د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

استراتيجيات تدمير الدول!

محمد حسن البنا

الأربعاء، 17 يناير 2024 - 09:58 م

«يخطئ من يتصور أن هذا المخطط انتهى، فمازال عدو الدولة المصرية يسعى ويحاول، لكنه يفشل»

يورى بيزمينوف عميل سابق لدى الاتحاد السوفيتى – حينما كان – انشق وهرب إلى كندا، ومنها إلى أمريكا. اتخذ لنفسه اسما مستعارا «توماس ديفيد شومان». هذا الرجل حكايته حكاية، فهو صاحب نظرية تفكيك المجتمعات واستراتيجيات تدمير الدول والشعوب.

وصاحب العديد من المحاضرات فى العالم تعتمد على أسلوب هدم الدين والقيم لدى الأجيال، وتحويلهم إلى قوة هدم وتدمير الأوطان. يورى بيزمينوف تخصص فى قسم الدراسات الشرقية بالجامعة عام 1963، وعمل بعد تخرجه فى وكالة الأنباء السوفيتية، واستقطبته وكالة المخابرات السوفيتية.

ثم عمل مستشارا صحفيا بسفارة موسكو فى الهند. واشتغل بالترجمة. وتمكن من الهرب إلى كندا عام 1970 ودرس العلوم السياسية والصحافة ونظريات الإعلام..

وفجأة انتقل إلى أمريكا ليعمل فى دار نشر بلوس انجلوس.

نظريته فى هدم وتدمير الدول تعتمد على خبراته التى اكتسبها من عمله بالمخابرات السوفيتية. لهذا كشف كيف أنهم كانوا يسعون للسيطرة على البشر، وبرع فى خطط «غسيل المخ».

وقد استعانت به العديد من الدول فى محاضرات خاصة وعامة تستهدف وضع خطط للسيطرة على شعوبها وشعوب الدول الأخرى!. ويرى أن هناك أكثر من مرحلة لتغيير أو التخريب، وأن السيطرة على الدين والتعليم والحياة الاجتماعية أولى مراحل التغيير. كما يرى أن من المهم تطبيق نظام التخريب الأيدولوجى.

ومن المهم أيضا العمل على نظام السيطرة وتشكيل الرأى العام، والعمل بطريقة مسئول العلاقات العامة والدعاية والإعلام فى الشركات والمؤسسات والهيئات.

 وجهة نظر يورى بيزمينوف ترتكز على أن مراحل التغيير تحتاج إلى الصبر، وأنها تستغرق من 15 إلى 20 سنة، يتم خلالها تفكيك القيم والمجتمع وضرب الهوية الوطنية.

ويرى أن من السهل ضرب الدين الإسلامى لظهور طوائف متعددة وأحزاب ومذاهب دينية وسنة وشيعة، وتنظيمات متنوعة «داعش وحزب الله وبوكو حرام وطالبان بأفغانستان». وأيضا نشر التفاهة بديلا للثقافة والحضارة.

من هنا نتأكد أن ضرب المجتمع وما حدث فى حركة 25 يناير 2011، وما تبعها من تخريب فى الدولة المصرية كان مدبرا. وساعد فى نجاحه وقتها ضعف النظام والدولة والحكومة.

مما أدى إلى ظهور تنظيمات وجماعات التخريب الإرهابية التى سيطرت على الحكم فى غفلة من الزمن. والتى دمرت الكثير من مرافق الدولة وأشعلت النيران فى المجمع العلمى والمبانى العامة، ودمرت اقتصاد الدولة.

يخطئ من يتصور أن هذا المخطط انتهى، فمازال عدو الدولة المصرية يسعى ويحاول، لكنه يفشل بفضل وعى الإنسان المصرى وقوة الدولة المصرية وقوة قواتها المسلحة، وشجاعة قائد مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى تحمل المسئولية منذ 2013، وتولى رئاسة مصر 2014، قضى على الإرهاب، أعاد بناء الدولة ومرافقها الأساسية، وفتح الباب أمام الاستثمار ومازال الطريق طويلاً لإنقاذ مصر من أزمتها الاقتصادية. لذا أرى أن الوطن يحتاج إلى وعى أبنائه، وإلى الحفاظ على قيم المجتمع المصرى، وعلى تدينه، لأن الدين قوة أساسية فى بناء المجتمع وصيانته أخلاقيا وضميريا.

ومن المهم تعميق الانتماء للوطن، ولا يأتى ذلك إلا بجودة الحياة التى يعيشها المواطن، وتوفير الاحتياجات والرغبات، وتحقيق طموحات المواطنين. وهو ما نراه من عزم الدولة على تنفيذ خطة جودة الحياة للمصريين فى استراتيجية 2030.          

عديلة هاشم

من المؤكد أن محكمة العدل الدولية ستأمر إسرائيل بوقف العدوان حالا. كل البنود تؤيد ما قدمته جنوب أفريقيا..

الثابت أمام المحكمة أن إسرائيل قامت بعمل منظم إرهابى أفضى إلى تدمير غزة..

ومن حق المحكمة أن تصدر قرارها التاريخى وتأمر إسرائيل بوقف العدوان حالا على الأراضى الفلسطينية. أشارت المحكمة إلى أن جميع البنود تؤيد ما قدمته جنوب أفريقيا بشأن انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان.

وقد اعتبرت المحكمة الدولية أن العمليات العسكرية التى تقوم بها إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية هى عمليات احتلال واضحة وإجراءات عنصرية وتمييزية. وبناءً على ذلك، فإن إسرائيل ملزمة بإيقاف العدوان فورًا وإعادة سحب قواتها من الأراضى الفلسطينية.

وفق هذا القرار، فإن إسرائيل ملزمة أيضًا بتقديم تعويضات عادلة للضحايا وعوائل الضحايا وإعادة إعمار البنية التحتية التى دمرتها فى عمليات العدوان.

وتمثل هذه الخطوة خطوة مهمة نحو إعادة بناء السلام والاستقرار فى المنطقة. وتؤكد المحكمة الدولية أن إسرائيل لا يمكن أن تفلت من مسئوليتها عن الانتهاكات التى تقوم بها فى الأراضى الفلسطينية.

إنها بمثابة رسالة قوية تذكر إسرائيل بواجبها تجاه حقوق الإنسان والقانون الدولى.
هكذا نرى أن إسرائيل فشلت فى مواجهة الاتهامات بارتكاب جرائم «إبادة جماعية» فى قطاع غزة.

وهنا لابد من ذكر دولة جنوب أفريقيا بكل فخر وعزة. وقد لفت نظرنا جميعا شخصية السيدة عديلة هاشم صاحبة المرافعة التاريخية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. هى محامية بارزة ضمن فريق جنوب إفريقيا.

عديلة هاشم المسلمة الوحيدة فى الفريق، داعمة دائما لحقوق الشعب الفلسطينى، بدءًا من مذبحة الخليل التى حدثت فى التسعينيات، وترى أن الفصل العنصرى الذى يمارسه الاحتلال فى فلسطين الأكثر وحشية مما شهدته جنوب إفريقيا فى القرن الماضى. قدمت فى مرافعتها مجموعة من الأدلة أمام المحكمة لإثبات أن إسرائيل تقوم بالفعل بأعمال الإبادة الجماعية خلال حروبها فى غزة.

وعرضت صورا للمقابر الجماعية، أشارت إلى أن الهجمات الإسرائيلية على غزة أوصلت الفلسطينيين إلى حافة المجاعة، وأكدت أن الوضع وصل إلى مرحلة يتوقع فيها الخبراء أن يزيد عدد الوفيات بسبب الجوع والمرض عن الأعمال العسكرية المباشرة.

أضافت: الفلسطينيون فى غزة يتعرضون للقتل بواسطة الأسلحة والقنابل الإسرائيلية من الجو والبر والبحر، كما أنهم معرضون لخطر الموت المباشر بسبب المجاعة والمرض، بسبب تدمير المدن الفلسطينية، والقيود المفروضة على المساعدات المسموح بدخولها، وصعوبة توزيع المساعدات بسبب القصف المستمر، هذا يجعل الحياة مستحيلة.

واذا بحثنا عن إجابة السؤال: من هى عديلة هاشم ؟!. نقول إن شهرتها تأتى من دورها الكبير فى تعزيز حقوق الدستور وإحداث تغييرات فى العدالة الاجتماعية. وهى تحمل العديد من المؤهلات، بما فى ذلك درجة البكالوريوس فى الآداب والقانون، ودرجة الماجستير فى القانون، ودكتوراه فى العلوم القضائية. وعضو بجمعية محامى جوهانسبرج، وتتنوع خبرتها القانونية لتشمل القانون الدستورى والإدارى والصحى وقانون المنافسة، وقد ظهرت فى عدة محاكم عليا والمحكمة الدستورية فى جنوب إفريقيا.

جلال الدين الحمامصى 

 بعد غد السبت 20 يناير ذكرى وفاة الأستاذ جلال الدين الحمامصى، أحد رواد المدرسة الحديثة فى الصحافة، وأحد أساطينها، وأستاذ العديد من الأجيال، تعلمنا على يديه الصحافة المثالية.

مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه علينا، لهذا رأيت أن أقدم للقارئ العزيز بعضا من سطور حياته، قد تغنى عن أية كلمات. ولد الراحل الكريم بمدينة دمياط فى 1 يوليو عام 1913، لأب يعشق القراءة والكتابة، وكان كاتبا معروفا. ورث عن والده فن الكتابة. عشق الحمامصى الكتابة الصحفية وظهرت ميوله الصحفية مبكرا منذ أن كان طالبا فى المدرسة الثانوية.

التحق بكلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول «القاهرة» لكنه لم يبتعد عن الصحافة. تخرج من كلية الهندسة عام 1939م. واستمر يعمل كهاوٍ للصحافة قبل أن يتدرج فى سلك صاحبة الجلالة، عمل محررا فى دار الهلال والمصرى. وانخرط فى العمل السياسى، وعندما استقال مكرم عبيد من حزب الوفد فى يوليو 1942 انضم إليه الحمامصى وأصبح معارضا للوفد.

وأصبح عضوا بالبرلمان. ولأنه كاتب حر وله رأيه الشخصى الذى لا يحيد عنه تم حبسه بمعتقل الزيتون عام 1943. وظل به حتى يوليو 1944. فى السجن تعرف على أنور السادات زميله فى الزنزانة، وعلى ماهر باشا، والشيخ أحمد حسن الباقورى. وبعد إطلاق سراحه أصبح رئيسا لتحرير جريدة الكتلة التى أصدرها مكرم عبيد. ثم رأس تحرير صحيفة الزمان 1947. ورأس تحرير جريدة أخبار اليوم عام 1950. وعمل مستشارا لمصر فى واشنطن عام 1953. ثم رئيسا لتحرير أخبار اليوم عام 1954م. ثم عمل بجريدة الجمهورية عام 1955.

ولجهوده الكبيرة فى الصحافة المصرية عهد إليه الرئيس عبد الناصر مهمة إنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط، ثم عاد رئيسا لتحرير جريدة الأخبار منذ عام 1974، وقد اُشتهر فيها بعموده اليومى «دخان فى الهواء».

له إسهامات متعددة فى الدراما والسينما المصرية من أبرزها الفيلم الشهير فى نهاية السبعينيات «إحنا بتوع الأتوبيس» بطولة عادل إمام وعبد المنعم مدبولى ومن إخراج حسين كمال. والذى تناول التعذيب فى السجون، حيث تقود الصدفة اثنين ليس لهما أى نشاط سياسى يتورطان فى مشاجرة عادية فى حافلة نقل عام إلى قسم الشرطة، ومنه إلى المعتقل السياسى. للأستاذ الراحل العديد من المؤلفات منها «المندوب الصحفى، وكالة الأنباء، من الخبر إلى الموضوع الصحفى، الصحيفة المثالية، القربة المقطوعة، حوار وراء الأسوار، مستقبل الديمقراطية فى مصر، من القاتل». رحم الله أستاذنا الكريم الذى وافته المنية يوم 20 يناير 1988. جلال الحمامصى صاحب بصمات بارزة فى تاريخ الصحافة والسياسة المصرية والعربية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة