إيمانويل ماكرون
إيمانويل ماكرون


فرنسا وإسرائيل.. تغير مواقف أم تطور طبيعي لمجريات الأزمة؟

ناريمان فوزي

الجمعة، 16 فبراير 2024 - 10:24 م

تباينت ردود الأفعال الدولية في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر ومن ثم الرد الإجرامي لإسرائيل.

فما حدث في غزة تسبب في انقسام العالم بين مساند وداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطيني الاعزل في أرضه، وبين مؤيد للكيان المغتصب واصفا رد الفعل والمقاومة بالإرهاب.

كانت فرنسا من أبرز الدول التي ساندت إسرائيل في هجومها على غزة، بل أيدتها ودعمتها بقوة نافية حق الفلسطينيون في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، وسارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تل أبيب لترجمة موقف بلاده على أرض الواقع، حيث التقى بنظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأطلق تصريحه الشهير بأنه يدعم إسرائيل ويعتبر عدوها هو عدو باريس أيضا.

 وأمام هذا الدعم الكلي، تحول فجأة موقف فرنسا لموقف مغاير،  فقد أظهرت إسرائيل أنها لا تستحق الدعم الذي أظهرته باريس، ففي نوفمبر الماضي تعرض المعهد الفرنسي بغزة لقصف إسرائيلي عنيف مما استدعى فرنسا إلى طلب تفسيرات من السلطات الإسرائيلية، لفهم كيف يمكن لمعهد ثقافي فرنسي أن يكون هدفا لضربة إسرائيلية.

كما خرجت الخارجية الفرنسية 
لتدين "الهجمات ضد مواقع الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني الذين يعد عملهم ضروريا للسكان المدنيين في غزة، وكذلك ضد مقار وسائل الإعلام".

ثم توالت الإدانات مع تغير الخطاب الفرنسي إزاء الوضع في غزة والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

نددت فرنسا، في نوفمبر الماضي، بأعمال العنف التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية ووصفتها بأنها "سياسة ترهيب" تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وحثت السلطات الإسرائيلية على حماية الفلسطينيين من العنف.

كما أضافت أنه ليس من حق إسرائيل أن تقرر من سيحكم غزة في المستقبل وقالت إن القطاع يجب أن يكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية.

كما أثار تصريح للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، انتقد فيه قصف إسرائيل للمدنيين في غزة، لأول مرة منذ بدء الحرب ضد حماس، انتقادات من أعلى المستويات في إسرائيل.

وقال ماكرون، إنه "لا يوجد مبرر لقصف إسرائيل لهؤلاء الأطفال، وتلك السيدات، وأولئك المسنين في حربها ضد حماس" مبرزا الحاجة لوقف إطلاق النار في غزة.

وأردف في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" نوفمبر الماضي قائلا إنه "لا يوجد سبب لذلك ولا شرعية"، معربا عن أمله في أن ينضم زعماء غربيون آخرون إلى دعوته.

ومؤخرا، أكد نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، على معارضة فرنسا لشن هجوم إسرائيلى محتمل على رفح الفلسطينية فى جنوب قطاع غزة، مشددا على أن بلاده تدعو الإسرائيليين إلى الأخذ فى الاعتبار عواقب مثل هذا الهجوم التى ستكون "كارثية".

كما حظرت فرنسا دخول مستوطنين إسرائيليين متطرفين إلى أراضيها ، قائلا " إنها قائمة تضم 28 شخصا، مصنفين إلى فئتين، هناك أشخاص تم إدانتهم بالفعل من قبل القضاء الإسرائيلى بسبب أعمال عنف ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية وأيضا أشخاص آخرين معروف عنهم بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية ".

وأمام تلك المواقف المتناقضة، يرجع محللون الأمر إلى أنه ليس تغيرا في موقف باريس بل هو تطور لمجريات الحرب التي أعلنت باريس مرارا عن قلقها من طول أمدها، لكنها مازالت تدعم إسرائيل وفي الوقت ذاته ترفض الهجوم على المدنيين والبعثات الأجنبية.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة