الأحد، 21 يناير 2024 - 12:38 م

الشرقية - إسلام عبدالخالق

لم يدر «علاء» العامل الذي تفرقه بضعة أسابيع عن إتمام الخمسين من سنوات عمره، أن وجبة (محشي) ستكون نهايته ومعه فلذة كبده الصغير ذو الثلاث سنوات؛ بعد تناول الأب  وأسرته المكونة من زوجته وابنتهما الثانية وجبتهم الأخيرة مساء الجمعة الماضية، لتكون آخر ما يدخل جوف الأب وابنه ليرحلا بعد عناء لا يُحتمل، فيما كان القدر رحيمًا بالأم والابنة ليتوقف الأمر عن حد التسمم ونوبات القيء المستمرة لكلاهما.

داخل منزل بسيط بالعاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، ومع اقتراب الليل، علا صوت الجميع يحث الأم على وضع الطعام، قبل أن تهم الأخيرة بالاستعانة بوجبة «محشي» كانت قد أعدتها، وأكل الوالدان وطفلاهما، بيد أن السويعات التالية حملت ما لا تحتمله أية معدة.

صراخ وقيء مستمر ضرب الأسرة وهرول الجميع نحو دورة المياه وخارجها في مشهد لا تصفه الكلمات، قبل أن تستعين الزوجة بهاتفها لتستغيث برجال الإسعاف، الذين حضروا إلى المسكن في ظرف دقائق قليلة، وجرى نقل الأربعة إلى مستشفى العاشر من رمضان الجامعي لمحاولة إسعافهم.

فور وصول الأسرة لفظ الأب والابن أنفاسهما الأخيرة جراء تمكن التسمم من كلاهما، فيما كانت حالة الأم والابنة صعبة إلى الحد الذي جعل رجال الطب يستعينون بغرف العناية المركزة لأجل إنقاذ حياتهما، وما أن تم ذلك حتى جرى استخراج تصريح بدفن جثتي الأب والابن.

تلقى اللواء محمد صلاح مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء حسن النحراوي مدير المباحث الجنائية في المديرية، يفيد بشأن ما تبلغ لقسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان بورود إشارة من مستشفى العاشر من رمضان الجامعي بوصول كل من: «علاء عمر عبدالقادر» 49 سنة، وزوجته البالغة من العمر 38 سنة، وطفليهما «سهير علاء عمر عبدالقادر» 7 سنوات، وعبدالله علاء عمر عبدالقادر» 3 سنوات، مقيمين جميعًا في نطاق قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان، مصابين بحالات قيء مستمر، وفارق الأب ونجله الحياة فور وصولهما متأثرين بإصابتهما، فيما وضعت الأم وابنتها داخل العناية المركزة في المستشفى تحت إشراف وملاحظة الطاقم الطبي في المستشفى قبل تحويلهما إلى قسم السموم في مستشفى الزقازيق الجامعي.

بالانتقال والفحص تبين حدوث إصابة الأسرة التى أودت بحياة الأب والابن إثر تناولهم جميعًا وجبة «محشي» داخل مسكن الأسرة، فيما تحرر عن ذلك المحضر اللازم وبالعرض على النيابة العامة قررت انتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان الأب والابن الصغير لبيان سبب حدوث الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها، والاستعلام كذلك عن حالة الأم وابنتها المصابتين قبل أن تصرح بدفن جثتي الأب والابن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية.

إقرأ أيضاً : مصرع طالبة صدمها قطار أثناء عبورها شريط السكة الحديد بقليوب