أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

أم الدنيا يامصر

أسامة شلش

الخميس، 11 يناير 2024 - 07:57 م

كنت فى زيارة للواء الدكتور طارق البحيرى رئيس حى المعادى وهو ضابط شرطة أصلا يقوم بالتدريس للعلوم الجنائية بأكاديمية الشرطة، دار حديثنا أنا وصديقى الحاج محمد العزقلانى وابن عمى سعيد شلش مدير تحرير الأهرام حول مشاكل الحى والحلول والمعوقات وتلك لها حديث آخر، ولكن ما احتواه حديثه لنا كما أوضح أنه خدم على مدى سنين عمره فى كل أنحاء مصر من حلايب وشلاتين وأسوان والسلوم وكفر الشيخ ومطروح والوادى الجديد، استوقفنى فى كلامه هو مفهومه لجملة «مصر أم الدنيا» كما من وجهة نظره وتجاربه الثرية ومعايشته لكل البشر الذين اقترب منهم، وشرح كيف أنه ظل على مدى سنوات يتساءل: ماذا تعنى جملة مصر أم الدنيا كما يفسرها، يقول اللواء طارق إنه عاش أحداث ما بعد ٢٠١١ فى مصر والمنطقة العربية وما حدث فى ليبيا والسودان وسوريا والعراق واليمن من تفكيك وانهيار واختفت الحكومات وانهارت تلك الدول ودمرت جيوشها بل وهجرها أهلها نازحين إلى مصر الدولة الوحيدة التى لم تستسلم لنزاعات أمريكا فى القضاء على مصر وجيشها القوى واحتفظت مصر بكيانها وأعادت بناء الدولة بنجاح، وما بعد ٢٠١١ استقبلت ملايين السوريين ومثلهم من العراقيين والسودانيين والليبيين بما يقارب الـ٩ ملايين، هؤلاء أقاموا وسط المصريين واختلطوا بهم وعاشروهم وتزاوجوا ولم تقم لهم مصر رغم أنهم نازحون إليها مخيمات أو مراكز للإيواء ولكن استقبلهم المصريون فى أحضانهم، أليس التاريخ أكبر شاهد على أن الاستعمار لما دخل دولا عديدة فى العالم غيّر لغتها وأكسبها لغته وعاداته، حدث هذا فى كل الدول إلا مصر احتلها الفرنسيون والأتراك والإنجليز وهاجمها التتار ولكنهم لم يستطيعوا أن يغيروا من كيانها قيد أنملة بل لفظتهم  جميعا واحتفظت بلغتها وحضارتها وطرد شعبها الغزاة لتكون مصر الدولة الوحيدة التى استعصت على كل المستعمرين، تلك هى مصر أم الدنيا التى تستوعب كل البشر وتدافع عن حقوقهم أمام العالم أجمع، التاريخ يؤكد أن مصر أم الدنيا بتفردها الحضارى وقوة بأسها وصلابة شعبها فى الدفاع عنها.

مصر تحتضن الجميع دون أن يغير ذلك من هويتها أو لغتها وتستوعبهم ليعيشوا كأنهم جزء من شعبها ودون أن تشعرهم بالغربة.. فعلًا أم الدنيا يا مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة