المحكمة الدولية
المحكمة الدولية


قاضٍ مصري: أتوقع أمراً قضائياً مؤقتاً بأمر لإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة

فاطمة مبروك

الخميس، 25 يناير 2024 - 01:01 م

قبل ساعات من إصدار محكمة العدل الدولية قرارها القضائي في قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، غداً الجمعة 26 يناير 2024، عما ارتكبته من إبادة شعب فلسطين بقطاع غزة، وفي سبيل الوعي العام العربي، نعرض للدراسة الدقيقة والمهمة للمفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان، "التدابير المؤقتة في فكر محكمة العدل الدولية عن جرائم الإبادة الجماعية والسيناريوهات المطروحة في قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل". 

اقرأ أيضاً| قاضٍ مصري يفجر مفاجأة: خمسة من قضاة المحكمة الدولية ستنتهي ولايتهم في 6 فبراير

ونعرض الجزء الخامس من دراسة المفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري عن " قبل ساعات من حكم المحكمة الدولية قاضٍ مصري: أتوقع أمراً قضائياً مؤقتاً بأمر لإسرائيل بالإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية، والعدل الدولية تحتاج فقط غداً أن تصرفات إسرائيل يمكن وصفها بأنها "إبادة جماعية" بشكل مقبول ومعقول ونتنياهو يرهب أعلى محكمة بالعالم "لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا أي شخص آخر" والإبادة الجماعية فى فكر المحكمة العدل الدوليةوسوابقها القضائية فى صالح فلسطين

أولاً : أتوقع أمراً قضائياً مؤقتاً بأمر لإسرائيل بالإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية

يقول القاضى المصرى الدكتور محمد خفاجى أتوقع قبل ساعات من حكم محكمة العدل الدولية أن يتخذ الحكم العاجل أمراً قضائياً مؤقتاً باتخاذ تدابير مؤقتة وعاجلة فى شكل أمر لإسرائيل بالإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية , لأن الحكم على موضوع ادعاء جنوب أفريقيا بأن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية بموجب اتفاقية جنيف لعام 1948 سوف يستغرق سنوات عديدة لا يمكن معها تلافى اصلاح الضرر ومن ثم صار الوقف الفوري لإطلاق النار، أو وقف الأعمال العدائية، هو الإجراء المؤقت الرئيسي لوقف الإبادة الجماعية 

ثانياً : العدل الدولية تحتاج فقط في قرارها المزمع إصداره غداً أن تصرفات إسرائيل يمكن وصفها بأنها "إبادة جماعية" بشكل مقبول ومعقول ونتنياهو يرهب أعلى محكمة بالعالم "لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا أي شخص آخر"

ويذكر الدكتور محمد خفاجى قبل ساعات من قرار محكمة العدل الدولية  المزمع إصداره غدا الجمعة 26 يناير 2014 بشأن طلب جنوب أفريقيا باتخاذ تدابير مؤقتة لوضع حد للإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بفلسطين , لأن اتهام إسرائيل بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 فيما يتعلق بحربها المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 على قطاع غزة المحاصر بات حقيقة دولية مسموعة على مرأى من العالم .

ويضيف أن تصرفات إسرائيل تتصف بطابع إبادة جماعية لأنها تهدف إلى تدمير جزء كبير من المجموعة الوطنية والعنصرية والعرقية الفلسطينية , مما يتطلب اصدار  تدابير مؤقتة أو طارئة لحماية المدنيين ووقف المزيد من الأذى الشديد الذي لا يمكن تداركه أو إصلاحه للشعب الفلسطيني  والكف عن ارتكاب جميع الأفعال التي تعتبر إبادة جماعية بموجب اتفاقية عام 1948 , ويشمل ذلك فرض ظروف معيشية تهدف إلى إحداث "التدمير الجسدي" للفلسطينيين كمجموعة من خلال أعمال مثل التهجير القسري والحرمان من الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية وتدمير حياة الفلسطينيين في قطاع غزة.

ويؤكد الدكتور محمد خفاجى على حقيقة جوهرية مهمة أن محكمة العدل الدولية لا تحتاج في قرارها المزمع إصداره  إلى تحديد ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت بالفعل اتفاقية عام 1948 وارتكبت إبادة جماعية من عدمه , فمثل تلك المهمة تكون عند نظر موضوع القضية الذى يستغرق عدة سنوات بل إنها تحتاج فحسب إلى إثبات أن الأفعال الموصوفة يمكن أن تندرج ضمن أحكام الاتفاقية، أو على الأقل، يمكن وصفها بأنها "إبادة جماعية" بشكل مقبول ومعقول , فنحن أمام "ظروف قهرية" تتمثل فى أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، حتى المستشفيات المحاصرة بالقصف لم تعد قادرة على علاج المرضى والجرحى وعلى وشك مجاعة جماعية فى ظل تواصل إسرائيل منع المساعدات الإنسانية اللازمة للفلسطينيين في غزة مما يتطلب اتخاذ إجراء عاجل من محكمة العدل الدولية .  

ويشير أنه على الجانب الأخر فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو المتهم الرئيسى بالإبادة الجماعية  يرهب أعلى محكمة فى العالم أعلن بالفعل أنه "لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا أي شخص آخر" فى إشارة إلى تقليل الأهمية بقرار المحكمة المزمع إصداره  , وسوف ستقوم محكمة العدل الدولية بإخطار الأمن التابع للأمم المتحدةبقرارها 

ثالثاً : الإبادة الجماعية فى فكر المحكمة العدل الدوليةوسوابقها القضائية فى صالح فلسطين 

يقول الدكتور محمد خفاجى بعد إصدار الأمر الوقتى حتى أنه عند نظر موضوع القضية فيما بعد الذى يستغرق عدة سنوات فإن محكمة العدل الدولية تنظر فقط فى مدى توافر نية الإبادة الجماعية من عدمه دون أن تتعدى سواه , فلا تستطيع محكمة العدل الدولية النظر في مسائل أخرى مثل شرعية الغزو أو ما إذا كانت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت إذ تدخل الجريمتين الأخيريتين فى نطاق ولاية المحكمة الجنائية الدولية فهى التى تحاكم جريمة الإبادة الجماعية باعتبارها جريمة يرتكبها قادة أفراد بأسمائهم ، ولها أيضًا ولاية قضائية على جرائم أخرى لا تستطيع محكمة العدل الدولية النظر فيها، مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

ويذكر أن السوابق القضائية لدى محكمة العدل الدولية توصلت إلى نتائج بشأن مفهوم "المجموعة المحمية" في تعريف الإبادة الجماعية، وبشأن مسألة ما إذا كانت سياسة ما يسمى "التطهير العرقي" ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي أم لا. وبالنسبة قصد التدمير مجموعة كلها أو جزء منها , فلم تجد صعوبة في التوصل إلى أن أعمال القتل والتسبب في أذى جسدي وعقلي خطير قد ارتكبت في سريبرينيتشا في يوليوعام 1995 , وكان السؤال الحاسم هو ما إذا كانت هذه الأفعال قد ارتكبت بقصد تدمير جزء من المدينة وأن المجموعة المحمية المعنية هنا  سكان قطاع غزة تماما مثلما فعلت بشأن مسلمى البوسنة 

وبالنسبة للإبادة الجماعية فقد حكمت محكمة العدل الدولية على سبيل المثال فى قضيتين الحكم الأول في عام 2007 قضية البوسنة والهرسك ضد صربيا والجبل الأسود؛ والقضية الثانية في عام 2015 قضية كرواتيا ضد صربيا. وتشير السوابق القضائية للمحاكم الدولية إلى مشكلة الأدلة على نية الإبادة الجماعية حيث اتبعت محكمة العدل الدولية معيار إثبات مرتفع للغاية لتحديد وقوع الإبادة الجماعية أو التواطؤ في الإبادة الجماعية كوسيلة لتحرير البشرية من تلك الآفة.

فهل يصبح تطبيق الاتفاقية ضد إسرائيل من أجل شعب فلسطين مهمة شاقة المنال أم لا , تلك هى المشكلة , وهو ما سوف يتشكف خلال ساعات والرأى عندى ستدخل محكمة العدل الدولية التاريخ من أوسع أبوابه إذا عدلت ووقفت بجانب ما تبقى من سكان قطاع غزة  من أهل فلسطين بعد الإبادة التى أحدثتها إسرائيل لمن رحلوا من قطاع غزة نتيجة القصف المتعمد بنية الإبادة , ولمواجهة الضغوط  العالمية خاصة أمريكا التى سينالها شطر كبير من التواطؤ مع إسرائيل .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة