محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

أستاذ الجامعة وضناه

الأخبار

الثلاثاء، 06 فبراير 2024 - 07:54 م

الدكتور ناصر وهدان أستاذ متفرغ  للغة العربية بجامعة العريش، اعرفه منذ سنوات طوال باعتباره دفعة عدد من زملائى الصحفيين   فى كلية دار العلوم، الرجل أصبح مأساة تمشى على الأرض بسبب نجله الشاب خريج الشريعة والقانون، السند الذى كان ينتظره د. وهدان وهو فى هذه المرحلة من عمره وداء السرطان الذى أصابه ، لكن تبدل الحال وصار المطلوب منه ان يكون سنداً لضناه الذى أصابه مرض نفسى جعله فى حالة هروب دائم من المنزل، هائم على وجهه إلى أى مكان تقوده إليه قدماه، وفى كل حالة هروب تبدأ رحلة عذاب الأب بداية من أقسام الشرطة مروراً بإعداد ملصقات بصورة نجله وبيانات باسمه وعنوانه يقوم بوضعها على أسوار محطات المترو وعلى كل جماد ممكن ان يوضع عليه الملصق، وتتوالى عليه الاتصالات من أناس لا يعرفون الرحمة او يتعرض للتثبيت والسرقة  وهو سائر فى رحلة تمتد ليلاً ونهاراً بحثاً عن الضنى. 

كلما هاتفنى الرجل او زارنى لا أملك مع قلة حيلتى وضعف قوتى إلا أن أحاول أن أهوّن عليه من بلواه وتخرج الكلمات متلعثمة تحثه على الصبر والتحمل وهو الذى لا تكاد تسنده قدماه.

آخر مشوار له كان فى مركز العلاج النفسى التابع لجامعة عين شمس، البداية طلبوا ٦ آلاف جنيه، دبرها من حيث يعلم الله وعندما توجه للدفع أصبح المبلغ ٢٨ ألفاً.

د. ناصر وهدان المأساة التى تمشى على الأرض يتمنى من د. ضياء زين العابدين  رئيس جامعة عين شمس أن يقرأ هذه الرسالة وأن يستجيب لطلبه لعلاج نجله.

وأنا لا أملك إلا أن ادعو له بأن يرحمه من فى الأرض حتى يرحمهم من فى السماء.

الوسطاء.. لن يمتنعوا

 هى مهنة من لا مهنة له إلا فى بعض المجالات التى يحتاج المرء فيها لذى خبرة ينير له دربه الذى قرر السير فيه، ذلك مثلاً إذا اعتبرنا المحاماة هى مهنة وسيطة بين صاحب الحق المدعى والمدعى عليه سالباً هذا الحق. عدا المحاماة ومهن أخرى تصبح هذه المهنة أشبه بالنباتات الطفيلية أو الطيور أو حتى الحيوانات التى تعيش على ما ينتجه الآخرون من بنى جنسها، ومؤكد أن لهذه الكائنات فوائدها التى تحفظ لنا التوازن البيئى.

ولكن ماذا عن هذه المهن الطفيلية فى حياة الانسان وامتداد هذا التأثير إلى المجتمع بكامله معنوياً ومادياً متمثلاً فى الإضرار بمصالح الفرد ومحصلتها ضرراً بالمصالح الاقتصادية للدولة فى النهاية بدءاً من تاكسى الأجرة ومروراً بالميكروباص و التوك توك هناك المعلم الذى يمتلك عدداً منها ويؤجره لمن يشاء باليوم أو بالساعات مقابل مبلغ محدد يفرضه وعلى المستأجر أن يدخل فى متاهات الشجار مع زبائنه حتى يحظى بما هو مطلوب منه لصاحب المركبة وأيضا مصروفاتها وأخيراً أجراً يكفى مصروف بيته وطبعاً نفقاته الشخصية.

ومن المركبات إلى الأرض الزراعية تبدأ مع التاجر الكبير الذى يفرض السعر الذى يريده على المزارع لينتقل الإنتاج من يد إلى أخرى وربما ثالثة ورابعة حتى تصل للمستهلك العادى الذى يجد نفسه يدفع ربما عشرة أضعاف قيمة المنتج الذى طرحته الأرض المباركة بما ذلك نسبة الهالك من الإنتاج.
والحديث عن الوسطاء يقودنا إلى السؤال عن قانون السمسرة الذى صدر العام الماضى.. هل يتم تفعيله ؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة