الثلاثاء، 30 يناير 2024 - 06:40 م

نرمين الشال 

بالرغم من أن تاريخ إنشائه يرجع إلى القرن التاسع عشر إلا أن محلج أقطان سخا الذي أسسه محمد سعيد باشا عام 1851م في منطقة سخا بمحافظة كفر الشيخ ليكون أول محلج ألي في مصر والشرق الأوسط مازال يعمل بكامل طاقته ومازالت عنابر المحلج وماكيناته تنبض بالحياة، شاهدة على عظمة الصناعة المصرية وعراقتها، خاصة صناعة الأقطان التي تسعى الدولة حاليا لتطويرها واستعادة السمعة العالمية للقطن المصري مرة أخرى.

اقرأ أيضاً| متابعة سحب مياه الأمطار وكفاءة مرفقي مياه الشرب والصرف الصحي بكفر الشيخ‎

يقول الدكتور ياسر سليمان، أستاذ تربية النبات بقسم بحوث القطن والمشرف العام على المحلج، أن محلج دومين سخا مقام على مساحة ثمان أفدنة وهو تابع لوزارة الزراعة  والوحيد في مصر المختص بفصل البذرة عن ثمرة القطن حيث يمد المحلج جميع محافظات الجمهورية ببذور القطن لإنتاج أكثر من 10 أصناف من بذرة القطن والمعروفة عالميا من حيث الجودة والطول والمتانة مثل الأصناف التقليدية جيزة 86 و87 وكذلك أصناف القطن الجديدة والتي تم اعتمادها مؤخرا مثل الجيزة 94، 92، وجيزة 97. 

وأضاف سليمان، أنه حتى الآن لم يتم تغيير أي من الماكينات المستخدمة منذ إنشاء المحلج  وعددها 40 ماكينة مقسمة إلى صفين وتحمل الماكينات تواريخ مختلفة في سنوات الصنع ما بين أعوام 1902 و1913، تعمل هذه الماكينات بكفاءة وبكامل طاقتها، إلا أنها تخضع لصيانة دورية سنويا قبل بدء موسم العمل حيث يتم استقبال محصول القطن من الحقول التابعة لوزارة الزراعة  سواء داخل محافظة كفر الشيخ أو غيرها من المحافظات القريبة.

وأوضح مدير المحلج، أن المحلج يتكون من عدة أقسام هي ( عنبر الحلج – غرفة الديزل وبها ثاني أقدم ماكينة ديزل في العالم والتي كانت تستخدم قديما في توليد الكهرباء للمحلج وتحمل تاريخ 1912 ومازال محفوظ بالغرفة جميع مشتملات الماكينة من مفكات التركيب الخاصة بالماكينة، فضلا عن غرفة المكبس- عنبر البذرة- عنابر التخزين) وأن المحلج  تم تسجيله في وزارة الآثار عام 2005،  ونظرا لقيمته التاريخية فهو يحظى بشهرة عالمية وتأتي العديد من الوفود الأجنبية لزيارته وتفقد أقسامه المختلفة. 

وأوضح  المهندس عادل فتحي، مدير إدارة المحلج أن المحلج  يقوم باستقبال أصناف القطن المختلفة  فيتم وزنها وتفنيدها على الأرصفة، ثم تشوينها في المخازن، ومن ثم توزيعها على الدواليب الخاصة بكل صنف وتتم  هذه المراحل تحت إشراف دقيق من لجان متخصصة منعا لاختلاط البذور،  ثم يدخل القطن مرحلة الحلج في العنابر، فيتم فصل البذور عن القطن بواسطة 40 ماكينة حلج ، ثم يتم  تشوين القطن الشعر، وتجميع الأصناف المختلفة من البذور ليعاد توزيعها على الجمعيات الزراعية، لافتا أن وزارة الزراعة  تتعاون مع وزارة الآثار للحفاظ على هذا الأثر الفريد  سواء بالحرص على سلامة المباني أو بالإبقاء على الآلات والمعدات  التي مازالت موجودة بداخله  رغم مرور أكثر من 150 عام على إنشائه.