الأحد، 25 فبراير 2024 - 09:00 م

إذا ما توخينا الموضوعية البحتة فى النظر إلى اتفاق الشراكة  الذى تم توقيعه والإعلان عنه بين مصر والإمارات، للتطوير الشاملة لمنطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالى الغربى، لذكرنا دون تهويل أو مبالغة نفس ما ذكره العديد من الخبراء الاقتصاديين فى مصر والمؤسسات الدولية المتخصصة.
هؤلاء الخبراء والمتخصصون اتفقوا على شيئين مهمين،..، أولهما أن ما تم إبرامه والاتفاق عليه هو الأكبر والأضخم بين المشروعات الاستثمارية على الإطلاق، وذلك بحجم غير مسبوق يبلغ «٣٥ مليار دولار» يتم ضخها خلال فترة لاتتجاوز الشهرين كاستثمارات مباشرة.

على أن يتلوها تدفق ما لايقل عن «١٥٠ مليار دولار» طوال مدة تنفيذ التطوير الشامل للمنطقة،..، بالإضافة إلى حصول مصر على «٣٥٪» من أرباح المشروع طوال مدة تشغيله.

وثانيهما.. هو الإجماع على توقع أن يكون لهذا المشروع التشاركى، العديد من الآثار والتداعيات الايجابية على الاقتصاد المصرى، نظرا لكونها تبعث لكل الجهات المعنية بالاوضاع الاقتصادية المصرية برسالة طمأنة وثقة، تؤكد على قدرة الدولة المصرية على تجاوز أزمتها الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتقدم على طريق الإصلاح والاستقرار الاقتصادى.
وفى هذا الإطار هناك إجماع بين الخبراء والمتخصصين فى المجال الاقتصادى، على الأهمية البالغة لما يحققه هذا التطوير الشامل التشاركى، من توفير سريع للسيولة النقدية من العملة الصعبة، والآثر المباشر وغير المباشر لذلك على استقرار سوق النقد الأجنبى، وتحسين الوضع الاقتصادى بصفة عامة.
وقد ذكرت بالأمس، وأؤكد اليوم على أنه رغم توافقى واعترافى الكامل بالأهمية البالغة لما ذكره هؤلاء الخبراء والمتخصصون،..،   فإننى أرى أن هناك ما هو أكثر من ذلك أهمية على الإطلاق.
وما هو أكثر أهمية فى نظرى، هو ما يؤكده هذا المشروع التشاركى بين مصر والإمارات، من معان ودلالات مهمة، يأتى فى مقدمتها على الاطلاق، التأكيد على الحقيقة الراسخة والثابتة فى قوة ومتانة واستدامة علاقات الأخوة الدائمة .. وتلك الحقيقة ليست وليدة اليوم بل هى قائمة وثابتة منذ قيام دولة الإمارات المتحدة، فى ظل وجود حكيم العرب وصديق مصر «الشيخ زايد» رحمه الله رحمة واسعة،..، وهى مستمرة بإذن الله فى ظل وجود أبنائه، وعلى رأسهم «الشيخ محمد بن زايد»، الذى يربطه بمصر والرئيس السيسى قدر كبير من المودة والاحترام والتقدير.