محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

شمشون ونيرون وبينهما نتنياهو

الأخبار

الإثنين، 15 يناير 2024 - 08:40 م

محمد درويش

«علىّ وعلى أعدائى» كانت هذه صيحة شمشون وهو يستغل قوته فى هدم المعبد الذى احتجزوه فيه موثقا ليخلص نفسه من الذل ويتخلص ممن أذلوه.


ونيرون حرق روما ومنع من حاول إخماد الحريق مستلذا بفعلته منتشيا بالنيران التى تأكل وطنه الذى يحكمه.


الأول كان فى حالة يأس والثانى قد يكون مسه الجنون، وعبر القرون لم يتعلم أحد من التاريخ، كل من أوقد النار يظن أنه قادر على التحكم فى مداها وأنه يستطيع إطفاءها متى يشاء!
هتلر بلا أى سبب منطقى قاد العالم طوال ست سنوات إلى خراب دفعت ثمنه ألمانيا ومواطنوها قبل أن يدفع هو الثمن ويتخلص من حياته دون أن يوجد لجثمانه آثر بدلا من أن يحكم بقيم الحق والعدل والخير ويموت عزيزًا مكرمًا من بنى وطنه.
وبين هذه الحقب خرج علينا نتنياهو ليقوم بنفس الأفعال التى قام بها اليائس شمشون والمعتوه نيرون والمتغطرس هتلر.
فى نهاية القرن التاسع عشر وتحديدًا عام ١٨٩٧ عقد فى بازل بسويسرا أول مؤتمر للحركة الصهيونية وقرروا إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.
مر واحد وخمسون عاما على القرار وأعلن قيام الدولة عام ١٩٤٨ وبالطبع لم يكن بين من أعلنوا قيامهم شخص واحد على قيد الحياة ممن شارك فى مؤتمر بازل.


أى أن المخطط بعيد المدى يستشرف آفاق عقود قادمة ويخطط لها جيل يحمل بعده الراية السوداء جيل جديد قد يتغير تكتيكه فى تحقيق حلم الدولة الأكبر من النهر الى النهر ولكن تظل الاستراتيجية ثابتة.


عاشوا أربعين عاما فى التيه وباقى القرون التى تليها فى شتات، وحلم أجيالهم المتتالية أرض الميعاد كما يدعون زورًا وبهتانًا.
توغلوا فى كل أرض وطأتها أقدامهم ومارسوًا اقتصادًا أسود جعل أبناءالأرض الأصليين يحملون لهم من الكراهية ما لم يحملونه لبشر سواهم، المتدينون منهم على يقين أن اجتماعهم فى أرض الميعاد هو بداية النهاية فهم يؤمنون بأن الشتات هو ما كتبه الرب ومن العبث محاولة تغيير مشيئته.
الخلاصة أنهم فى علو كبير جمعوا حولهم كل قوى الدنيا التى مات ضمير زعمائها وبدلًا من أن يستنكروا كما تستنكر شعوبهم حرب الإبادة فى غزة، يخلقون المبررات الواهية ويقدمون الدعم بلا حدود ويخرج حاكم أكبر دولة فى العالم ليقول لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعناها.


نتنياهو الرجل الذى أصبح ماضيه المشين يستسلم لمستقبل قريب سيدفع ثمنه كما دفعه أمثاله عبر التاريخ.. وإن غدًا لناظره لقريب.
العشرة جنيه المقطوعة


أستاذ جامعى «٧٧ عامًا» ذهب إلى بنك حكومى فى روكسى طلب استبدال العشرة جنيه الجديدة بأخرى سليمة لأن بها قطعاً صغيراً غير مؤثر على أرقامها ويرفضها البائعون، من أصغر موظف حتى مدير الفرع كانت النصيحة بالتوجه إلى البنك المركزى لاستبدالها، خرج وبعد بضعة أمتار وجد فرعاً لبنك آخر بمجرد دخوله وطلبه تغيير الورقة كانت الاستجابة.
نفس البنك أرسل لعملائه بأن بطاقات ائتمان جديدة ستأتيهم حتى ٢٥ ديسمبر مع إلغاء البطاقات السابقة ومنها بطاقة صاحبة معاش رغم أن صلاحيتها ابريل القادم، لم تصل البطاقة وعندما توجهت للشكوى اخبروها بإلغاء التعاقد مع شركة الشحن وعليها التوجه للبنك لصرف المعاش، سألتهم: وماذا عن تعاملات أخرى تقتضى استخدام البطاقة التى تم وقفها؟ وكان الرد.. لا تعقيب!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة