد اتخذت المديرية كافة الإجراءات والتحذيرات على مستوى المديرية ومنعت صعود المنبر لغير المصرح لهم بالخطابة، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة