عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

تحذير أمريكانى !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 08 فبراير 2024 - 06:34 م

اعتدنا أن نطلق على التظاهر بالتقاط صور بأنه تصوير أمريكاني.. أى غير حقيقى وزائف.. وهذا تماما ما يصلح لأن نصف به تحذير وزير الخارجية الأمريكى بلينكن الذى قال إنه وجهه إلى نتانياهو وحكومته حتى لا يقوموا بأفعال كما قال تؤجج التوتر ويقصد بها اقتحام القوات البرية الإسرائيلية مدينة رفح التى يحتشد فيها لاجئون من كل أنحاء قطاع غزة!..

فمن تابع بقية تصريحات بلينكن سوف يكتشف أنه لم يطلب من نتانياهو وحكومته عدم القيام بتلك العملية فى رفح التى تعد آخر ملاذ لأهل غزة، وإنما اكتفى فقط بمطالبتهم بأن يراعوا المدنيين وهم يقومون بهذه العملية، ولا ندرى كيف والقوات الإسرائيلية ستقتحم مدينة مكتظة بالمدنيين!.. ولعل هذا يفسر إعلان نتانياهو أن القرار السياسى باقتحام رفح صدر للعسكريين وأن الحرب سوف تستمر حتى نهايتها التى يحتاج بلوغها عدة أشهر قادمة! 

إن اقتحام رفح هو عمل يؤجج التوتر فعلا لأنه يمثل ضغطا كبيرا على أهل غزة الذين لاذوا بالمدينة من كل أنحاء القطاع وهو ما حذرت منه مصر وقالت إنه سيكون له تداعياته الخطيرة، ومع ذلك لم يطلب بلينكن من نتانياهو وحكومته عدم القيام به واكتفى فقط بمطالبتهم بأن يراعوا المدنيين عندما يقومون به.. معنى ذلك أن أمريكا لا تصدقنا القول عندما قالت لنا إنها ترفض التهجير القسرى لأهل غزة، لأنها تشاهد إسرائيل تقوم بذلك ولا تأمر إسرائيل بالتوقف عنه! 

وليس مقبولا أن يقول لنا أحد أن أمريكا لا تقدر على توجيه أوامر لإسرائيل وهى توفر لها السلاح الذى تستخدمه فى حربها، والمال الذى تمول به هذه الحرب، فضلا عن الحماية السياسية على الساحة الدولية..

وهذا ليس له إلا معنى واحد لا يوجد غيره وهو أن ما تقوله لنا أمريكا غير حقيقى وزائف أو فالصو، ابتداء من حماية أهل غزة وتوفير المساعدات لهم ورفض إعادة احتلال غزة إسرائيليا مجددا إلى قناعتها بحل الدولتين والقبول بدولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة بدون أى اقتطاع من أراضيها. 

إن أمريكا تدعم إسرائيل بالسلاح والمال وتوفر لها الحماية السياسية الدولية ولا تقدم لنا نحن العرب وقبلنا الفلسطينيون سوى الكلام فقط.. ولا تترجم هذا الكلام إلى أفعال.. وحماسها للتوصل إلى هدنة جديدة سببه الرغبة فى إخلاء سبيل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وبقية المنظمات المسلحة فى غزة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة