محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

مسرحية هزلية

محمد بركات

الثلاثاء، 23 يناير 2024 - 07:04 م

خلال الأيام القليلة الماضية رأينا وسمعنا الرئيس الأمريكى «بايدن» يخرج علينا بتصريح، يؤكد فيه دعمه لحل الدولتين، واقتناعه بأن إقامة الدولة الفلسطينية، هى الوسيلة السليمة والمتاحة لإنهاء الصراع فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتحقيق الاستقرار والسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفى كل مرة يقول ذلك، يخرج بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ليؤكد، أنه لا يوافق على ذلك ولن يسمح به على الإطلاق ما دام فى الحكم.

وحتى عندما أعلن «بايدن» أن نتنياهو أبلغه هاتفياً خلال حديثه معه منذ أيام، أنه يوافق على حل الدولتين، شريطة أن تكون الدولة الفلسطينية بمواصفات خاصة، بلا جيش أى منزوعة السلاح وأشياء أخرى،...، خرج نتيناهو ليعلن أنه أبلغ «بايدن» بعدم موافقته على حل الدولتين، ورفضه لإقامة الدولة الفلسطينية.

ليس هذا فقط، بل ذكر أنه ومنذ توليه الحكم فى إسرائيل عمل جاهداً على إفشال ورفض أى محاولة لحل الدولتين أو إقامة دولة فلسطينية مستقلة،..، ثم أضاف أنه لن يتنازل عن السيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل على قطاع غزة، وفرض السيطرة الكاملة على كل الأراضى غرب نهر الأردن،...، وهو ما يعنى استمرار فرض الاحتلال والسيطرة على غزة وغيرها.
وفى هذا السياق بات واضحاً أننا أمام مسرحية هزلية وصيغتها مُتفق عليها بين الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها المدللة إسرائيل، التى أعلن بايدن «أنها لو لم تكن موجودة فى المنطقة لصنعناها وأوجدناها».

وفى هذه المسرحية الهزلية، هناك اتفاق على أن يقوم «بايدن» بدور الساعى للسلام والمنادى بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، وبذلك يعزف على النغمة التى تلقى قبولاً لدى الدول والشعوب العربية ويتجنب استياءهم.

بينما يقوم المهرج الآخر «نتنياهو» بدور الرافض لإقامة الدولة لدى اليمين الإسرائيلى المتطرف المتحالف معه، وبذلك يبدو فى صورة الرجل القوى ويكسب المتطرفين الإسرائيليين لصفه، وتطول مدة بقائه فى الحكم.

وفى ظل هذه المسرحية الهزلية تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية، وتستمر المذابح ضد الشعب الفلسطينى، وتستمر جرائم القتل والدمار والخراب تحصد الأطفال والنساء والشيوخ، وتهدم وتبيد وتدمر كل صور الحياة فى غزة،...، ويستمر الدعم الأمريكى غير المحدد للجرائم الإسرائيلية وحرب الإبادة، ويستمر الرئيس الأمريكى فى ذات الوقت فى ادعائه الكاذب والمخادع، بأنه يسعى للسلام وحل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة