الزوجة الضحية برفقه زوجها
الزوجة الضحية برفقه زوجها


بسبب خلافاتها مع أمه .. سكب «تنر» على زوجة شقيقه وأشعل النار فيها

أخبار الحوادث

الأحد، 14 يناير 2024 - 08:29 ص

الغربية‭: ‬محمد‭ ‬عوف

شهدت قرية محلة اللبن التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية واقعة مأساوية؛ عندما أقدم سائق على إلقاء مادة حارقة «زجاجة تنر» على زوجة شقيقه الأكبر بسبب كثرة خلافاتها مع حماتها، وجرى نقلها بواسطة سيارة إسعاف إلى أحد مراكز الحروق بالقاهرة؛ حيث أنها طريحة الفراش تصارع الموت في كل لحظة، وألقى القبض على المتهم وأحيل للنيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة الشروع في قتل المجنى عليها، التفاصيل في السطور التالية.

ريهام، فتاة في مقتبل العمر، تتسم في قريتها محلة اللبن ببسيون بحسن الخلق وذات جمال فضلاً عن حفظها لكتاب الله؛ فهي طالبة جامعية تدرس في كلية الدراسات الإسلامية، وتجتهد حتى تحقق حلمها بالعمل في سلك التدريس بالجامعة ولما لا وهي المتفوقة دائمًا في دراستها، وهذا لم يكن عائقًا أمام ارتباطها بشريك حياتها الذي تحبه؛ فقد تقدم لخطبتها أحد شباب القرية ووافقت بشرط ألا يعطل ذلك مسيرتها العلمية، وأنها تريد إكمال دراستها في الجامعة وكان هو الآخر متفهمًا لحلمها، وتمت الزيجة واستقرت في منزل أسرة زوجها، حاولت أن تقترب من حماتها وتقدم لها ولاء الطاعة حتى تكسب قلبها وودها كما نصحها المقربون، فبدأت في التنازل عن بعض حقوقها وأولها إقامتها مع حماتها التي بدأت تنصب شباكها وتتحكم في كل صغيرة وكبيرة في حياة ابنها وزوجته حتى في المصاريف والملابس والخروج وغير ذلك، الأمر الذي جعل العروس ريهام تفقد أعصابها شيئًا فـ شيئاً، لكنها كانت تحاول كتم غيظها بداخلها حتى لا يشعر زوجها بشيء ولا تخرب على حياتها، خاصةً أنه يسافر كثيرًا ولا يبقى في المنزل سوى فترات قليلة، وكلما يعود تستحوذ عليه والدته وتشحنه بالكلمات والنصائح حتى يظل تحت طوعها، ووصل الأمر إلى أنه كلما احتاجت زوجته مالا ينتظر حتى يستأذن أمه فأصبحت هي المهيمنة على كل شيء.

تهديد ووعيد

مرت الأيام والشهور حتى أنجب ريهام طفلتها التي ملأت عليها حياتها ومعها ازداد صبرها وتحملها، ولكن مع تفاقم الخلافات بين الأم والزوجة قرر الابن أن يستقل بأسرته في شقة أخرى حتى لا تحدث مشكلات بينهما اعتقادًا منه أن الأمور سوف تتحسن لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن؛ظلت أمه تتحكم كعادتها في أموره وتفرض سيطرتها على الزوجين، وكلما اعترض هددته بمقاطعته مما أوقعه في حيرة خشية أن يكون بذلك قد عاق والدته فيندم طوال حياته، لكنه في نفس الوقت لم يستطع إيجاد حل وسط لإرضاءالطرفين.

في يوم الواقعة كان الزوج مسافرًا لعمله في شمال سيناء، وكانت الزوجة تستعد للذهاب إلى كليتها حاملة معها طفلتها، فأوقفتها حماتها وسألتها أين تذهب؟ فأجابتها بقولها إنها ذاهبة لكليتها وفوجئت برد فعل عنيف من جانب حماتها التي حاولت منعها من الخروج وسألتها من أين أتيتي بالمصاريف التي ستذهبين بها إلى الكلية وزوجك مسافر، فأخبرتها أنه ترك لها مالا قبل سفره، فاستشاطت حماتها غضبًا وقالت لها بشكل حاسم: «مافيش خروج إلا لما جوزك يرجع علشان يتصرف معاكي»، وحدثت مشادة كلامية بينهما بعد إصرار الزوجة على الذهاب لكليتها، الأمر الذي دفع حماتها الاتصال بابنها زوج ريهام وهي تبكي وأخبرته بما حدث، طلب الابن منها الهدوء وأنه عائد في الطريق سوف يحسم هذا الأمر.

لم تكتف حماة ريهام بذلك، لكن اتصلت بنجلها الأصغر وصوتها يعلو المكان وأخبرته بما حدث وأن زوجة شقيقه تطاولت عليها بالألفاظ الجارحة فاستشاط غضبًا وأخبرها أنه سيأتي بسرعة للمنزل وسوف يؤدبها على مافعلته بطريقته.

خرجت الزوجة متوجهة إلى منزل والدها لتحكي له ما حدث وهي تبكي، حاول الاب أن يهدئ من روعها وظلت لدى اسرتها عدة ساعات قررت بعدها العودة لشقتها، كان في تلك الأثناء شقيق زوجها قد أتى إلى المنزل ومعه زجاجة تحتوي على مادة حارقة، وفور رؤيته لها استوقفها أمام باب شقتها وعاتبها على تطاولها على أمه، فردت عليه بالنفي قائلة؛ إن والدته هي التي بدأت بالتطاول والسباب، ولم يعطها الفرصة فأسرع بسكب الزجاجة على وجهها وجسدها فصرخت وسقطت طفلتها من على يديها وتدخل والده وأخذ حفيدته وحاول منع ابنه لكنه أكمل جريمته بعد أن سقطت الضحية على الأرض وفر هاربًا، أخطر اللواء خالد عبد السلام مدير أمن الغربية بالواقعة، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية من المباحث الجنائية بدائرة مركز بسيون تحت إشراف الرائد أحمد عوض رئيس مباحث مركز بسيون إلي مكان الحادث وبسؤال شهود العيان وأسرة المجني عليها؛ تبين قيام المدعو أ ط سائق شقيق زوج المجنى عليها، بسكب كمية من التنر على جسد زوجة أخيه وإشعال النيران فيها، بعد نشوب مشادة كلامية بين المجني عليها ووالدة المتهم وفر هاربا، ووجه العميد محمد عاصم مدير مباحث الغربية بتشكيل فريق بحث ضم الرائد أحمد عوض رئيس مباحث مركز بسيون، والنقيب كريم نافع معاون المباحث، لضبط المتهم وبعد جهود مكثفة من البحث والتحري وتقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة، تمكن ضباط البحث الجنائي بدائرة مركز بسيون من إلقاء القبض على المتهم واقتياده إلى ديوان مركز شرطة بسيون وإحالته للنيابة التي أمرت بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق وتم تجديدها ٤٥ يومًا أخرى بتهمة الشروع في قتل المجنى عليها. 

في منزل الضحية

انتقلت «أخبار الحوادث» إلى منزل الزوجة الضحية، تحدث والدها قائلا؛ إن ابنته المجني عليها ريهام  تبلغ من العمر 22 عامًا وهي طالبة بكلية الدراسات الاسلامية جامعة الأزهر بكفر الشيخ، تحفظ القرآن الكريم بالكامل وكانت تدرس وتزوجت عام 2022 وبعد إنجابها طفلتها الأولى داومت على الذهاب الى الجامعة لتكملة دراستها خاصة وأنها فى الصف الثالث بالكلية الأمر الذي أدى إلى اعتراض حماتها على استكمال دراستها مما أدى إلى وقوع مشادات كلامية بينهما.

أضاف؛ أن والدة زوجها «حماتها» دائمة التشاجر معها على أتفة الأسباب وتعاملها بطريقة سيئة وتتدخل في حياتها، طلبت منها عدم  استكمال دراستها عدة مرات، وعندما رفضت طردتهم من المنزل ليسكنوا في منزل آخر بعيدا عنهم ، مشيرًا أن أم الزوج معروف عنها انها متسلطة وتحب التدخل في شئون حياة أبنائها، وأهل المجني عليها كانوا رافضين الزيجة من الأول بسبب هذه السمعة.

 وأوضح أنه يوم الواقعة، حدثت مشادة كلامية بين الزوجة وحماتها، طلبت منها أن تترك الدراسة، ورفضت ذهابها للكلية، فأبت المجنى عليها وردت عليها «لا هروح الكلية ولم اقصر في حق زوجي أو بيتي» فاتصلت الأم بنجلها الأصغر وهو سائق توك توك، لتروى له ما حدث فما كان منه إلا أنه قال لأمه «والله لاجي أولع فيها»، وأحضر مادة حارقة «تنر» وألقاها عليها ثم أشعل النيران فيها أمام شهود العيان من جيران المجني عليها، وحاول التخلص منها وإلقائها خارج المنزل، مشيرًا أن حالة نجلته صعبة للغاية فهي بين الحياة والموت وجسدها به إصابات وحروق متفرقة بلغت نسبتها ٧٠%، حيث نقلها الأهالي إلى قسم الحروق داخل مستشفى كفر الزيات العام، ثم تم نقلها إلى أحد مراكز الحروق بالقاهرة تصارع الموت داعين أن تتدخل العناية الإلهية لإنقاذها.

ويستكمل إبراهيم عم الضحية قائلا؛ريهام حاولت الفرار من أمام شقيق زوجها فألقت بنفسها في بركة مياه بالشارع، وسارع الجيران بتغطيتها ببطانية ووضعها بسيارة نصف نقل ونقلها إلى المستشفى بين الحياة والموت مطالباً بالقصاص من المتهم.   

إقرأ أيضاً : ننشر نص التحقيقات مع تاجر الخُردة قاتل زوجته بالشرقية

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة