صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الحب فى زمن الذكاء الاصطناعى

صالح الصالحي

الأربعاء، 17 يناير 2024 - 09:59 م

مع التطور الهائل والسريع فى التكنولوجيا، وخاصة فى مجال الذكاء الاصطناعى وصناعة الروبوتات "الإنسان الآلى".. يبدو السؤال منطقيا، كيف يكون الحب فى زمن الذكاء الاصطناعى؟!..

أو بمعنى آخر هل يؤثر الذكاء الاصطناعى على مشاعر الحب بين البشر، ويضيف مشاعر جديدة؟! الإجابة على هذا السؤال طبعا نعم، سيؤثر الذكاء الاصطناعى على مشاعر الحب بين البشر..

فهو قد يساعد ويسهل عملية التواصل بين طرفى الحب.. ويمكن أن يخلق حالة أكثر رومانسية.. بكتابة العبارات المعبرة عما يدور بقلب كل طرف، وابتكار الأشياء، التى يعبر بها كل طرف عن مشاعره تجاه الطرف الآخر. كما أنه يمكن أن يجيب على العديد من الأسئلة ومنها هل سيستمر الحب، والطريقة المثلى لاستمراره  وغيرها من الأسئلة. فالذكاء الاصطناعى يمكن أن يكون عاملا داعما للحب وزيادة انتشاره بين البشر.

وهذا مالا أقصده عندما طرحت السؤال فى البداية؟ والإجابة التى دارت بخلدى أن الذكاء الاصطناعى لديه القدرة على صنع برامج تحاكى سلوكيات البشر وقدراتهم العقلية..

خاصة أنه يمكنه التعلم من تلقاء نفسه وتنمية قدراته الذاتية.. كما أن بإمكانه صناعة أصوات بشرية وصور وفيديوهات لأشخاص واقعية فى ثوان.

هذا بالإضافة إلى تقدم صناعة الروبوتات "الإنسان الآلى" حيث يعمل الإنسان على صناعة روبوتات تتصف بالذكاء، وتعمل على تقليد العقل البشرى وقد تساويه أو تتفوق عليه..

كما أنها تحمل خصائص وصفات البشر وتشبههم فى الشكل إلى حد كبير. فالروبوت هو الإنسان الآلى الذى يعمل لهدف معين مع قدرته على القيام بالعمليات الحركية التى يقوم بها الإنسان.

وإذا ربطنا الذكاء الاصطناعى بالروبوت فى مجال الحب، فإن أيا من طرفى الحب يمكنه عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعى أن يقوم بوضع مواصفات الطرف الآخر الذى يريدها..

سواء كانت مواصفات فى الشكل أو اللون أو السمات العقلية والعاطفية أو المكونات الجسدية وغيرها من الصفات التى يحلم بها..

ليقوم الذكاء الاصطناعى بتصميم هذا النموذج.. ويذهب بهذا التصميم إلى الصين حيث يتم تصنيع روبوت مماثل تماما للنموذج ويحتوى على كل المواصفات، ويختار الفرد الشكل المناسب للروبوت مع امكانية التعديل فى أى وقت.. ومن ثم يعيش ويتعايش معه..

فيصبح الإنسان محبا لآلة.. هو من صنعها ووضع مواصفاتها بنفسه، معتقدا أنها تحقق له أحلامه وطموحاته فى شريك الحب، وتبعده عن المشاكل الحياتية والخلافات التى تنشب بين الطرفين من حين لآخر.. وهنا تكمن الخطورة..

والتى يجب أن ننتبه لها جيدا.. فالعالم وما يحدث فيه من تطور يأخذنا إلى العزلة والإنذواء والاحتماء بعالم افتراضى..

وهو الاتجاه السائد عالميا.. لفرض سلوكيات معينة وقيم جديدة تأخذنا إلى عالم وحدوى، فتختفى الأسرة ومن ثم المجتمع، ولا يكون هناك معنى للتواصل الاجتماعى. ويعيش كل فرد منعزلا فى عالمه الذى صنعه أو برفقة إنسانه الآلى.. ومن هنا يختفى الانتماء سواء للأسرة أو للمجتمع أو للوطن.

ويصبح الولاء للنفس وللعالم الافتراضى الذى يعيش فيه الفرد. ومن هنا يبدأ هدم المجتمعات وتفتيتها وتمزيقها بدون حروب. احذروا الذكاء الاصطناعى وعواقبه.. وعلينا أن نضع من القوانين ما ينظم استخدامه ويحد أو يمنع أضراره الوخيمة التى تستهدف هدم المجتمعات وانقراض البشرية.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة