صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات| أبطالها «حيوانات».. وقائع مأساوية حقيقية تحولت لأعمال سينمائية

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 24 يناير 2024 - 08:39 م

عطا أبو رية

الكثير يسمع عن حوادث قاتلة يرتكبها الإنسان في حق الحيوان، وتلك الحوادث غالبا ما تكون طمعا في أشياء ثمينة موجودة لدى الحيوان، ويأخذها الإنسان ويتاجر فيها لأنها تباع بسعر غالِ جدا، مثل تجارة العاج المستخرج من أنياب الأفيال أو مسك الغزال أو الفرو من حيوان المنك والثعالب البرية وغيرها من مقتنيات الحيوانات الثمينة، وتكون سببًا في ثراء الكثيرين، ومصدرًا للعملة الصعبة أيضا.

وتختلف القصة في تلك الحكاية حيث إن الأمر مختلف ومرتكبها هو "حيوان" ففي المجزرة الأولى التهمت التمسايح 1000 جندي ياباني، والثانية هي هجوم أسدين ومحاولتهما الفتك يأكثر من 140 عاملا للسكك الحديد في أفريقيا.

اقرأ أيضا| حكايات| نشأ فيه نجيب محفوظ.. لماذا سمي «درب قرمز» بهذا الاسم؟

وفي عام 1945 وفي أثناء معركة تحرير جزيرة رامري، عندما حاول قرابة 1000 جندي ياباني الدخول إلى مستنقعات الجزيرة هربًا من القوات البريطانية التي كانت تطاردهم وقتها، ووجد الجنود اليابانيين أنفسهم فريسة للتمسايح المفترسة والتي تعيش في تلك المستنقعات.

وتلك الليلة كانت الأكثر رعبا في حياة طواقم قوارب القتال التي طاردت اليابانيين، لأن أصوات وصرخات الجنود اليايانيين وهم بين أنياب التمسايح كانت أعلى من أصوات المدافع ورشاشات الجنود البريطانيين، وأصوات التماسيح كانت كهمهمة من الجحيم لم يسمع لها مثيل على هذه الأرض - حسب وصف جنود بريطانيا.

وعندما حانت ساعة الفجر، جاءت النسور لتأكل ما تبقى من الوليمة ولم يبق من الـ 1000 جندي ياباني الذين دخلوا المستنقع إلا 20 فقط، هم من بقوا على قيد الحياة، وهذه كانت أبشع مجزرة عرفها التاريخ فى حق البشرية مسجلة باسم التماسيح طبقا لما ورد في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

تسافو

والحادثة الثانية هي "تسافو" وهي أيضا أغرب حادثة ارتكبها حيوان في حق الإنسان، لأنها كانت ليلة دامية بطلها أسدين، هاجموا مبيت لمئات العمال في مشروع سكة حديد أوغندا ليتم ربطها بكينيا، وهذه الواقعة حدثت عام ١٨٩٨، وتسببت في مقتل ١٤٠ عاملا أفريقيا وهنديا، وصنفت بأنها أبشع المجازر في التاريخ والى الآن لم تصل التحقيقات الى حل لغز هجوم الأسدين.

 وبسبب تلك الحادثة توقف المشروع لمدة 9 أشهر، خاصة أن العمل في المنطقة لم يشهد تواجد أسود، وبدأ "الكولونيل باترسون" قائد المشروع يتتبع أماكن اختفاء العمال والمهندسين، لأنه كان يظن أنها من الممكن أن تكون جرائم قتل من العمال مع بعضهم بهدف السرقة.

وعثر حينها عقب محاولات بحث على أشلاء متبقية لعامل عليها آثار أنياب الأسد، وعلى بعد مسافة قليلة من بقايا وأشلاء لعمال آخرون.

وعندما استيقظ "باترسون" على نبأ افتراس أسد لأحد ضباطه وهو "جيما دار اونجان سنج" وسحبه من خيمته في ساعات الليل، ووقتها حكى أحد شهود العيان كيف حشر الأسد رأسه داخل باب الخيمة وأمسك بفكيه القويتين الضابط وسحبه خارج المعسكر، وعندما تتبع باترسون أثر سحب الرجل بدأ يعثر على أشلائه المتبقية ثقوبًا بفعل أنياب الأسد، كما عثر بجانب ذلك على بقايا أشلاء أخرى، وكانت عيناه جاحظتين بشكل مرعب.

وقرر بعدها أن يحيط المعسكر بأسلاك شائكة لحمايتهم من هجوم الأسود‏، لكن رغم ذلك لم تنجح فكرة الأسلاك الشائكة في منع الأسود من الدخول لترتكب أكبر مجزرة وتقتل 140 عاملا، وقرر العاملون مغادرة المشروع، وبعد محاولات حثيثة استطاع "باترسون" أن يصنع للأسدين فخا وقتلهما ثم حولهما إلى سجادة، وباعها إلى متحف فيلد في شيكاجو مقابل 5 آلاف جنيه إسترليني كنوع من توثيق للحادث وهي من أهم معروضات المتحف‏.

وقدم باترسون في مذكراته التي نشرها عام 1907 بعنوان «أكلة البشر في تسافو» واحداً من أعظم فنون الوصف القصصي ولبشاعة القصة وغرابتها، كانت مصدر ثري عند صناع السينما.

وتستمر القصة حيث وقعت عام 1952 إذ انتجت السينما الأمريكية فيلم «شيطان بوانا» عن هذه القصة، وفي سنة 1985 وضع السينمائي وليام جولدمان سيناريو للقصة لتتحول لفيلم بعنوان «الشبح والظلام» عام 1996، لتتحول الواقعة لأعمال فنية ومؤلفات أدبية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة