خيري الكمار
خيري الكمار


يوميات الاخبار

دعوا صلاح فى حاله

خيري الكمار

الإثنين، 29 يناير 2024 - 07:22 م

المنتقدون اتبعوا مع صلاح نفس الفكر الذى اُتبع من قبل مع جحا فى الأسطورة الخالدة التى تحدثت عنه

فيديو قصير لاتتجاوز مدته الثوانى المعدودة على أصابع اليد الواحدة انتشر على وسائل التواصل الاجتماعى يظهر فيه كابتن منتخبنا الوطنى لكرة القدم الأسطورة محمد صلاح وأحد مشجعيه ينادى عليه عقب نهاية مباراة المنتخب الوطنى ومنتخب الرأس الأخضر فى نهاية دورى المجموعات ببطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة بكوت ديفوار: يا صلاح .. فيرد عليه «مو» سيب صلاح فى حاله .


فيديو يلخص الحالة التى أوصلنا إليها واحد من أهم أساطير كرة القدم المصرية والعالمية من يأس وإحباط بسبب انتقادات وحملات هجوم ممنهجة ضده متناسين أن عدد أفراد الفريق 11 لاعباً وهو فرد وحيد ضمن فريق متكامل.


بدلاً من تحفيزه هو وزملاؤه على تحسين الأداء ونحن قبلنا هديتهم عن طيب خاطر صدرنا إلى لاعبينا نسبة محترمة من الطاقة السلبية وهم يرون معشوق الجماهير المصرية والعربية يواجه حملات انتقادات شديدة دون أى ذنب اقترفه سوى أن الخالق منحه موهبة نجح فى تنميتها والشغل عليها وعلى نفسه حتى أصبح أحد أهم أساطير الكرة فى العالم.


منتخب كوت ديفوار مستضيف البطولة يقدم أداءً هو الأسوأ بين جميع النسخ التى شارك بها ورغم ذلك لم تتخلِ جماهيره عنه فهى الداعم الأول والأخير له حتى النفس الأخير.
أصبحنا خميرة عكننة ندعم مواهبنا على طريقة كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح فطول ما صلاح وغيره من المواهب بيلعب ويؤدى والفريق يحقق انتصاراتٍ يصبح الفتى المدلل وعندما يحالفنا سوء حظ أو عدم توفيق من أحد خطوط الفريق نجعل منه شماعة نعلق عليها أخطاء الجميع .
بعد المباريات الأولى نصب البعض نفسه خبيراً كروياً وطالب بجلوس صلاح وزميليه نجم وسط الملعب محمد الننى وحارس المرمى محمد الشناوى على دكة البدلاء مبررين ذلك بأنه ليس عيباً .
المنتقدون اتبعوا مع صلاح نفس الفكر الذى اُتبع من قبل مع جحا فى الأسطورة الخالدة التى تحدثت عنه عندما ركب حماره وابنه يسير بجواره فانتقدوه كونه يركب وابنه يمشى على قدميه فصعد هو وابنه على ظهر الحمار فتعرض لانتقادات لقسوة مشاعره وعدم الرحمة مشفقين على الحمار الذى يتحمله وابنه فوق ظهره فقرر أن يسيرا هما الاثنان بجوار الحمار حتى يرحم نفسه من كلام الناس وهو ما حدث مع «صلاح» فعند مشاركته لم يسلم من النقد وعندما جلس على الدكة لم يرحموه وحين استدعاه ناديه لعلاجه كانت التهمة سابقة التجهيز وهى الخيانة وعدم الانتماء .
لماذا يحاول المغرضون تحويل الدعم الى هدم ولماذا يسعون إلى اغتيال مواهبنا بالنقد الجارح ؟ أسئلة كثيرة حاولت أن أبحث لها عن إجابات وأنا أتابع ما يحدث لصلاح.
بوصلة الاختيار
سألنى زميل صحفى نجمات مثل: يسرا وليلى علوى وهالة صدقى هل برأيك قادرات على المنافسة فى شباك تذاكر السينما ؟ قلت بحماس شديد طبعا قادرات وأى نجم قادر على المنافسة بشرط وحيد هو قدرته على الإمساك ببوصلة اختيار أدواره عليه أن يوجهها تجاه الجمهور ويضعه أمام أعينه وهو يختار أعماله وأدواره وقتها لن يخذله جمهوره وسيلتف حول العمل ويمنحه صدارة الشباك، بينما إذا فقد النجم بوصلته سيفقد معها الكثير وفى مقدمتهم الجمهور .
زعيم الفن العربى عادل إمام ظل متصدراً شباك التذاكر لسنوات طويلة لأنه امتلك موهبة أخرى الى جانب موهبته التمثيلية وهى الاختيار نجح الزعيم فى التواؤم مع بوصلة الجمهور وما ينتظره مع كل عمل جديد من نجمه المفضل لذلك ظل عادل إمام وظلت أعماله خالدة .
فى كل مرحلة من مسيرته الفنية كان زعيم الفن العربى يدرك تماماً تغير ذوق المتلقى لذلك كان حريصاً على التلون والتنوع فى شخصياته وأدواره بما يتماشى مع الجمهور ورغم تصنيف النقاد على أن المرحلة التى تعاون فيها مع الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد والتى أثمرت عن كلاسيكيات سينمائية مهمة مثل: (اللعب مع الكبار و طيور الظلام والمنسى والنوم فى العسل) وغيرها.. إلا أنه فى مراحل أخرى كان يخوض تجارب مختلفة ومميزة غير فيها تماماً من جلده الفنى فى أعمال مثل: «الحريف» و»الإنس والجن» وغيرهما من الأعمال التى حفرت اسم عادل إمام كنجم ذهبى ومنحته زعامة الفن العربى .
مشهد عبثى
ازداد الشغف بالتركيز على المتنبئين والمدعين بمعرفة المستقبل وهذا الأمر فى إطار البحث عن المشاهدات فى إطار هوس التريند الذى اتلف الكوكب فى كل المجالات وللأسف الشديد تناسوا استغلال العام الجديد لوضع نقاطٍ مضيئة امام المشاهد تدفعه للعمل والإنتاج وتسهم فى زيادة الطاقة الإيجابية تحولت إلى التوجيه إلى الخرافات.
مهرجان سينما الأطفال
اختفى مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال فى ظروفٍ غامضة رغم أنه كان المُتنفس السينمائى الوحيد لأطفالنا توقف المهرجان وتوقفت معه أحلام الصغار على الشاشة الكبيرة .
يعود الفضل للمهرجان الذى وُلد خلال فترة التسعينيات من القرن الماضى على يد الكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة فى تشكيل وعى ووجدان الطفل المصرى سينمائياً فكان المهرجان بمثابة فرصة لمشاهدة الأفلام ولقاء النجوم المُفضلين وتعلم الرسم وفنون السينما المختلفة .
كانت مسارح دار الأوبرا المصرية ومركز الهناجر للفنون تضج بالأنشطة والفعاليات المختلفة .. خلية نحل من المواهب تتحرك فى سيمفونية متناغمة من الإبداع تحت شعار واحد هو «بالسينما نبنى مستقبلنا» .
تتبارى المؤسسات الأهلية حالياً على إطلاق مهرجانات سينمائية للكبار لا أجد واحدة منها تفكر فى إعادة مهرجان سينما الأطفال الى النور من جديد رغم أهميته التى تفوق مهرجانات الكبار لأنها تساهم فى بناء وعى أجيال ومستقبل أبنائنا .
أدرك تماما أن إطلاق مهرجان سينمائى للطفل ليس بالمهمة السهلة فى ظل ظروف إنتاج سينمائى تغلب عليه التجارية الشديدة لكن وجود مثل هذا المهرجان سيفتح الأبواب مرة أخرى أمام إنتاج أفلام موجهة خصيصاً للطفل وليس مجرد أفلام يطل فيها الطفل على هامش الأحداث ونتحايل على الأمر ونقول إنه فيلم للأطفال .


عندما أنتجت هوليوود تحفتها السينمائية الخالدة «وحدى فى المنزل» من بطولة ماكولاى كيلكن كانت تدرك تماماً أن الفيلم سيكون علامة من علامات سينما الطفل فى العالم .
كتب الفيلم شهادة ميلاد بطله وحاول المنتجون استغلال النجاح الأسطورى الذى حققه العمل فى شباك التذاكر العالمية ، حيث حقق إيراداتٍ قاربت من نصف المليار دولار وتقديم بطله فى أعمالٍ عديدة لم تحقق نفس نجاح «وحدى فى المنزل» كما ظهر وشارك المغنى الراحل مايكل جاكسون الذى كانت تربطه به صداقة قوية بطولة فيديو كليب لواحدةٍ من أشهر أغنياته بعنوان «بلاك أند وايت» .
باءت محاولات صناعة نجم خالد من ماكولاى بسبب لهاثه وراء نزواته وإدمان المخدرات فاختفى سريعاً، لذلك عاش الفيلم ودخل بطله السجن عام 2004 بتهمة حيازة المخدرات .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة