د. سارة الذهبى
د. سارة الذهبى


يوميات الأخبار

هل أنت فى علاقة صحية؟ 2

الأخبار

السبت، 13 يناير 2024 - 07:27 م

الجواز اختيار.. لازم قبل الجواز اعرف الشخص وأقيّم طباعه وأعرف هل هقدر أتعايش مع عيوبه وهل هيقدر يتقبّل عيوبى والا لأ.. الجواز مش قرار بيتاخد بالصدفة!

استكمالاً لما قالته دكتورة ليليان جلاس أن أى علاقة لا يدعم طرفاها بعضهما البعض فى تحقيق احتياجاتهما ولديهما إصرار على إكمال العلاقة فهى علاقة سامة، تعالوا نعرف ٤ أنواع و٤ مسميات للعلاقات هتساعدنا نعرف احنا فى أى نوع فيهم..

أول نوع: العلاقات الصحية 

ودى العلاقة المثالية، اللى كلنا بنجتهد للوصول ليها.. علاقة فيها دعم من الطرفين وإشباع لاحتياجات الحب والأمان والتواصل.. دى العلاقة اللى حلمنا كلنا نوصل ليها..

ثانى نوع: هى العلاقات التوكسيك «المؤذية» 

النوع ده فيه استمرارية ولكن للأسف احتياجات الطرفين فيها غير مُشبعة، أو احتياجات طرف منهم..

سيناريو متكرر فى الحياة الزوجية والعلاقات، تلاقى طرف مش ناوى يقدملك حاجة ولا عايز يتعب نفسه عشانك ولا عايز يمشيلك خطوة واحدة وانت بتجريله بالمشوار بس مش سايبك تمشى ولا بيسمحلك تسيبه.. 

عايزك تفضل معاه وخلاص.. بدون بذل أى مجهود منه فى العلاقة.. 

تلاقى شريك حياة مطلّع عين شريكه لكن ساعة الجد لما يطلب الطلاق، يرفض تماماً ويقولك طلاق مش هطلّق! وهتفضل معايا على وضعى ده بدون تغيير.. ولذلك العلاقة دى مؤذية..

ثالث نوع: الانفصال الواعى Conscious uncouping

وده أرحم بكتير من العلاقات التوكسيك

هنا احتياجات الطرفين غير مشبعة وقرروا الانفصال وعدم الاستمرارية.. آه هو قرار هيوجع بس قرار فيه وضوح واحترام.. انا مش قادر أبذل مجهود فى العلاقة فقررت أنفصل ولا أستمر، عشان كده اسمه انفصال «واعى»..

رابع نوع: علاقة العقلية الواحدة Single mindset 

وده نوع خادع جداً ومنتشر جداً بين الشباب أو فى نطاق علاقات العمل.. تلاقى شخص واقف جنبك جداً فى كل المواقف الحلوة والمرّة وبيدعمك بس من غير أى وعود جدية بالارتباط.. 

شاب فى الشغل يقف جنبك فى حالة وفاة عندك وقفة محدش وقفها معاكي، يهتم بيكي، يكلمك علطول، يسأل عن كل تفاصيلك لدرجة توهمك ان خلاص هيجيب أهله بكرة ويقروا الفاتحة، وتلاقيه ساكت، مبياخدش أى خطوة مهما لمحتيله.. ولما تصارحيه يقولك أنا مش مُلزم.. أنا موعدتكيش بأى حاجة.. احنا مجرد صحاب مش أكتر! هو فى الواقع شخص داعم لأقصى حد لكن عايز يكمّل كده بدون قيود، عشان لما يحب يختفى يختفى وقت ما يحب.. 

ومن النوع ده ظهرت «المساكنة» وده مصطلح حديث العهد فى مجتمعاتنا العربية محدش كان بيسمع عنه الا فى بلاد بره، بس للأسف تم طرح الفكرة فى مسلسلات عربية فى الفترة الأخيرة وبدأت الناس تتداول المصطلح ده.. 

وبسببه تم خداع بنات تحت اسم الحب وفى الآخر اتقالهم ان الغلطة غلطتهم، محدش وعدهم بحاجة ومكانش فيه اتفاق واضح بين الطرفين…

طيب فى سؤال هييجى فى بال كتير مننا.. هل ممكن علاقة انفصال واعى تقلب لعلاقة صحية لو الطرفين قرروا يشتغلوا على العلاقة ويحسنوها؟ الاجابة أيوه..

العلاقات ممكن تتبدل على حسب مجهود الطرفين ورغبتهم فى الاستمرار..

هحتاج منك دلوقتى بعد ما عرفت أنواع العلاقات انك تحدد انت فى أنهى نوع فيهم؟

طيب فى سؤال هييجى فى بالنا تانى بعد تحديد نوع العلاقة اللى احنا فيها.. 

معقولة احنا مشوفناش أى بوادر أو علامات تنبهنا قبل ما ندخل فى العلاقة دي؟ 

قد كده احنا أغبياء ومش بنشوف الحقايق؟ 

الإجابة احنا شوفنا علامات واشارات بس عشان منتهمش نفسنا بالغباء احنا كان عندنا توقعات وتخيلات هى اللى خلتنا نكمل ونستمر.. 

أهم المعتقدات اللى خلتنا نكمّل: 

معتقد «لما نتجوز أكيد هيتغير».

ودى أكبر كذبة ناس كتير بتعيش عليها.. الجواز مش بيغير حد الا لو هو واخد القرار بالتغيير.. احنا مش متجوزين عشان نغيّر فى بعض.. الطباع اللى انت مش طايقها وانتوا فى الخطوبة هتبقى مُجبر تعيش معاها ليل نهار.. ولو هتتغير هتحتاج شغل وصبر ووقت طويل ممكن يوصل لسنين…

معتقد «ما كلهم كده»..

ده معتقد كتير من الأهالى بتقوله لما بنتهم تقولهم أنا مش مرتاحة عشان الشخص ده بيكذب أو بخيل أو عصبى أو خاين … الخ.

أو لما ابن يقول لأهله ان البنت دى دلّوعة ومش بتتحمل أى مسئولية.. أو ان ملهاش شخصية وبتدّى ودنها لأى حد..

تلاقى الأهل أول جملة يقولوها ما كل الشباب كده.. وما كل بنات اليومين دول كده! هو فى حد كامل؟ صح كلنا فينا عيوب بس المفروض نراجع نفسنا مش نتمادى فيها ونتعامل انها أمر واقع واللى حولينا مطالبين يستحملوها..

الصفات السيئة دى طباع فينا وليست الأصل فينا..

العصبية مش أصل فينا

الخيانة مش أصل فينا 

الكذب مش مولودين بيه! 

الخيانة مش هى الأساس بين المتجوزين! 

فمتصدقوش ان كلهم كده لإن فى ناس مش كده! وانت اللى بتحدد ده باختيارك..

الجواز قسمة ونصيب فا اقبلى بنصيبك..

الجواز اختيار.. لازم قبل الجواز اعرف الشخص وأقيّم طباعه وأعرف هل هقدر أتعايش مع عيوبه وهل هيقدر يتقبّل عيوبى والا لأ.. الجواز مش قرار بيتاخد بالصدفة! 

ولا قرار بيتاخد عميانى من غير تفكير بسبب انه قسمة ونصيب! 

معتقد «العلاقة هتتحسن بعد الخِلفة» ..

و دى تانى أكبر خدعة بنضحك بيها على نفسنا.. 

الانجاب تحدى رهيب ومسئولية كبيرة، بتحتاج استقرار كبير فى العلاقة بين الطرفين، بتحتاج تفاهم واستيعاب وسعة صدر وقوة تحمل.. بتحتاج مساندة وطبطبة واحتواء..

عشان كده كل الخبراء بينصحوا أى اتنين علاقتهم مش مستقرة يأجلوا الخِلفة عشان ميظلموش ولادهم اللى هيجيبوهم للدنيا.. 

وبعدين ازاى علاقة مش مستقرة هتتحسن مع تزايد مسئوليات وأعباء وتحديات !! 

خدعة «ما انا لما أعامله كويس.. هيتغير».. 

ده توقع من حضرتك، ملوش أى ضمانات..

احتمال فعلاً ان الشخص اللى تعامله حلو يقدّر ده ويقدملك نفس المعاملة الطيبة..

واحتمال تانى انه هيشوف المعاملة دى حق مكتسب ليه وفرض عين عليك..لازم الشخص ده يكون طيب الأصل من جواه عشان يتفاعل مع حسن المعاملة .. لكن غير كده فا مفيش أى ضمانات تبنى عليها حياة بالكامل! 

معتقد «التدين الظاهرى ضامن لكل شيء»..

وخلى بالك من كلمة «الظاهري».. فى ناس مظهرها الخارجى يوحى بالتدين وانه هيتقى الله ولكنه فى الحقيقة مش كده، التدين الحق هو التدين الداخلى اللى بينعكس لبره، انسان بيتقى الله بدون رياء، هدفه مرضاة الله مش اثبات انه متدين للى بيشوفه.. فا فى ناس بتنخدع بالتدين الظاهرى وتتغاضى بسببه عن عيوب قاتلة كتير فى الشخصية..

وفى سبب مهم جداً بيخلى جوازات كتير تتم بدون اقتناع من الطرفين بسبب الضغط الأسرى والمجتمعى عليهم..

المجتمع حكم على البنات بعد سن ٢٥-٢٨ ان فرصهم قلّت فى الجواز فلازم يقللوا من طلباتهم 
وان البنت بعد التلاتين لازم ترضى بأى حد يتقدملها مهما كان فى فروق اجتماعية وثقافية وتعليمية بينها وبين اللى بيتقدملها، وان مينفعش يبقى ليها عين ترفض أى شخص لإنها كده بتتبطر على النعمة! 

المجتمع بيحتسبها كإنها مُذنبة مع ان الجواز رزق..

وفى ناس رزقها مش فى الجواز..

فى ناس رزقها فى دراسة.. شغل.. صحة.. الخ.

هدفنا نقيّم علاقاتنا.. نشتغل عليها عشان تتحسن.. نتغير عشان نرّيح بعض.. وننهى العلاقة لو مفيش منها أمل وبتأذينا عشان نخلق فرص تانى لعلاقات صحية تستحق..

ومفيش حاجة هتوصلنا لده الا بالوعى بعلاقاتنا وبتحديد أولوياتنا فى كل علاقة فى حياتنا..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة