الثلاثاء، 30 يناير 2024 - 05:15 م

استضافت القاعة الدولية "ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، ضمن المحور الثقافي المصري النرويجي، احتفاءًا بـ "يون يوسه" الكاتب والأديب النرويجي الكبير والحاصل على جائزة نوبل للأداب 2023 ، وجلسة بعنوان "كتابات يون فوسه بين الباطنية الروحانية والصوفية، وذلك بحضور سعد القرش والكاتبة منصورة عز الدين ، وأدارت النقاش شيرين عبد الوهاب. 

وتأتي الندوة في إطار الاحتفال بالكتاب والأدباء النرويجيين ، حيث بدأت الجلسة بتقديم تعريف للكاتب النرويجي "يون يوسه" باعتباره أحد أهم كتاب النرويج في العصر الحديث، والذي استطاع أن يحصل على جائزة نوبل في الأدب وهي أكبر الجوائز العالمية في الأدب على مستوى العالم، وهي محط أنظار جميع الكتاب في جميع أنحاء العالم. 

وفي البداية قدمت "مارجيت والسو" عن السيرة الذاتية لـ " يون يوسه" والتي أوضحت أن اسم "يوسه" قد ارتبط بالمياه نظرًا لقربة وعيشه بين الشلالات، كما أنه يكتب بأحد اللغات النرويجية الأصلية، وارتبط اسم "فوسه" بالمياه فقد نشا في مكان محاط بالشلالات، وجاءت روايته الأولى  بعنوان أحمر أسود وعمره 23 عاما، وكتب العديد من الروايات والشعر والكتابة للأطفال واشتهر في النرويج بشكل كبير في الكتابة المسرحية، كما أنه أيضًا أجاد العزف على الجيتار وكان له اهتماما بالموسيقى وتوقف عن العزف حينما انغمس في الكتابة" 

وأضافت والسو :" أنه على الرغم من أنه قد ترك العزف على الجيتار إلا أننا نجد اللغة الموسيقية موجوده في أعماله الشعرية أو الروائية، ذلك بسبب حبه وولعه بالموسيقى، كما أنه كتب الأعمال المسرحية، ولعل مسرحيته "شخص ما سيأتي " لاقت  نجاحا في فرنسا ، وعرضت مسرحيته أكثر من ألف مرة في جميع أنحاء العالم ، وبدأ بالكتابة عن لحظات الصمت ولحظات السكون واستطاع التعبير عن تلك اللحظات ببراعة شديد في أعماله المسرحية، وبعد عقد من العمل ككاتب مسرحي، عادة مرة أخرى للكتابة الأدبية  ونشر الثلاثية وهي ثلاث روايات معا ، وايضًا كتب عن علم التنقيب، كما أنه ادخل الشعر إلى المسرح وايضًا أدخل الدراما في الشعر . 

وفي لفتة جديدة تم عرض رسالة بالفيديو لصاحب نوبل "يون فوسه" وهي رسالة مخصصة لجمهور معرض الكتاب وعرف فيها الكاتب عن نفسه ورحب بتواجده بمعرض الكتاب وقال :" مرحبا، أنا يون قوسيه، روائي وكاتب مسرحي وشاعر نرويجي. احترفت الكتابة منذ أكثر من أربعين عاماً. وألفت ما مجموعه سبعين كتاباً، حتى الآن

اقرأ أيضاً| تامر عبد المنعم يوقع كتابه الجديد «جمعة سبت حد» بمعرض الكتاب

وتابع "يوسه" وقد عرضت أعمالي المسرحية، آلاف المرات، في مختلف مسارح العالم في شعري، وعلى الأقل في العشرين سنة الماضية، وتأثرت بالمتصوف المسيحي مايستر إيكهارد. ولقد فهمت أنكم ستنظرون في شعري وكيف يمكن قراءته في ضوء الصوفية أعتقد انه موضوع مثير للاهتمام، إذا جاز لي القول. فلم تسمح لي الظروف بالحضور شخصياً لكنني أمل أن تكون أيامكم مثمرة ومثيرة للاهتمام، وأتمنى لكم التوفيق"

وأعقب الكلمة حوار حول الصوفية في أ عمال "يوسه" والتي حاورت فيها شرين عبد الوهاب والتي  تحدث عن يومان في حياة وأعمال فوسيه: قائلة:" فالكتابة لفوسيه هي بمثابة رحلة إلى المجهول وكل ما يلزمك فهو يكتب ليبحث عن ذاته ويدخل في عالم المجهول ، وهو ما أدي إلى حصوله على جائزة نوبل ، وهو أول كاتب معاصر يحصل على هذه الجائزة التي تعتبر الوجودية وكيف نعيش مع من هم بالقرب مننا . 

وتابعت "عبد الوهاب" :"من أكبر الفروق بين العلاقة بين الدين فإن النرويج لها في المسيحية، ولكن في مصر يمس الدين الحياة اليومية للأشخاص ومن هذا المنظور سنتطرق إلى أعمال يون فوسه والذي تطرق لهذا الموضوع في الكثير من أعماله الأدبية والمسرحية، وكما قالت فهو دخل إلى الكاثوليكية فإن الجانب الفلسفي والروحاني والديني يغلب على اعمال فوسيه، ونحن هنا في مصر نود أن نستكشف أعمال يون فوسه بين الصوفية وبين الروحانية الباطنية". 
وأكدت الكاتبة منصورة عز الدين على الصوفية عند "فوسه" هي التصالح مع العالم، وليست من لديهم ضغائن لأي شيء وأن الموت لديه هو التسامي في كل شيء ، والذي نجده في فطرة الإنسان قبل أن ينغمس في الأديان، فهذا الانتقال من الروح إلى الجسد، كما تطرق لها "روسه" وهو أن الروح تنتقل من جسد إلى جسد أخر ،  وأيضًا العلاقة بين الحياة والموت، فنجد "يوسه" يزيح كل هذه الحوادث ونرى عالم الأموات والأحياء وكأنهم يسيرون جميعًا في برزخ ما ، وكأن كل الأشياء موجودة في هذا العالم ولكن ينقصه البصيرة فقط.

أما الكاتب سعد القرش قال :" في البداية لدي مقدمه قصيرة أحب أن أقولها قبل الحديث عن الصوفية في عالم أدب "يون يوسه" وقد كنت أود أن ألتقي "يوسه لكي أسأله عن من هم أبائه وأتصور أنه بلا أباء أو أن  له أبائه لا حصر لهم، وأنني كلما قرات أعماله وأكشفت هذا العالم المذهل فيها أريد أن أسأله كيف توصل أو ابتكر هذه الصيغة التي أجدها مدهشة"