مظاهرات تندد بالابادة الجماعية في غزة
مظاهرات تندد بالابادة الجماعية في غزة


شعار حكومات الغرب غير الشريف| تموت الإنسانية.. وتعيش إسرائيل!!

آخر ساعة

الأربعاء، 17 يناير 2024 - 09:25 م

■ كتبت: دينا توفيق

دعوى قضائية من جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني فى محكمة العدل الدولية لجرائمه في غزة، يتعرض القطاع كل لحظة لقصف «بلا رحمة» ونية واضحة للقضاء على الفلسطينيين، مع إعلان الساسة والقادة العسكريين فى إسرائيل بشكل منهجى وبعبارات صريحة عن نيتهم بالإبادة الجماعية.. ومنذ مقاضاة جنوب أفريقيا لإسرائيل، هناك من يعتقد أن محكمة العدل الدولية ستتهم جيش الاحتلال بارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطينى، كما تتهمها حكومة جنوب أفريقيا.. ولكن ما يحدث من قبل الولايات المتحدة والعالم الغربى يؤكد دعمهم الكامل للكيان الصهيونى نظرًا لوجود أجندة لديهم يجب تحقيقها.

◄ نتنياهو مرشح النخبة للقضاء على الفلسطينيين

◄ القوى الغربية تريد السيطرة على خطوط الشحن وإنشاء قناة بن جوريون

رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» هو «السفاح المثالى» لهذا المنصب ولهذه المهمة؛ لأنه غير إنسانى وليس لديه أخلاق، ولهذا السبب دفعته الولايات المتحدة وبريطانيا إلى منصب رئيس الوزراء للمرة الثالثة فى نوفمبر 2022، كما يراه المحلل الجيوسياسى والخبير الاقتصادى السابق فى البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية «بيتر كونيج». وفى نوفمبر 2019، اتُهم نتنياهو رسميًا بالاحتيال وخيانة الأمانة وتلقى الرشاوى، وكان من المفترض أن يكون فى السجن، لولا دفعه إلى منصبه الثالث كرئيس للوزراء، مدعومًا من اللوبيات والمنظمات الصهيونية القوية فى الولايات المتحدة ودعم كل أولئك الذين ينفذون أوامر الصهاينة فى واشنطن وفى جميع أنحاء العالم. ووفقًا لـ»كونيج»، فإن «نتنياهو» يخدم مصالح النخبة الغربية بشكل أفضل عندما يكون رئيساً للوزراء فى إسرائيل وليس أى شخص آخر، نظرًا لقدرته على قتل المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، والقضاء على جيل أو أكثر من الفلسطينيين بلا رحمة لتحقيق الأجندة، المتمثلة فى إنشاء إسرائيل الكبرى، وخطتهم لـ»شرق أوسط جديد» - بممر اقتصادى يمتد من الهند إلى أوروبا - ومن ثم السيطرة عليه.

ومع استمرار العمليات العسكرية لجيش الاحتلال فى غزة، سيسيطر الكيان الصهيونى على أكثر من تريليون قدم مكعب - وربما أكثر من ذلك بكثير - من الغاز الطبيعى قبالة شاطئ غزة. ووفقًا لكونيج ستكون إسرائيل الكبرى ثانى أو ثالث أكبر قوة من حيث السيطرة على الموارد الهيدروكربونية فى جميع أنحاء العالم، حيث إن إمدادات الطاقة فى العالم تعتمد على نحو 85% من البنزين والغاز. ولتوسيع قوة الصهيونية الإسرائيلية إلى أبعد من ذلك، فإن خطة إسرائيل الكبرى بدعم القوى الغربية تتمثل أيضاً فى السيطرة على خطوط الشحن، وبالتالى السيطرة على الاقتصاد الأوروبى، وقطع حركة التجارة عن الصين استعدادًا لغزو تايوان والسيطرة على المنافذ البحرية كبحر العرب ومن ثم البحر الأحمر، الذى يرتبط بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، ولكن بالنسبة للغرب والكيان الصهيونى هناك بديل، أو ما يسمى بقناة بن جوريون التى كان مخططا لها منذ عقود، والتى تعبر من البحر الأبيض المتوسط خارج حدود غزة الحالية مباشرة، عبر إسرائيل والضفة الغربية إلى البحر الأحمر، وفقًا للصحفى البريطانى «ريتشارد ميدهيرست».

◄ اقرأ أيضًا | فقدت الاتزان أمام «العدل الدولية»| إسرائيل.. المحتل الكاذب

◄ طرق الشحن
ومن المحتمل أيضًا أن تمارس إسرائيل الكبرى السيطرة على كامل طرق الشحن لأوروبا الغربية والشرقية وروسيا وتركيا وسوريا، من الوصول إلى وجهاتها فى السوق الآسيوية. وبطبيعة الحال، يمكن أن يتجولوا فى جميع أنحاء أفريقيا، وقد يخسرون ثلث إلى نصف الأعمال، بسبب التكاليف المرتفعة ووقت الشحن الطويل. وبدلاً من ذلك، يمكن للجميع استخدام قناة بن جوريون المستقبلية. ويرى ميدهيرست أن هذا أحد الأسباب الجيوسياسية الرئيسية وراء مجزرة إسرائيل فى غزة. إن الولايات المتحدة، الداعم الرئيسى لإسرائيل، فى حاجة إلى إيجاد وسيلة لمحاولة احتواء مجموعة البريكس، وبشكل أكثر تحديداً، لمواجهة طريق الحرير الجديد الصينى؛ لذا فإن بناء ممر منافس من شأنه أن يضرب عصفورين بحجر واحد؛ من ناحية احتواء الصين وإيران وسوريا، ومن ناحية أخرى مساعدة واشنطن وتل أبيب فى الحفاظ على الهيمنة الاقتصادية والسياسية ضد عالم متعدد الأقطاب.

ويشير الباحث فى كلية سيلون، بجامعة كامبريدج البريطانية، «بينوى كامبمارك» إلى أن الولايات المتحدة بدأت فى قصف اليمن باسم الشحن، لتحقيق أجندتها. ويوضح قائلًا بينما كان وزير الخارجية الأمريكى «أنتونى بلينكن» يروج لرسالة تدعو إلى ضبط النفس والهدوء للحد من تداعيات الحملة ضد إسرائيل، تم اتخاذ قرار من قبل حكومته والمملكة المتحدة لضرب أهداف فى اليمن، بما فى ذلك العاصمة صنعاء. ويُزعم أن هذه الهجمات جاءت انتقامًا للهجمات التى شنها الحوثيون على السفن التجارية الدولية فى البحر الأحمر. وتشير الصياغة الواردة فى البيان الإعلامى للبيت الأبيض إلى الغرض من العملية، التى جاءت «رداً على هجمات الحوثيين المستمرة غير القانونية والخطيرة والمزعزعة للاستقرار ضد السفن، بما فى ذلك السفن التجارية التى تعبر البحر الأحمر، والقوات المسلحة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وبدعم من هولندا وكندا والبحرين وأستراليا، نفذت ضربات مشتركة وفقا للحق الأصيل فى الدفاع عن النفس الفردى والجماعى». 

◄ هجوم الحوثيين
فيما يرى المحلل الجيوسياسى المقيم فى واشنطن «مايكل ويتنى» أن هجوم الحوثيين كان بمثابة رد على الاستفزاز الأمريكى. وقد قال قادة الحوثيين مرارًا وتكرارًا إنهم لا يريدون مواجهة مع الولايات المتحدة، لكنهم قالوا أيضًا إنهم لن يتراجعوا إذا تعرضوا لهجوم. ووصفت إدارة الرئيس الأمريكى «جو بايدن» أفعالها فى البحر الأحمر بأنها دفاع عن «حرية الملاحة» و»البحار المفتوحة»، ولكن هذه مجرد محاولة لجعل القضية تناسب أهداف مرتكبى الجريمة. وتركز نخب السياسة الخارجية بشكل شبه حصرى على التصعيد، مما يعنى أن إدارة بايدن تدرس الآن العمل العسكرى، وفقًا لصحيفة «بلومبرج» الأمريكية. وجاءت الضربات مع غياب قرار لمجلس الأمن من الأمم المتحدة، الهيئة الوحيدة فى النظام الدولى القادرة على التفويض باستخدام القوة بموجب ميثاق الأمم المتحدة. وينسب بيان البيت الأبيض الصادر فى الحادى عشر من يناير السلطة إلى الضربات بنفس الطريقة التى فعلتها إدارة جورج دبليو بوش فى تبرير الغزو غير القانونى وغير المبرر للعراق فى مارس 2003.

◄ إبادة جماعية
ووفقًا للمحلل الجيوسياسى كونيج حتى لو تم اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية وأمرت بالتوقف عنها ودفع تعويضات لفلسطين، فهو لن يمنع إسرائيل من متابعة هدفها، ولن يمنع الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، عن الاستمرار فى دعم جميع الأعمال الإجرامية التى تقوم بها إسرائيل التى تتوسع بالفعل إلى الضفة الغربية وجنوب لبنان، وستتقدم لاستيعاب كل لبنان كما خُطط له. لعل ما قامت به جنوب أفريقيا جاء كمحاولة لكى يظهر للعالم ما إذا كان القانون الدولى لا يزال يلعب دورًا، أو إذا لم يكن الأمر كذلك، جعل النظام القائم على قواعد النخبة رسميًا ليراها الجميع.

وربما لترى الشعوب والساسة أنهم مجرد دمى تتبع نخبة صغيرة خارجة عن القانون من الأثرياء وأصحاب المصالح، وقبل كل شيء، الفوضى التى تسيطر عليها الشركات فى جميع أنحاء العالم. ويستكمل كونيج قائلًا: قد تكون لمبادرة جنوب أفريقيا أجندة لا ترقى إلى مستوى نظر السياسى العادى، كما أنها قد لا تؤثر على مصير إسرائيل المباشر ـ ولكنها قد تخلف تداعيات تتجاوز منطقة الشرق الأوسط. وقد تصبح دليلاً صريحًا للحضارة الغربية على أن النظام الغربى مريض، ويخرج عن القانون بشكل متهور، ويفتقر إلى المنطق السليم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة