جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

جلال عارف ..مأزق إسرائيل.. وخطة نتنياهو !!

جلال عارف

السبت، 24 فبراير 2024 - 10:18 م

الخطة التى قدمها نتنياهو لما أسماه «غزة ما بعد الحرب» هى فى حقيقتها خطة لاستمرار الحرب وترسيخ الاحتلال.. لا أكثر ولا أقل!! يتجاهل نتنياهو كل الضغوط الدولية التى تطلب إنهاء حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل، ويحاول قطع الطريق على إرادة دولية تدرك أن الاعتراف الكامل بدولة فلسطين المستقلة التى تضم الضفة وقطاع غزة وعاصمتها القدس العربية هو مفتاح السلام والاستقرار بالمنطقة.

لا يقدم نتنياهو فى خطته إلا ما يتفق مع التصور الأساسى لتحالف التطرف الإرهابى الذى يحكم إسرائيل والذى ينكر الوجود الفلسطينى ولا يعترف به، والذى يؤكد على استمرار السيطرة الإسرائيلية على كل غزة والضفة والقدس المحتلة. يؤكد نتنياهو فى خطته على استمرار حرية العمل للقوات الإسرائيلية داخل غزة دون أى حد زمنى، وعلى إقامة منطقة أمنية عازلة فى المنطقة المتاخمة لإسرائيل، وعلى السيطرة على الحدود بين غزة ومصر. ويشير إلى أنه سيوكل إدارة المسائل المدنية لعناصر إدارية يختارها، وأنه بعد أن يقضى على حماس والجهاد سيقوم بـ «اجتثاث»، ما يعتبره تطرفا فى كل المؤسسات التعليمية والدينية والاجتماعية!

برنامج واضح لإعادة الاحتلال الكامل لغزة ربما يرضى زعماء عصابات الإرهاب الذين يشاركونه فى حرب الإبادة على شعب فلسطين، والذين يخشون مثله من يوم يتوقف فيه القتال وتبدأ المحاسبة ويتم السقوط الحتمى.. لكن نتنياهو يعرف أنه يواجه عالما بأكمله يدرك أن المذبحة الإسرائيلية لابد أن تتوقف قبل أن تنفجر المنطقة كلها، وأن غزة هى جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين الموحدة والمستقلة،  ويعرف أنه - بعدما يقرب من خمسة شهور من الحرب- لم يحقق إلا الدمار والقتل.. مع المزيد من الفشل السياسى والاقتصادى والعسكرى!!

أمريكا -وهى الحليف الوحيد الباقي- سارعت برفض أى خطط إسرائيلية لإعادة احتلال غزة. فى الحقيقة واشنطون حريصة على الكيان الصهيونى أكثر من نتنياهو وزعماء العصابات المتحالفين معه، وهى تدرك جيدا أن ما يفعله هؤلاء وهم يرفضون كل فرص التعايش مع الفلسطينيين لن تكون له إلا نتيجة واحدة عرفها العالم مع سقوط النظام العنصرى فى جنوب افريقيا ومع استحالة القبول بنازية جديدة مهما كانت الأسباب!


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة