صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أقدم ترزي في الإسماعيلية.. «حاك ملابس المحافظين وقرش صاغ أول أجر له»| فيديو وصور

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 28 فبراير 2024 - 07:26 م

كتب/ فتحي البيومي

مكان صغير لا يتعدى أمتار صغيرة، تحتويه جدران قديمة متآكلة، ترافقه ماكينات الخياطة العتيقة وكأن كل واحدة منها رفيقة دربه وشريكة قصة حياته يجلس «حسن» في ركنه المفضل بوجه يكسو وجه تجاعيد تحكي كل منها قصص وذكريات كانت سنوات عمره شاهدة عليها.

حاك «حسن» في العقد السابع من عمره، ملابس المحافظين والمشاهير من أبناء الإسماعيلية، وتقاضى قرش صاغ كأول أجر يكسبه فى حياته.

اقرأ أيضا| حكايات| شاي بالملح.. نصيحة طبية تسببت في أزمة دبلوماسية

«بوابة أخبار اليوم» بداخل حسن ليروي حكايته مع مهنة شارفت على الإندثار.

استهل حديثه قائلا: «اسمي حسن محمد السيد النجار، بدأت تعلم مهنة الخياطة في عمر الـ12 بالزقازيق في محافظة الشرقية حيث كان الآباء في تلك الفترة يحرصون على تنفيذ برنامج موحد لتربية الأبناء وهذا البرنامج يتمثل في ذهاب الطفل للمدرسة صباحا والخروج منها على كتاب القرية لحفظ القرآن الكريم ثم التوجه لتعلم صنعة تفيد الطفل مستقبلا، فكنت حين انتهى من المدرسة والكتاب أتوجه لمحل ترزي القرية لتعلم مهنة الخياطة دون أجر، فقد كان يرى صاحب المحل أن تعلمي للمهنة وأصولها شئ لا يقدر بثمن".

بداية المهنة والاستقرار بالإسماعيلية

وعن بداية ممارسة مهنة الترزي يقول: «بدأت مهمة الترزي عام 1962 ومازلت أمارسها حتى الآن، أي ما يقرب منذ 62 عامًا، وسبب انتقالي لمحافظة الإسماعيلية والاستقرار بها هو أنني تزوجت من إحدى بنات هذه المدينة، وواجهت صعوبة نفسية في بادئ الأمر لكن تشجيع والدي رحمة الله هو ما جعلني احسم أمري للاستقرار هنا في محافظة الإسماعيلية، وأذكر جيدا مقولة والدي حينها لتشجيعي على القدوم والاستقرار بمحافظة الإسماعيلية حيث قال (يا بني بلدك بلد الحبيب) في إشارة منه على زوجتى وهذا ما شجعني على الاستقرار والبقاء في الإسماعيلية.

ويضيف: «بعد استقراري في الإسماعيلية بسنوات بسيطة أتيحت لي فرصة السفر للخارج، وبالفعل انتقلت للعمل بمصنع ملابس شهير بلبنان، وكانت شهرة المصنع في الوطن العربي حيث كان يقوم بالتصدير لليبيا والأردن وبعض الدول العربية الأخرى، ولكننى عدت للإسماعيلية بعد سنة واحدة، وإلى هذا الوقت لم أفارق تلك المحافظة».

وزير الشباب والرياضة الأسبق

وعن أشهر الزبائن يقول: «لقد بلغت شهرتي في هذه الفترة مداها، وكان يقصدني الكثير من الشخصيات الهامة وأصحاب المقامات الرفيعة، ولعل أشهر من كان يتردد عليّ الوزير عبدالمنعم عمارة محافظ الإسماعيلية الأسبق ووزير الشباب والرياضة الأسبق، ولم يقتصر الأمر عليه بل جعل كل طاقم العمل بالمحافظة من سكرتارية ومديري إدارات يخيطون ملابسهم عندي، وقد لاقت صنعتي إعجابهم».

ويضيف: «لا أذكر أنني تعرضت لصعوبات تتعلق بمهنتي حيث كنت أتخذ كل الأمور ببساطة وسلاسة وكنت أمتهن مهنتي بحب ولا أضع الأمور المالية نصب عيني، لذا فقد كانت هناك حالة ألفة ومحبة بيني وبين زبائني، ولم أذكر يوما خلافا نشب بيني وبين أحدهم».

أول ماكينة خياطة

وعن أول ماكينة خياطة استخدمها "حسن" يقول: «أتذكرها جيدا حيث كانت ماركة سينجر 96 وكانت تعمل بنظام بدال الرجل، حيث لم نكن نعرف حينها ماكينات الخياطة التي تعمل بنظام (الموتور الكهربائي) وقد عشت مع هذه الماكينة ذكريات جميلة لا تنسى وكانت شاهدة على أفضل فترات حياتي المهنية، وكما يقال (وش السعد) وبعدها مع تطور الماكينات كانت لدي ماكينات أكثر تقدما ولكن رغم ذلك لم أتخل عن صديقتى (سنجر 96).

ويضيف: «لم تعد مهنة الترزي كما كانت عليه سابقا ولعل تقدم العمر الذي جعلنى أخفض ساعات عملي أيضا كان سببا في تقليل كمية الإنتاج والعمل بمحل الترزي الخاص بي، فضلا عن انتشار المصانع واهتمام الناس بشراء الجاهز ويلجئون إلينا لضبطه حيث إنك لا تستطيع أن تجد ما تطلبه حرفيا لأن الأساس فيما صنع وصمم خصيصا لك».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة