د. ماجدة هزاع
د. ماجدة هزاع


د. ماجدة هزاع: شهر رجب فرصة للإكثار من الطاعات ونبذ الظلم والخلافات

نادية زين العابدين

الخميس، 18 يناير 2024 - 08:14 م

رجب شهر مفتاح أشهر الخير والبركة .. قال أبوبكر الوارقى: شهر رجب شهر الزرع وشعبان شهر السقى للزرع ورمضان شهر حصاد الزرع، وقيل أيضا رجب مثل الريح وشعبان مثل الغيم ورمضان مثل قطر المطر يستحب فيه فعل الطاعات والعبادات مع كثرة الدعاء بالرحمات.. فكيف يستغل المسلم هذه المنحة الربانية مع الحذر من البدع والخرافات؟.

تقول الدكتورة ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: شهر رجب أحد الأشهر الحرم ويسمى رجب الفرد لأنه منفرد عن الشهور الثلاثة الباقية من الأشهر الحرم الأربعة: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وأيضا يقال رجب مضر لأن قبيلة مضر كانت تعظم هذا الشهر وحرمته بخلاف أهل الجاهلية الذين كانوا يغيرون ويبدلون فى الشهور حسب حالة الحرب عندهم .. وكلمة رجب فى اللغة من الترجيب اى التعظيم ثم جاء الإسلام فعظمه وجعله من الأشهر الحرم فيدخل فى قوله تعالى:» فلا تظلموا فيهن أنفسكم»؛ لأن الذنب فى الأشهر الحرم أعظم من غيره ، قال قتادة رحمه الله :إن الظلم فى الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها.

وتضيف: هو فرصة ربانية للإكثار من الطاعات والعبادات فقد سمى برجب الأصب لأن الرحمة والمغفرة تنصب على العباد فيستحب أن يسارع المسلم فى الإكثار من النوافل وقيام الليل وصلة الأرحام وقضاء الحاجات والدعاء فى الخلوات ذلك كله يهذب النفس من المعاصى والفواحش والأمراض الباطنة والمنكرات صغيرها وكبيرها قال تعالى: »قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغى بغير الحق»، أيضا الكف عن الظلم بأنواعه الثلاثة وهو ظلم بين الإنسان وخالقه وأعظمه الشرك بالله، وظلم من الإنسان لنفسه وظلم بين الإنسان وبين غيره والأنواع الثلاثة مردها إلى نوع واحد هو ظلم الإنسان لنفسه فالله لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة قال تعالى: »ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم وكان الله شاكرا عليما» الإنسان عندما يظلم أخاه الإنسان ويظلم وطنه بتقصيره فى أداء واجبه أو إهماله فى عمله أو تهربه مما كلف به إنما هو فى الأساس يظلم نفسه إذ شؤم كل ذلك راجع عليه والعكس بالعكس فليحذر الإنسان من المظالم ويبادر بردها إلى أصحابها قبل أن يأتى يوم يندم عليه .

وتؤكد: أيضا يحذر من البدع والخرافات التى تشتهر فى هذا الشهر فقد وردت أحاديث فى شهر رجب غير صحيحة أو ضعيفة عن فضل الصيام فيه قال الحافظ بن حجر: لم يرد فى فضل رجب ولا صيامه شىء معين ولا فى قيامه بليلة مخصوصة من هذه الأحاديث على سبيل المثال من فرج عن مؤمن كربة فى رجب ...وصيام يوم من رجب مع صلاة أربع ركعات فيه على كيفية معينة ..ومن صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة.

أيضا من البدع صلاة الرغائب وتسمى الاثنى عشرية تصلى فى أول جمعة من رجب بعد العشاء بصفات مخصوصة وأدعية معينة قال الإمام ابن تيمية صلاة الرغائب لا أصل لها والصيام فى رجب خير فى أى وقت دون تمييز لشهر رجب مثل الاثنين والخميس والأيام الثلاثة القمرية أيضا من البدع تخصيص زيارة المقابر فى رجب تحت مسمى طلعة رجب والزيارة مباحة فى أى وقت من العام ،كذلك صلاة أم داود فى نصف رجب والتصدق على روح الموتى فيه مع أدعية مخصوصة، فالابتداع فى الدين من الأمور الخطيرة فالنبى صلى الله عليه وسلم لم يمت إلا وقد اكتمل الدين قال تعالى: »اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة