الضحية
الضحية


محصل الغاز تخلص من العجوز لسرقتها ثم تقبل عزائها

أخبار الحوادث

الأحد، 28 أبريل 2024 - 12:49 م

الغربية‭: ‬محمد‭ ‬عوف

  لم يجد محصل الكهرباء سوى فكرة واحدة لكي يستطيع من خلالها سداد ديونه المتراكمة، وهي سرقة السيدة العجوز صاحبة السبعين عامًا، والتي اعتاد الذهاب إليها لتحصيل الفواتير ودائمًا ما كانت تُحسن إليه وتساعده ماديًا بعد أن استأمنته وبدلاً من أن يحفظ لها هذا المعروف، ألهمه تفكيره الشيطاني إلى التخلص منها مستغلاً تواجدها في المنزل بمفردها؛ فخنقها وسرق مشغولاتها الذهبية ثم فر هاربًا معتقدًا أن سره لن ينكشف خاصة بعد أن حضر مراسم تشييع الجنازة وتأكد من إنهاء إجراءات الدفن دون الشك في وفاتها لكن حيلته لم تكتمل إذ تم اكتشاف الجريمة وضبطه ليعترف بتفاصيل الواقعة، التفاصيل في السطور التالية.

اعتادت الحاجة صباح ذات السبعين عامًا، على أن تفتح باب شقتها للجميع وتتعامل معهم بحسن نية وتسعد بمساعدة الفقراء والمساكين، كما اعتاد محصل الكهرباء ايضا أن يذهب إليها كل شهر لتحصيل الفاتورة فكانت تعتبره ابنها حتى أنها كانت تستأمنه، إلا أنه لم يراع ذلك فضرب أسوأ الأمثلة في مواجهة الإحسان بالغدر، فاستغل تواجدها بمفردها في المنزل ووضع خطته لكي يسرقها، وبالفعل دخل الشقة كالمعتاد، استقبلته العجوز الطيبة وافتعل بعض الحيل لكي يمكث في الشقة وقتًا أطول حتى يستطيع إتمام جريمته، وبعد أن وجد الوقت مناسبًا هجم عليها كالوحش المفترس، بخنقها وكتم أنفاسها حتى تأكد من موتها وسرق مشغولاتها الذهبية وفر هاربًا قبل أن ينكشف أمره وكأنه لم يفعل شيئًا.

اكتشاف وفاتها

خرج المتهم من المنزل قبل وصول زوجة نجلها التي اكتشفت وفاتها، بعد أن عثرت على جثتها مسجاة على الأرض ونقلت إلى المستشفى العام بزفتى في محاولة لإسعافها لكن الأطباء أكدوا وفاتها، وأنها فارقت الحياة قبل وصولها للمستشفى وأعيدت جثتها إلى المنزل لإتمام مراسم الدفن والعزاء، ونظرًا لمعاناتها من عدة أمراض وكبر سنها، لم يتشكك أحد في وفاتها جنائيًا، وعندما هم أفراد العائلة بعملية الغسل والتكفين، لاحظت القائمة على عملية الغسل والتكفين بعض آثار السحجات والكدمات وأخبرت نجل الضحية وزوجها بوجود آثار على وجه وفم السيدة، واعتبروا أنها ناتجة عن سقوطها على الأرض، ولم يشك أحد في وفاتها جنائيًا نظرًا لمعاناتها من عدة أمراض وكبر سنها وعلاقتها الطيبة مع الجميع، وشيعت أسرتها جثمانها وشارك المتهم معهم في العزاء دون أن يظهر على وجهه أي علامات تدل على ندمه ، وبعد انتهاء مراسم الدفن والعزاء لمدة ثلاثة أيام، قررت عائلة السيدة تنفيذ وصيتها في توزيع ممتلكاتها ومصوغاتها؛ حيث أوصت الراحلة بكل قطعة في حُليها لأحد من أفراد أسرتها، ولكنهم اكتشفوا أن كل المصوغات قد اختفت، ابلغت الشرطة وعند مراجعة كاميرات الشارع، تم اكتشاف وجود شخص دخل المنزل يوم الوفاة وظل لمدة طويلة ثم خرج قبل وصول زوجة ابنها التي اكتشفت وفاتها، وتبين أن هذا الشخص هو م .ا، يبلغ من العمر 27 عامًا، والذي كان يعمل كمندوب مساعد لجمع فواتير الغاز وتبين أن المتهم استغل وظيفته للاقتراب من المنازل والتجسس على أصحابها، مستغلا فرصة دخول منزل السيدة صباح وقت وجودها بمفردها وخنقها بتكميم فمها وأنفها وسرق المصوغات والمال، ثم اتفق مع صديقه له مقيمة بإحدى القرى القريبة، والتابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية ببيع المصوغات الذهبية وإخفاء الأموال، وتمكنت مباحث زفتى من كشف ملابسات الجريمة والقبض على المتهم وصديقته وإحالتهما للنيابة العامة، وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الجريمة وأقر بتفاصيل التخطيط والتنفيذ وتم استعادة بعض المصوغات وجزء من الأموال المسروقة، وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات.

في منزل الأسرة

«أخبار الحوادث» التقت بأسرة المجني عليها، لسرد تفاصيل الواقعة قال زوجها أحمد البربري: أن زوجته كانت تنوي قبل الواقعة أن تذهب لتشارك في تشييع جنازة زوجة شقيقه «سلفتها» لكنها اعتذرت له بسبب شعورها بدوخة وإرهاق، وطلبت منه الذهاب لتشييع الجثمان، على أن تذهب هي لتقديم واجب العزاء عقب تحسن صحتها، بعد العصر وبعد الانتهاء من تشييع جنازة سلفتها، اتصل بها زوجها لكن لم ترد وطلب من زوجة ابنه النزول لها للاطمئنان عليها فوجدتها ملقاة على الأرض وصرخت وتجمع الجيران وتم نقلها للمستشفى في محاولة لإنقاذها لكن الأطباء أكدوا وفاتها واعتقد الجميع أنها توفيت وفاة طبيعية نظراً لكبر سنها ولم يشك أي فرد في وفاتها بصورة غير طبيعية، واستخرجوا تصريح الدفن من مكتب الصحة، واستدعاء المغسلات، للعمل على غسلها، وتكفينها، لسرعة دفنها وعندما جاءت المغسلة، اكتشفت وجود علامات غير طبيعية في وجهها، فأخبرت زوجها وابنها وبناتها، بأن هناك شبهة والوفاة غير طبيعية، إلا أنهم جميعًا، لم يقتنعوا بكلامها، نظرًا لما تتمتع به الحاجة صباح من علاقات طيبة مع الجميع بلا استثناء، واتفقوا على إتمام الغُسل بسرعة وأداء صلاة الجنازة عقب صلاة العشاء لكنهم بدأوا يشكون بعد أن اكتشفوا اختفاء مصوغاتها الذهبية عند توزيع الميراث وهي عبارة عن خاتم وسلسلة وحلق وغويشة، تم ابلاغ الشرطة على الفور وأخطرت النيابة العامة التي صرحت باستخراج الجثة لتشريحها لمعرفة سبب الوفاة وتبين من تقرير الصفة التشريحية وجود شبهة جنائية، وبمراجعة كاميرات المراقبة عقب تفريغها، كشفت دخول محصل الغاز إلى المنزل لمدة 25 دقيقة، وخرج مرة أخرى وبالقبض عليه اعترف بقتلها عن طريق كتم أنفاسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وسرق مشغولاتها الذهبية وبيعها. 

اقرأ  أيضا : «الفدية» وراء مقتل طالب شبرا الخيمة

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة