متانياهو إنجلمان
متانياهو إنجلمان


خطة «مراقب إسرائيل» لتحصين نتانياهو من «طوفان الأقصى»

محمد نعيم

الأحد، 14 يناير 2024 - 07:46 م

اشتباكات عنيفة فرضت نفسها بقوة على الداخل الإسرائيلى، فبدلًا من تركيزٍ فى حرب قطاع غزة، أو إدارة مناوشات متبادلة مع «حزب الله»، تفرَّغ المستوى السياسى لإدارة معارك غير تقليدية، سعيًا لإفلات من مساءلة مرتقبة إزاء إخفاق أمنى، مع عملية «طوفان الأقصى»، وفشل لا يقل فى إدارة عدوان «السيوف الحديدية» على قطاع غزة. 

دون سابق إنذار، قلب «مراقب عام الدولة» متانياهو إنجلمان الطاولة على الجيش، مطالبًا رئيس الأركان هارتسى هاليفى بتقديم كافة البيانات بما فى ذلك المعلومات والتقارير الاستخباراتية حول أداءات المؤسسة العسكرية والدوائر التابعة لها فى الفترة التى سبقت وتلت عملية المقاومة الفلسطينية فى مستوطنات غلاف قطاع غزة 7 أكتوبر الماضى.

إنجلمان الذى بدا من قراره تنسيق مسبق مع رئيس الوزراء، واجه تشكيكًا فى نزاهة الخطوة، وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «ما يفعله لا يعدو كونه عملية خاطفة، تهدف إلى إلقاء مسئولية الإخفاق والفشل العسكرى والأمنى على المستوى العسكري، وتحييد التهديد الذي يتعرض له ساسة إسرائيل وفى طليعتهم نتانياهو من لجنة التحقيق المقرر انعقادها بعد حرب غزة». 

ورغم انشغال كامل دوائر جيش الاحتلال بحرب غزة، والتهاب خط التماس مع الجنوب اللبنانى، طالب المراقب العام أيضًا ببدء أعمال جمع المعلومات والتقارير المطلوبة فورًا، موضحًا اعتزام مؤسسته تقصى الحقائق خلال جدول زمنى قصير. إلا أن تقديرات الداخل الإسرائيلى، اعتبرت خطوة إنجلمان ردًا مباشرًا على مؤامرات تديرها الثلاثية الأمنية بقيادة وزير الدفاع يوآڤ جالنت، ورئيس الموساد داڤيد بارنيع، ورئيس جهاز الأمن العام الـ«شاباك» رونين بار للإطاحة برئيس الوزراء، أو على الأقل إبعاده عن تسويات مفصلية، تتعلق بحرب غزة، أو ملفات أخرى أكثر حساسية.

ويعزو مراقبون فى تل أبيب علاقة رأس النظام الحاكم غير المعلنة بقرار مراقب عام الدولة المفاجئ إلى تحسُّب بنيامين نتانياهو من تحمل مسئولية الإخفاق والفشل أمام المقاومة الفلسطينية قبل وبعد حرب غزة، وتأكيد موقفه صراحة عند الرد على سؤال صحفى بقوله: «لم يحذرنى أحد بشأن حماس والاستخبارات تتحمل المسئولية»، ورغم أنه حذف منشورًا بهذا المعنى من حسابه على موقع X «تويتر سابقًا»، لكنه رد بسؤال استنكارى على مراسلة CNN حين حملته المسئولية، وقال: «هل طلب الناس من الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت تحمل مسئولية هجوم اليابان المباغت على ميناء بيرل هاربر؟».

وتزيد قتامة المشهد فى ظل تزامن قرار متانياهو إنجلمان مع كشف النقاب عن محادثات سريَّة متقدمة بين عناصر المعارضة وعدد من أعضاء «الليكود» لتشكيل حكومة بديلة. وقالت صحيفة «معاريڤ»، إن «مقترح تشكيل حكومة جديدة لاقى قبولًا لدى شريحة واسعة فى الحقل السياسى، افترضت القدرة على تمرير الخطوة فى ظل الحاجة إلى حكومة مستقرة، يمكنها إنهاء حرب غزة، وإعادة أسرى إسرائيل، ومن ثم التوصل إلى تسوية سياسية دون تهديد بإجراء انتخابات». 

وتتعاظم مؤشرات إمكانية تشكيل حكومة بديلة عند النظر إلى موقف رئيس «معسكر الدولة»، وزير الدفاع الأسبق بنى جانتس، الذى يعد منافس نتانياهو الأوفر حظًا، بالإضافة إلى تأكيد زعيم المعارضة يائير لاپيد استعداده للعمل مع حكومة بقيادة أى مرشح ينجح فى جمع الأغلبية باستثناء رئيس الوزراء الحالى بنيامين نتانياهو. 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة