خالد محمود
خالد محمود


خالد محمود يكتب .. صيحة فلسطينية بـ«برلين» ضد التهجير القسرى: «لا أرض أخرى»

أخبار النجوم

الثلاثاء، 13 فبراير 2024 - 12:57 م

تتواجد‭ ‬السينما‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬والسبعين‭ ‬لمهرجان‭ ‬برلين‭ ‬السينمائي‭ ‬الدولي‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الجديدة‭ ‬مختلف‭ ‬أقسام‭ ‬المهرجان،‭ ‬والتي‭ ‬يطرح‭ ‬صناعها‭ ‬هموم‭ ‬أوطانهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية،‭ ‬وتنقل‭ ‬صراعات‭ ‬وأزمات‭ ‬وتحديات‭ ‬ومتغيرات‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬برؤى‭ ‬فنية‭ ‬معاصرة‭ ‬وتجاوز‭ ‬واقعها‭ ‬المعقد‭.‬

في‭ ‬مسابقة‭ ‬“بانوراما‭ ‬الوثائقية”،‭ ‬تقدم‭ ‬المخرجة‭ ‬اللبنانية‭ ‬مريم‭ ‬الحاج،‭ ‬فيلمها‭ ‬“يوميات‭ ‬من‭ ‬لبنان”،‭ ‬في‭ ‬عرضه‭ ‬العالمي‭ ‬الأول،‭ ‬وتتبع‭ ‬فيه‭ ‬المخرجة‭ ‬3‭ ‬أجيال‭ ‬في‭ ‬سعيهم‭ ‬لإعادة‭ ‬كتابة‭ ‬الرواية‭ ‬الوطنية‭ ‬للبنان،‭ ‬وهي‭ ‬صورة‭ ‬لبلد‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬والأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬يعرف‭ ‬الشعب‭ ‬المتسببين‭ ‬فيها،‭ ‬حيث‭ ‬البلد‭ ‬المسكون‭ ‬بالماضي‭ ‬الذي‭ ‬يواصل‭ ‬تلويث‭ ‬الحاضر،‭ ‬مسلطًا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

الأبطال،‭ ‬وهم‭ ‬جورج‭ ‬وجمانة‭ ‬وبيرلا‭ ‬جو،‭ ‬لديهم‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬مختلفة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬تغيير‭ ‬الرواية‭ ‬الوطنية‭ ‬الكئيبة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬“من‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬السياسة‭ ‬أو‭ ‬الثورة”‭.‬

لكن‭ ‬بينما‭ ‬تدفع‭ ‬الفوضى‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المعنى‭ ‬والبقاء،‭ ‬فإنهم‭ ‬جميعًا‭ ‬يواجهون‭ ‬نفس‭ ‬السؤال‭ ‬الأساسي‭: ‬“هل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حلمنا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العالم‭ ‬المنهار‭ ‬من‭ ‬حولنا؟”،

وقالت‭ ‬الحاج‭: ‬“‭(‬يوميات‭ ‬من‭ ‬لبنان‭) ‬كانت‭ ‬رحلة‭ ‬دامت‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬حميمية‭ ‬وسياسية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء”‭.‬

وتناول‭ ‬فيلم‭ ‬مريم‭ ‬الحاج‭ ‬السابق‭ ‬“وقت‭ ‬للراحة”‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وعرض‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬“Visions du Réel”‭ ‬في‭ ‬سويسرا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كونها‭ ‬مخرجة،‭ ‬فهي‭ ‬أكاديمية‭ ‬وعضو‭ ‬مؤسس‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬“راويات‭ ‬–‭ ‬أخوات”‭ ‬في‭ ‬السينما،‭ ‬وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬صانعات‭ ‬الأفلام‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والمغتربين‭.‬

في‭ ‬نفس‭ ‬القسم‭ ‬يعرض‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬فيلم‭ ‬“لا‭ ‬أرض‭ ‬أخرى”‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عالميا،‭ ‬ويقوم‭ ‬نشطاء‭ ‬فلسطينيون‭ ‬وإسرائيليون‭ ‬هم‭ ‬باسل‭ ‬العدرا،‭ ‬حمدان‭ ‬بالال،‭ ‬يوفال‭ ‬إبراهيم،‭ ‬راشيل‭ ‬سزور‭ ‬بإخراج‭ ‬الفيلم،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬بمثابة‭ ‬صرخة‭ ‬البقاء‭ ‬وصيحة‭ ‬تدوى‭ ‬بالتمسك‭ ‬بالأرض،‭ ‬حيث‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬نضال‭ ‬أبطاله‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬مستعرضًا‭ ‬تحديات‭ ‬منطقة‭ ‬“مسافر‭ ‬يطا”‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وتضمّ‭ ‬قرى‭ ‬فلسطينية‭ ‬يواجه‭ ‬أهلها‭ ‬ضغوطاً‭ ‬إسرائيلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭.‬

وفي‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬للمهرجان‭ ‬تتواجد‭ ‬السينما‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيلم‭ ‬“إلى‭ ‬من‭ ‬أنتمي”،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬فيلم‭ ‬روائي‭ ‬طويل‭ ‬للمخرجة‭ ‬التونيسية‭ ‬مريم‭ ‬جبور،‭ ‬والعمل‭ ‬إنتاج‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وكندا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وقطر‭ ‬والسعودية،‭ ‬ومن‭ ‬بطولة‭ ‬صالحة‭ ‬النصراوي‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬“عائشة”،‭ ‬وهي‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬عالقة‭ ‬بين‭ ‬حبها‭ ‬الأمومي‭ ‬وبحثها‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬عندما‭ ‬يعود‭ ‬ابنها‭ ‬إلى‭ ‬منزله‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬ويطلق‭ ‬العنان‭ ‬للظلام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬قريتهم‭.‬

ويشارك‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬جرايعة،‭ ‬مالك‭ ‬شرقي،‭ ‬آدم‭ ‬بيسا،‭ ‬ديا‭ ‬ليان‭ ‬وراين‭ ‬شرقي‭.‬

وفي‭ ‬قسم‭ ‬“المنتدى”‭ ‬ستكون‭ ‬الجزائر‭ ‬حاضرة‭ ‬بالفيلم‭ ‬الروائي‭ ‬الطويل‭ ‬“فانون”،‭ ‬للمخرج‭ ‬عبد‭ ‬النور‭ ‬زحزاح،‭ ‬ويستند‭ ‬الفيلم‭ ‬إلى‭ ‬وقائع‭ ‬حقيقية‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بمستشفى‭ ‬للطب‭ ‬النفسي‭ ‬حيث‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬المفكر‭ ‬والطبيب‭ ‬الفرنسي‭ ‬“فرانز‭ ‬فانون”‭ ‬ومواقفه‭ ‬المعادية‭ ‬للاستعمار‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬وقد‭ ‬انخرط‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬ذلك‭ ‬الاستعمار،‭ ‬كما‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬قضاها‭ ‬الطبيب‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬البليدة‭ ‬الجزائري‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1953‭ ‬وحتى‭ ‬1956‭ ‬مع‭ ‬الوقوف‭ ‬أمام‭ ‬أفكاره‭ ‬السياسية‭ ‬والفلسفية‭ ‬المعادية‭ ‬للعنصرية‭ ‬وأساليبه‭ ‬العلاجية،‭ ‬ووصف‭ ‬الفيلم‭ ‬بأنه‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الرصين‭ ‬المناهض‭ ‬للعنصرية‭.‬

وفي‭ ‬قسم‭ ‬“المنتدى‭ ‬الموسع”،‭ ‬يعرض‭ ‬الفيلم‭ ‬المغربى‭ ‬“في‭ ‬مدح‭ ‬البطء”،‭ ‬إخراج‭ ‬هشام‭ ‬قرداف‭, ‬بسبب‭ ‬القوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة،‭ ‬فإن‭ ‬مهنة‭ ‬باعة‭ ‬المبيضات‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إنشادهم‭ ‬المتواصل،‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬الاختفاء،‭ ‬يستكشف‭ ‬الفيلم‭ ‬أنماط‭ ‬المقاومة‭ ‬ضد‭ ‬وتيرة‭ ‬الرأسمالية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬هوادة‭ ‬فيها‭.. ‬والفيلم‭ ‬اللبناني‭ ‬“تابوت‭ ‬الحب‭ ‬المخمور”‭ ‬إخراج‭ ‬الثنائي‭ ‬اللبناني‭ ‬جوانا‭ ‬حاجي‭ ‬توما‭ ‬وخليل‭ ‬جريج،‭ ‬الذي‭ ‬يسلط‭ ‬الفيلم‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬حيث‭ ‬يجد‭ ‬زوار‭ ‬المتحف‭ ‬أنفسهم‭ ‬مضطرين‭ ‬لاستخدام‭ ‬هواتفهم‭ ‬المحمولة‭ ‬داخل‭ ‬المتحف‭.‬

وفي‭ ‬مسابقة‭ ‬“الجيل”‭ ‬يُعرض‭ ‬الفيلم‭ ‬القصير‭ ‬“سكون”،‭ ‬إنتاج‭ ‬مصري‭ ‬أردني،‭ ‬وتخرجه‭ ‬دينا‭ ‬ناصر،‭ ‬ويتناول‭ ‬قصة‭ ‬“هند”‭ ‬لاعبة‭ ‬الكاراتيه‭ ‬الشابة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬السمع،‭ ‬وتتعرض‭ ‬لسلوك‭ ‬سيء‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬التدريب،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬العالم‭ ‬أمامها‭ ‬مشوهاً،‭ ‬فتحاول‭ ‬استعادة‭ ‬قوتها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

في‭ ‬قسم‭ ‬“برلينال‭ ‬الخاص”،‭ ‬يعرض‭ ‬الفيلم‭ ‬الأردني‭ ‬“قضية‭ ‬الغرباء”‭ ‬إخراج‭ ‬الأمريكي‭ ‬براندت‭ ‬أندرسن،‭ ‬ويحكي‭ ‬قصة‭ ‬عائلة‭ ‬سورية‭ ‬من‭ ‬حلب‭ ‬تتعرض‭ ‬لمأساة‭ ‬تتسبب‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬5‭ ‬عائلات‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى‭.‬

وفي‭ ‬“معمل‭ ‬المواهب”،‭ ‬يعرض‭ ‬فيلم‭ ‬“حتى‭ ‬يخرج‭ ‬العشاق‭ ‬مرة‭ ‬أخرى”،‭ ‬إخراج‭ ‬اللبناني‭ ‬جورج‭ ‬بيتر‭ ‬بربري‭.. ‬أما‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الإنتاج‭ ‬المشترك‭ ‬يشارك‭ ‬الفيلم‭ ‬اللبناني‭ ‬“الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬لثقة‭ ‬الحياة”‭ ‬إخراج‭ ‬أحمد‭ ‬غسين‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة