صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بأمر المحكمة.. نهاية «هنادى» زعيمة الاتجار بالبشر

أخبار الحوادث

الأربعاء، 17 يناير 2024 - 01:07 م

منى‭ ‬ربيع

باعت ضميرها كما باعت نفسها لمن يدفع أكثر، لم تكتف بذلك بل استدرجت ضحاياها من القاصرات لينالن نفس مصيرها، كانت مثل الحرباء تتلون مع كل فتاة حتى تستطيع إسقاطها في شباكها، وبمجرد أن تلتقط الصغيرة الطعم لاتعرف كيف تخرج من المصيدة التى صممتها تلك الحرباء، ظنت أنها ستظل بمنأى عن رجال الأمن تمارس جرائمها الأخلاقية بكل حرية وكأنها في مجتمع لا يحكمه قوانين، استغلت مواقع التواصل الاجتماعى وانشأت حسابات غير معروفة للإعلان عن تجارتها المحرمة، لكن عيون رجال إدارة مكافحة الإتجار بالبشر موجودة في كل المواقع لحماية الفتيات والاطفال والنساء من تجار الأعراض والأعضاء ممن يستغلون حاجتهن وعوزهن للمال ويتاجرن بهن دون شفقة أو رحمة؛ لتقع هنادى تاجرة الأعراض متلبسة بجريمتها وهي تتقاضى المال من الزبائن مقابل بيع أعراض الصغيرات لهم؛ لتقدم للنيابة العامة ومنها لمحكمة الجنايات دائرة الإتجار بالبشر برئاسة المستشار محمد الجندى، وعضوية كل من المستشارين أيمن عبد الخالق، ومحمد احمد صبري يوسف، والتى أصدرت حكمها بسجنها ست سنوات وتغريمها 200 ألف جنيه بعد اتهامها بالإتجار في القاصرات، تفاصيل القضية والقبض على هنادي ترويها السطور التالية.

 القضية ترجع وقائعها الى نهاية عام 2023 وتحديدًا على احد مواقع التواصل الاجتماعي  ويدعى “يودل” والذى يسمح لمستخدميه بنشر المراسلات مع إخفاء الهوية، وتكون هذه المراسلات مرئية للعديد من المستخدمين الآخرين داخل النطاق الجغرافي في دولته، ليجد احد المصادر السرية لرجال مكافحة الإتجار بالبشر، منشورًا لإحدى السيدات تعلن فيه وجود فتيات جميلات مستعدين لتكوين صداقات مع الرجال، وعلى الفور تواصل معها لتخبره أن لديها بالفعل فتاتين صغيرتين لا يتعدى عمرهما السبعة عشر عاما، مستعدتان لممارسة الرذيلة مقابل ثلاثة آلاف جنيه في الليلة لكل منهما.

ليتفق معها على الميعاد والمكان واتفقت تلك السيدة على توصيل الفتيات له، مقابل استلام الاموال بنفسها ثم تتركهما له، وفي الميعاد المحدد ذهبت السيدة ومعها الفتاتين لتدق جرس الشقة وتدخل الضحيتان بينما طلب منها المصدر الانتظار في الخارج حتى يحضر لها المبلغ المتفق عليه، واثناء استلامها المال فوجئت تاجرة الاعراض برجال إدارة مكافحة الإتجار بالبشر يلقون القبض عليها متلبسة بجريمتها، ليحرر محضر بالواقعة وإحالتها للنيابة العامة وهناك كشفت التحقيقات في القضية رقم 9317 لسنة 2023 جنايات بولاق الدكرور والمقيدة برقم 189 لسنة 2023 جنوب الجيزة والمقيدة برقم 9603 لسنة 2023 كلى جنوب الجيزة؛ أنه بعد الاطلاع على أوراق القضية وما بها من تحريات دقيقة ووافية تبين ان المتهمة تدعى هنادى “ا. ع” تبلغ  من العمر 26عاما، في غضون نهاية عام 2023 تعاملت مع الطفلتين شهد وهبه بأن استخدمتهما في أعمال الدعارة مستغلة حالة ضعفهما وحاجتهما مقابل مبالغ مالية، وأن المتهمة بذلك تعدت على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري كما استخدمت حسابًا على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعى “يودل” في تسهيل ارتكاب الجرائم السابقة كما عرضت حياة الصغيرتين للخطر. 

وبذلك تكون المتهمة قد ارتكبت الجناية والجنحة المؤثمتين بالمادة 291 /201 من قانون العقوبات والمواد 1 ،2 ، 3 ، 4، 6 بند 6، 13 من القانون رقم 64 لسنة 2010 بشأن قانون مكافحة الاتجار بالبشر والمادتين رقم 1 و15 من القانون 10 لسنة 1961 في شأن مكافحة الدعارة والمواد 25 و27 و38/1 من القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات والمواد 2 و96 و116 مكررا من القانون رقم 1996 بشأن اصدار قانون الطفل المعدل بالقانون  رقم 126 لسنة 2008.

وبسؤال الفتاتين التى تم ضبطهما وأكدت التحريات والتحقيقات انهما مجني عليهما وتم استغلالهما في الاعمال المنافية للآداب لتصبحا شاهدتين في القضية. 

شهادات الضحايا

حيث أكدت الشاهدة الاولى شهد انها تعرفت على المتهمة في احد الاحياء النائية في الجيزة بعدما انفصلت عن زوجها والذى طردها ليلا، حيث هربت من اسرتها وتزوجته عرفيًا وهي في السادسة عشر من عمرها وتزوجته لمدة عام ثم طلقها، فخافت أن تعود إلى اسرتها، وفضلت البقاء في الشارع على العودة لأسرتها واثناء ذلك تعرفت على المتهمة والتى استغلت فقرها وحاجتها للمال ودفعتها لممارسة الأعمال المنافية للآداب مع الرجال دون تمييز مقابل مبالغ مالية ومكان تقيم فيه.

واضافت شهد؛ أنه في يوم ضبطها ذهبت هي وصديقتها إلى احدى الشقق بمنطقة الجيزة واتفقت معهما انهما سيمارسان الرذيلة مع احد الرجال مقابل مبالغ مالية، وانهما فوجئا برجال المباحث. 

وانهت حديثها قائلة: إنها اعتادت ممارسة الرذيلة من خلال المتهمة والتى كانت تقدمها للرجال أكثر من مرة وتتقاضى من ورائهما مبالغ مالية. 

فيما اكدت هبه وتبلغ من العمر 16 عاما؛ انها جاءت من احدى قرى الفيوم بعدما تركت اسرتها وتزوجت ممن احبه قلبها، لكنه توفى في حادثة، وفي الجيزة تعرفت على هنادى والتى أخذت تتودد لها واخبرتها بأن لديها بيتا كبيرا في احد الاحياء بالجيزة واخذت تعطيها الاموال التى تريدها وبعدها طلبت منها أن تدفع الثمن، وكان الثمن هو ممارسة الرذيلة مع الرجال دون تمييز وأخذت تقدمها لهم مقابل المال، وانها لم تستطع أن تتركها لانها كانت تعيش معها خاصة وأنها استغلت وفاة زوجها وليس لها مصدر دخل وتعانى من التفكك الأسري 

مفاجآت

فيما اكد عقيد شرطة وضابط شرطة بالإدارة العامة لحماية الآداب انه بورود معلومات من أحد مصادره السرية مفادها؛ قيام المتهمة باستخدام أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ويدعى   “joudel”  في الاعلان عن رغبة الشاهدة الاولى والثانية في ممارسة الدعارة مع راغبي المتعة دون تمييز مقابل مبالغ مالية يتم دفعها لهم، فتولى مصدره السري التواصل مع المتهمة التي عرضت صديقاتها عليه لممارسة الجنس الحرام معه مقابل مبالغ مالي لكل واحدة منهن واتفقت مع المصدر السري على ارسال الشاهدتين الاولى والثانية وكانت هي برفقتهما لاستلام المبلغ المالي المتفق عليه قبل التوجه للشقة لاتمام الاتفاق المؤثم؛ ليتمكن من ضبطهن وبمواجهة المتهمة بما اسفرت عنه التحريات والضبط؛ اقرت  المتهمة باعتيادها تسهيل دعارة المجنى عليهن رفقتها،وانها ارسلتهما العديد من المرات للرجال واقرت باعتيادها على عقد وترتيب اللقاءات الجنسية المؤثمة وأنها هي التى تعمل على إدارة تلك الحسابات وتسهيل دعارتهما نظير حصولها على مبالغ مالية، وانها القائمة على اجراء تلك المحادثات لتسهيل دعارة المجنى عليهن، واردف بأن تحرياته السرية اسفرت عن صحة الواقعة واعتياد المتهمة على ارتكاب تلك الجرائم مستغلة حداثة سن المجنى عليهما وعدم وجود أي مصدر رزق لديهما والتفكك الأسرى الذى تعانيان منه وحاجتهما الشديدة للمال وانها تستحوذ عليهما لممارسة الرذيلة مع الرجال، وأن المتهمة هى من تعقد وترتب تلك اللقاءات المحرمة وتسهيل نشاطها المؤثم فيما اكد مقدم شرطة بالإدارة العامة لحماية الآداب بقسم الإتجار بالبشر بضبط المتهمة متلبسة وهي تتقاضي مبالغ مالية مقابل تسهيل دعارة الفتيات القاصرات. 

كما جاء بالتحقيقات أن الشاهدة الاولى والديها منفصلين بالطلاق منذ حوالى سبع سنوات وانها تركت التعليم من الصف الرابع الابتدائي وكانت تقيم برفقة والدها وأنه تم إيداعها بمؤسسة فتيات العجوزة وانها تزوجت بعد ذلك ثم تقابلت مع احدى الفتيات التى استدرجتها لاستغلالها جنسيًا، وان الشاهدة الثانية ايضا والديها منفصلين وانها لم تلتحق بالتعليم من الاساس وبعد هروبها وضعت بمؤسسة فتيات العجوزة ثم تزوجت وزوجها توفى لتقابل بعد ذلك احدى الفتيات والتى استدرجتها واستغلتها جنسيًا. 

***

انتهت تحقيقات النيابة العامة بإحالة المتهمة لمحكمة جنايات الجيزة دائرة الاتجار بالبشر، والتى أصدرت حكمها على المتهمة هنادى بالسجن المشدد ست سنوات وبتغريمها 200 ألف جنيه وألزمتها بالمصاريف الجنائية.

إقرأ أيضاً : السجن المشدد 6 سنوات للمتهمه بتسهيل الدعارة ببولاق الدكرور

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة