وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني


إيطاليا تدعو لقوات أوروبية مشتركة.. انضمام أم انفصال عن الناتو؟

سامح فواز

الإثنين، 08 يناير 2024 - 09:37 م

دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني زعماء الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء جيش أوروبي مشترك، ويقول أإنه بدون جيش مشترك، لا يمكن للكتلة أن تكون لديها سياسة خارجية ذات مصداقية.

وقال تاجاني لصحيفة لا ستامبا الإيطالية: "إذا أردنا أن نكون حاملي السلام في العالم، فنحن بحاجة إلى جيش أوروبي".

وتابع: "هذا شرط مسبق أساسي لوجود سياسة خارجية أوروبية فعالة"، مضيفًا أنه في عالم "اللاعبين الأقوياء" مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، لا يمكن حماية المواطنين الأوروبيين إلا من خلال شيء موجود بالفعل، ويسمى الاتحاد الأوروبي.

ويضم حلف شمال الأطلسي حاليا نحو 22 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، حيث يملي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشكل فعال السياسة الأمنية في القارة منذ بداية الحرب الباردة. ومع ذلك، طرح العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي فكرة تجميع جيوشهم في قوة مشتركة مستقلة عن سيطرة الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.

أقرا أيضا إيطاليا: نهدف لمنع انتشار الصراع في الشرق الأوسط

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل من أكثر المؤيدين لهذه الفكرة. وفي عام 2019، أشار ماكرون إلى الناتو باعتباره "ميتًا دماغيًا"، وحث القادة الأوروبيين على اتباع سياسة "الاستقلال الاستراتيجي" عن واشنطن.

وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في عام 2021 من أن مثل هذه الخطوة من شأنها "إضعاف العلاقة بين أمريكا الشمالية وأوروبا". وعندما ظهر الحديث عن جيش أوروبي مستقل لأول مرة قبل عقدين من الزمن، كان وزير الدفاع الأميركي آنذاك ويليام كوهين أكثر صراحة، حيث وصف الفكرة بأنها "تهديد لوجود حلف شمال الأطلسي ذاته".

ويبدو أن الصراع في أوكرانيا أدى إلى إضعاف المناقشات حول الحكم الذاتي الأوروبي. ومنذ ذلك الحين، غيّر ماكرون لهجته بشأن حلف شمال الأطلسي، وهو الآن يدعم توسيع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ولا يزال بديل ميركل، أولاف شولتز، يتحدث عن الحاجة إلى "اتحاد أوروبي أكثر سيادة"، لكنه ظل صامتا بشأن فكرة بناء ما أسمته ميركل "جيش أوروبي حقيقي".

ومن ناحية أخرى، ظهرت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية باعتبارها من أشد المؤيدين المتحمسين لإشراف الولايات المتحدة على الأمن في أوروبا. وبعد أن حصلت بولندا على قرض بقيمة ملياري دولار من واشنطن لتحديث جيشها ورحبت بأول حامية دائمة للقوات الأمريكية في قاعدة في بوزنان، قال وزير الدفاع آنذاك ماريوش بلاشتشاك في نوفمبر/تشرين الثاني إن "أي منافسة بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي عندما تنضم إلى بولندا ستشكل تحديا كبيرا". إن مسألة الأمن أمر سيء للغاية"، وأن وارسو اختارت شراكة وثيقة مع الولايات المتحدة بدلاً من "جيش أوروبي وهمي".

وفي نهاية المطاف، وافق الاتحاد الأوروبي في العام الماضي على إنشاء استراتيجية دفاعية مشتركة، والتي نصت على إنشاء قوة "للانتشار السريع" قوامها خمسة آلاف جندي ــ وهي قوة أقل بشكل كبير من تشكيل جيش مشترك.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة