ممتاز القط
ممتاز القط


كلام يبقى

عيد الشرطة.. ذكريات لا تنسى

ممتاز القط

الخميس، 25 يناير 2024 - 04:12 م

 احتفلت مصر بعيد الشرطة والذى تتجدد فيه ذكريات البطولة التى أصبحت سطوراً مضيئة فى تاريخ مصر. يأتى الاحتفال مواكباً لذكرى أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ والتى سوف يتوقف التاريخ أمامها طويلاً بكل ما حققته من إخفاقات وما ولدته من تحديات كان أخطرها وأشدها إيلاما سرقة حكم مصر من قبل جماعة الإخوان الباغية.

‎ أحداث كانت علاجاً خاطئاً لتوصيف خاطئ وهى مقولة للرئيس السيسى ربما لم يتوقف البعض أمامها كثيراً، رغم كل ما تحمله من معانٍ وحقائق.. حقائق أعتقد أنه قد آن الأوان لكى نعرف كل تفاصيلها وأسرارها رغم كل ما فيها من ألم ومرارة.

‎ لا يستطيع أن ينكرها أحد ويتناسى أو يتغافل عن حالة الفوضى والخراب التى لانزال ندفع ثمنها حتى اليوم ولفترة تطول أو تقصر حسب رغبتنا وقدرتنا كمواطنين على تجاوز كل الصعاب والمعاناة والمشقة التى نعيشها وحتى نمحو آثار حقبة سوداء عاشتها مصر وشعبها.. وعندما أقول «سوداء» فهى نوع من تجميل ووصف الحقيقة المرة.

‎حقيقة مرة لو تجاوزناها أو قللنا من آثارها فإننا نرتكب جريمة كبرى فى حق الوطن.. جريمة يعتقد البعض أن الأيام كفيلة بنسيانها وتجاوزها على استحياء خوفا من نعرات غضب أو ضجيج حناجر مغرضة لاتزال تصف ما حدث بأنه كان ثورة.. ربما يكون عذر البعض أنهم لا يعرفون حقيقة الدمار والخراب الذى لحق بمصر واقتصادها وأمنها وحضارتها وثقافتها وحتى أخلاقياتها. هنا تبرز الحاجة إلى تحليل ما حدث منذ ٢٥ يناير وحتى ثورة ٣٠ يونيو وفداحة الثمن الذى دفعه كل المصريين من جراء حالة الفوضى والتخريب التى تزامنت مع تلك الأحداث.

‎هنا تبرز الحاجة إلى مراجعة فاتورة ٢٥ يناير والتى يجمع كل خبراء الاقتصاد أنها كلفت مصر وشعبها ما يزيد على ٦٥٠ مليار دولار سواء كخسائر مباشرة أو ما تم ضخه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وهى الخسائر التى لانزال نتحمل تبعاتها حتى اليوم ولسنوات طويلة قادمة. قناعتى أن ما حدث خلال تلك الحقبة يتجاوز بكثير حجم خسائر هزيمة ٦٧ ولأن آلاف السطور لا تتسع للتوقف أمام مفردات الخسائر الاقتصادية فيمكن إيجازها فى التوقف الكامل لحركة الإنتاج وانهيار الناتج الإجمالى وتوقف حركة التجارة وحركة الملاحة وانهيار البورصة وتوقف حركة السياحة والطيران ونفاد الاحتياطى النقدى وانخفاض معدلات النمو وارتفاع عجز الموازنة وزيادة معدلات البطالة وارتفاع فاتورة التجاوب مع المطالب الفئوية.

رافق ذلك بالطبع محاولات بعض الدول التطاول على مصر لمجرد إدراكها بأن ما تعانيه مصر سوف يشغلها عن المواجهة أو الرد.. ثم كانت محاولات القطيعة مع مصر وعزلها كقوة إقليمية قادرة على حفظ الأمن العربى.

نعم لا بد أن نستعيد تلك الحقائق التى أعقبت ما سمى زيفا وبهتانا بثورة ٢٥ يناير والتى يحاول البعض للأسف الشديد استعادة أحداثها فى محاولة لن تكون الأخيرة لإسقاط مصر وعرقلة مسيرتها للبناء. نخطئ كثيراً لو أغفلت حساباتنا أن خروج مصر من أتون.. ومستنقع ما سمى بثورات الربيع العربى يعنى نهاية الطريق فى مواجهة قوى الشر التى ستظل تحاول أن تعيد الزمن للوراء.

‎مصر اليوم ليست مصر ٢٥ يناير تماماً مثل الفارق بين هزيمة ٦٧ وانتصارات أكتوبر ٧٣. فى الذكرى تطوف حولنا أرواح ذكية لشهداء مصر الذين قدموا أرواحهم فداءً لبلادهم وكانوا سداً منيعاً أمام جحافل الشر.

فى الذكرى نقف جميعاً صفاً واحداً مع الرجل الذى حول الهزيمة إلى انتصار وهو يخوض مع شعبه أكبر ملحمة غير مسبوقة للبناء والتنمية بعد أن قاد أروع الثورات مع شعبه فى الثلاثين من يونية. فى الذكرى ندعو الله تعالى أن يحفظ مصر من أى سوء وهى تواجه عشرات التحديات التى فرضتها صراعات إقليمية ودولية كثيرة. فى الذكرى نستكمل البناء وتحقيق الحلم الذى راودنا والذى تتجسد من خلاله معالم الجمهورية الجديدة التى شملت إعادة بناء كل شيء.

إعادة بناء تكلف عشرات المليارات وتحول إلى أصول بمئات المليارات. فى الذكرى ترتفع هامات مصر لعنان السماء بعد أن أصبح لها درع وسيف يحمى أمنها القومى ويصون كرامتها ويحافظ على سيادتها. درع وسيف يظل دوما سنداً وداعماً لكل أمتها العربية. فى الذكرى تتحول المحنة إلى منحة تفخر بها الأجيال وتتباهى. مصر اليوم ليست هى مصر الأمس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة