الخميس، 18 يناير 2024 - 10:43 م

بينما تدور معارك ضارية في شتى أنحاء قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية وذلك بعد توغل القوات الإسرائيلية بريًا في عمق القطاع، يسعى الجيش الإسرائيلي إلى محو أنفاق غزة التي يعتبرها عنصرًا أساسيًا لقوة المقاومة وبقائها، ولكن مع مرور الأيام يُفاجأ جيش الاحتلال خلال عملياته البرية بأن هذه الأنفاق بمثابة كابوس تحت الأرض يعقب مساعي الجيش في محاولة تدميرها بل ويجد نفسه متورطًا في معركة أخرى في باطن الأرض.

 حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه يخوض عملياته الهجومية فوق سطح الأرض وتحتها في إطار العدوان على غزة، ويُشير إلى أن مقاتلي حماس يستخدمون تكتيكات مدروسة لاستدراج الجنود الإسرائيليين إلى الكمائن والشراك الخداعية، مما يخلق تعقيدات غير متوقعة الأمر الذي يعقد تقدم القوات الإسرائيلية في معركتها.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقرير حول تفاصيل جديدة عن أنفاق غزة، .تحت عنوان "كابوس تحت الأرض وجوهر قدرة حماس على البقاء"، استنادًا إلى تصريحات قادة في الجيش الإسرائيلي.

وتكشف الصحيفة الأمريكية، عن أن شبكة الأنفاق تحت غزة، وحتى قبل بدأ العدوان، أذهلت الجيش الإسرائيلي بطولها وعمقها وتعقيدها الغير متوقع.

تكتيكات ذكية في أنفاق حماس

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، قدر مسئولو المخابرات الإسرائيلية مؤخرًا أن هناك نحو 160 كيلومترًا من الأنفاق تحت مدينة خان يونس وحدها الواقعة جنوب قطاع غزة، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن طول الأنفاق في قطاع غزة يتراوح بين 500 و700 كيلومتر، ويوجد نحو 5700 فتحة نفق على الأقل في غزة، بحسب "العربية" الإخبارية.

وخلال العمليات البرية في غزة عقب عملية طوفان الأقصى، اكتشف الجيش الإسرائيلي حجم الأنفاق التي حفرتها حماس، حيث وصفت إحدى تلك الأنفاق بأنها واسعة بما يكفي لقيادة سيارة داخلها، بينما كانت مناطق أخرى تحت الأرض تتسع لمساحة تقارب 3 ملاعب كرة قدم.

وذُهل المسئولون والجنود الإسرائيليون عند دخولهم الأنفاق بسبب مدى تعقيدها وعمقها، ويعتقدون أن هناك أنفاقًا أكثر بكثير من تلك التي تم اكتشافها حتى الآن. 

مسئول إسرائيلي: محاولات تدمير أنفاق حماس بالماء «فشلت» 

وقال مسئول إسرائيلي لصحيفة أمريكية، إن تدمير الأنفاق في غزة يعد تحديًا صعبًا، حيث يتطلب تحديد مواقعها بدقة وفحصها بعناية فائقة، وقد شهدت المحاولات الأخيرة لتدميرها بواسطة غمرها بمياه البحر فشلا.

ونظرًا لأن الجيش الإسرائيلي يعتبر أنفاق غزة كمصدر لقوة حماس وصمودها، لذلك تستهدف إسرائيل تلك الأنفاق بشكل حاسم.

ولكن رغم جمع الاحتلال لكل هذه المعلومات عن أنفاق حماس، يظل القتال الشرس حول الأنفاق في غزة مرهقًا للجيش الإسرائيلي، خاصة بعد فشل محاولات غمر الأنفاق بمياه البحر بحسب المسئولين، فيما أقر مسؤول عسكري إسرائيلي بأن تدمير الأنفاق ليس بمهمة سهلة أبدا، ولكن يجب رسم خريطة دقيقة لها وضمان عدم وجود أسرى إسرائيليين داخلها.