كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

بايدن وأكاذيب المساعدات الإنسانية!

كرم جبر

السبت، 10 فبراير 2024 - 06:31 م

تصريحات الرئيس الأمريكي جون بايدن التي قال فيها إنه أقنع الرئيس عبد الفتاح السيسي بإدخال المساعدات إلى غزة.. تثير الدهشة والاستغراب.

بايدن نفسه قال يوم 19 أكتوبر وهو على متن الطائرة أثناء عودته من إسرائيل، أن الرئيس السيسي بذل جهدًا للموافقة على إدخال المساعدات، وكان ذلك بعد الغزو الإسرائيلى بعشرة أيام.

وكرر ذلك يوم 26 أكتوبر بأن مصر تبذل جهودًا خارقة على مدار الأسابيع الماضية لإدخال المساعدات، وأكده يوم 30 أكتوبر بالإشادة بدور مصر الرائد فى إدخال المساعدات.
فلماذا عاد أول أمس بتصريحات متناقضة؟ بايدن عكس ما قاله بايدن، ليستكمل سلسلة تصريحاته المتضاربة، التى تتغير من لحظة لأخرى.

ففى الوقت الذى ينادى فيه بحماية المدنيين، يفتح خزائن الأسلحة الأمريكية الحديثة، لتزويد إسرائيل بما لم يستخدمه الجيش الأمريكي نفسه، وكأن السلاح الفتاك سيختار قادة حماس فقط، دون غيرهم من المدنيين والنساء والأطفال.

بايدن لا يعترف بحرب الإبادة، ويرفض وقف إطلاق النار، وكل ما يهمه هو التهدئة المؤقتة لتبادل الرهائن، وبعد ذلك تواصل آلة الحرب المجنونة جرائمها برعاية أمريكية.

ويصل التناقض ذروته فى زعمه بعدم الرغبة فى توسيع نطاق الحرب فى المنطقة، بينما يشن غارات على الحوثيين الذين ترعاهم أمريكا من عدة سنوات، واستثمرت الفرصة لتشكيل تحالف "حارس الأزهار" لإحكام السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر.

ويتسع نطاق الحرب بالضربات الأمريكية ضد مواقع تزعم أمريكا أنها لميليشيات إيرانية في سوريا والعراق والجنوب اللبناني، ورغم ذلك تخشى أمريكا توجيه ضربات مباشرة ضد إيران فى الأراضى الإيرانية.

وفى ظل هذا التخبط يظل الموقف المصري واضحًا وثابتًا منذ اللحظات الأولى لطوفان الأقصى، ويتجسد في الرفض الصارم للتهجير، الذى سعت إليه إسرائيل والدول الأوروبية وأمريكا.

وأعادت مصر إحياء حل الدولتين والتسوية السياسية الشاملة، ورسخت هذا الخطاب السياسى في المجتمع الدولي، فصار يلقى ترحيبًا وقبولا، وفي انتظار آليات التنفيذ.

وما عدا ذلك فكل الأطراف حساباتها خاطئة، فلم تحسب حماس رد الفعل الإسرائيلى بعد طوفان الأقصى، ولم تحسب إسرائيل قوة حماس وهدمت غزة تمامًا، ولم تحسب أمريكا مخاطر الضربات المتكررة التى تهدد بتوسيع نطاق الحرب.

وبدأت الروح الشريرة تدب من جديد فى الجماعات الإرهابية بعد أن تم كسر شوكتها، بسبب المواقف الأمريكية الإسرائيلية، والاعتداءات المتكررة على الدول العربية التى تخلصت من الإرهاب.

وإذا اتسعت الحروب فسوف تدخل المنطقة كلها نفقًا مظلمًا وأولها إسرائيل المحاصرة بمشاعر الكراهية والغضب، بسبب إصرارها على الاستمرار فى حرب الإبادة، دون أدنى بارقة أمل فى وقف الحرب المجنونة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة