محمد قناوى
محمد قناوى


قلم على ورق

خصوصية مهرجان الإسماعيلية

محمد قناوي

الجمعة، 01 مارس 2024 - 05:30 م

دورة وراء أخرى تبرهن على أن الدورات الأكثر نجاحاً وتنظيماً فى مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة هى تلك التى أقيمت فى ظل إدارات قوية تعتمد فى المقام الأول على نظرية فريق العمل المتكامل وليس نظرية الـ «وان مان شو»، وخلال سبع دورات ترأس فيها الناقد عصام زكريا رئاسة مهرجان الإسماعيلية وبتعاون مع رؤساء المركز القومى للسينما -الجهة المنظمة - المتعاقبين نجح فى تشكيل فريق عمل جماعى يعمل ضمن منظومة واضحة فى تثبيت أركان المهرجان ذى الطابع الفريد بين المهرجانات المصرية والعربية، هذا على الجانب الإدارى والبرمجة فماذا عن الجمهور المستقبل للمهرجان ؟

فإذا نظرنا إلى مهرجانات السينما بصفة عامة والتى تتنافس فيها الأفلام الروائية الطويلة بنجومها المشهورين فإنها تحقق عناصر الجذب لها بالأفلام والنجوم، ولكن تواجهه مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة مشكلة عزوف الجمهور عنها ولا تستقطب إلا المتخصصين من السينمائيين والنقاد فقط ، ولكن الإسماعيلية للافلام التسجيلية والقصيرة نجح فى السنوات الأخيرة فى كسر هذه القاعدة وصنع لنفسه قاعدة عريضة بين جمهور مدينة الاسماعيلية من الشباب والكبار وحتى الصغار والتى امتلأت بهم قاعات السينما فى قصر ثقافة الإسماعيلية ومكتبة مصر العامة وسينما دنيا وقاعات الندوات والنقاشات داخل الفندق مقر المهرجان.

لمشاهدة الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة والتحريك والروائية القصيرة وأفلام طلاب الاكاديميات والمعاهد المتخصصة والتى أضافت زخما حقيقيا لفعاليات المهرجان لما تحمله من أفكار طازجة وجريئة تعطى الأمل فى جيل جديد من السينمائيين من الممكن أن يغيروا المشهد السينمائى المصرى إلى الأفضل فى السنوات القادمة 

نجاح الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة ليس بسبب وجود إدارة قوية وفريق عمل متناغم ولا برنامج فنى متنوع بالأفلام والندوات والنقاشات والورش، ولا حتى بالجمهور الكبير فى القاعات، رغم أن هذا سبب قوى للنجاح ، ولكن سر النجاح الحقيقى هو حالة الحب المسيطرة على جنباته سواء بين فريق العمل أو محبى المهرجان وضيوفه، فمثلا رغم أن د. خالد عبد الجليل ليس له علاقة مباشرة بالهيكل التنظيمى لإدارة المهرجان إلا أنك تجده بين جنبات المهرجان يعمل على تسهيل أى مشكلة يمكن أن تحدث سواء فى إقامات الضيوف أو العروض أو تحركات الضيوف، وشكل مع . حسين بكر رئيس المركز القومى للسينمائى ثنائيا متناغما لتسهيل كل الأمور اللوجستية والفنية فى المهرجان، كذلك وجود فريق متميز من المتطوعين الشباب من أبناء الإسماعيلية يخدمون المهرجان بحب شديد، أضف إلى ذلك أنه مهرجان يُحبه ضيوفه ومريديه 

يظل مهرجان الاسماعيلية له خصوصية تميزه عن غيره وظل محافظا على هذه الخصوصية منذ انشائه وحتى اليوم ومازال يعد واحدًا من أعرق المهرجانات الموجودة فى العالم العربى ومن أوائل المهرجانات المتخصصة فى الأفلام التسجيلية والقصيرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة