عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: نعم.. انفرجت

عصام السباعي

الإثنين، 26 فبراير 2024 - 10:58 م

لم أكن أقرأ الطالع عندما أكدت في مقالتي مع مطلع العام الجديد تفاؤلي بانفراج الأزمة، وكان عنوانها يعبر عن مضمونها «نعم.. ستنفرج»، لم يكن توقعي على سبيل الأمنية، ولكن اليقين بأن الله لن يضيع مصر، ولن يخيب عمل أهلها وعرق أبنائها، كنت متأكدًا بأنها ستنفرج وفسرت ذلك بأن لدينا الثقة في مقدرات الوطن وقدراتنا وفي أنفسنا بأننا نستطيع مواجهة المؤامرات، وتجاوز الأزمات الإقليمية مهما كانت قوتها، وتجاوز الاختلالات العالمية مهما كانت شدتها، ولأن جيش مصر، يمتلك الردع وما يزيد عنه، ولأن شعبها وجيشها، يد واحدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبناء على ذلك قلتها بأمل.. بثقة.. بتفاؤل.. بضمير.. بإيمان: «نعم ستنفرج».

لم تكن المرة الأولى التى يكرمنا الله بتجاوز الأزمات بناء على تلك الأسباب، لا أنسى يوم كنت أتولى مهمة إصدار جريدة الأخبار يومى الإثنين والثلاثاء من كل أسبوع، وكانت البلاد بقيادة الرئيس السيسي تخوض فى وقتها المعركة ضد الإرهاب وتعالج الكوارث التى خلفتها فترة غياب الدولة فى أعقاب 25 يناير 2011، ولفت انتباهى أحد اجتماعات الرئيس السيسي، ومن خلفه لوحة مكتوب عليها قوله تعالى: «إن مع العسر يسرًا»، وقمت بنشرها فى الصفحة الأولى للجريدة، وصدق الله العظيم، وكلل الجهود بخير كبير وفير فى البر والبحر، كان له الأثر الكبير فى تجاوز جائحة كورونا، وزلزال الحرب الأوكرانية على الاقتصاديات العالمية، والاختلالات الإقليمية، قبل حوالى أسبوع تجدد نفس الأمل وأنا أقرأ صورة اجتماع الرئيس السيسى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، كل تفاصيل الصورة كانت تؤكد ذلك، وهو الأمر الذى تحقق بعدها بالمتواليات التى تابعناها حتى تم الوصول إلى إعلان نقطة الانفراجة من خلال الشراكة المصرية الإماراتية فى مشروع رأس الحكمة العملاق.

المؤكد أن مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة ليس مجرد صفقة استثمارية، وبداية انفراجة لأزمة النقد الأجنبي، ولكنه أكبر بكثير، فهو بداية انطلاقة للاقتصاد المصري، وحصاد لجهود وضعت مقدرات مصر ومشروعاتها فى كل مجال على طريق الاستثمار، كما أنه يتجاوز مفهوم بيع الأصول، فهو ليس، كما حاول بعض المغيبين والكارهين، بيعًا للأرض، حيث سبقته عملية إعداد متكاملة للطرح تضمنتها مشروعات مصر القومية وخاصة الطرق، كما أنه يتم فى إطار شراكة استراتيجية لا ينكرها إلا جاحد بين بلدين وشعبين صديقين، ستحصد ثمارها كل الأجيال الحالية والمستقبلية، وهو الأمر الذى جعلها تستحوذ على اهتمام المحللين فى أسواق المال والصحافة ومؤسسات المال العالمية، وتحول بوصلة المستثمرين إلى العديد من الفرص الاستثمارية العملاقة الواعدة التى يذخر بها الاقتصاد المصري.

تبقى نقطة مهمة يجب الإشارة إليها، وهى أن تلك الشراكة وصفقة الاستثمار الأجنبى المباشر الضخمة وغير المسبوقة، التى تلقينا عناوينها خلال حفل التوقيع، تعبر بجلاء عن عدة أمور، أولها: لا شيء يتم بالصدفة، ولكن من خلال التخطيط الجيد الذى أهل تلك المنطقة لتنفيذ الصفقة، وثانيها: رأس الحكمة ليست المشروع الأخير، ووفقا لما تم إنفاقه على البنية الأساسية فى تلك المنطقة، فأمامنا استكمال مدينة العلمين، ومنطقة محطة الضبعة النووية، فضلًا عن مشروع قومى مماثل فى النجيلة وجربوب والعديد من المشروعات حتى السلوم، وثالثها : أن الإعداد الجيد للمشروعات، وتوفير البنية الأساسية اللازمة يساعد كثيرًا فى جذب المستثمرين ورابعها: الصفقة تؤكد جاذبية وفرص الاستثمار الواعدة فى مصر، وخامسها: صلابة التلاحم بين الشعب المصرى وقيادته، والقدر الكبير من الثقة المتبادلة التى تجعل مصر قادرة دائمًا على عبور أى أزمة مهما كان نوعها أو مجالها، وسادسها: هى انفراجة لأزمة، كما أنها بداية لانطلاقة تتطلب المزيد من العمل والعرق وسط متغيرات عالمية وإقليمية غاية فى الحساسية والخطورة.

ودائماً ودوماً وأبداً .. تحيا مصر .

◄ بوكس

لا عزاء للكارهين والمغرضين وأصحاب القلوب السوداء!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة