جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

مجزرة جوعى أكياس الطحين!!

جمال حسين

السبت، 02 مارس 2024 - 07:48 م

هل تمر تلك المجزرة المروعة لجوعى أكياس الطحين من الفلسطينيين مرور الكرام كما مرت ٢٢٢٧ مجزرة إسرائيلية خلال ١٤٧ يوما راح ضحيتها اكثر من ٣٠ ألف شهيد و٨٠ ألف مصاب ؟!
هل يستيقظ ضمير المجتمع الدولى بعد أن شاهد الدبابات الإسرائيلية وهى تحصد أرواح ١١٥ فلسطينيا وتصيب ٩٠٠ وهم يحملون أكياس الطحين وكراتين المعلبات التى ظفروا بها بعد طول انتظار لينقذوا أطفالهم من الموت جوعا ؟!
ألم يستفز شرفاء العالم مشهد اختلاط الطحين بدماء المدنيين الأبرياء وهو المشهد الذى يندى له جبين البشرية ووصفه المنصفون بأنه « كابوس مرعب »؟!
هل يعقل أن تكون ردة فعل أمريكا وحلفائها على تلك المجزرة النكراء مجرد بيانات إدانة واستنكار للاستهلاك الإعلامى ؟!
هل ينتفض الرئيس الأمريكى بايدن لحفظ ماء وجه أمريكا ويقول لنتنياهو: stop now ليوقف نزيف الدماء أم أن ذلك مجرد أضغاث أحلام تؤكد أن الحرب فى حقيقتها «صهيو أمريكية»؟!
هل تتدخل دول المعسكر الآخر خاصة روسيا والصين والدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة لمنع إبادة شعب صابر يدافع عن أرضه المحتلة منذ ٧٥ عاما أو يزيد ؟!
هل يتخلص أعضاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن من تبعيتهم لأمريكا ويمررون قرارا بوقف الحرب دون استخدام ذلك « الفيتو اللعين » ؟!
هل توحد الدماء المسفوكة فرقاء الفصائل الفلسطينية المتصارعين على السلطة ليتفقوا على كلمة سواء بدلا من اجتماعات موسكو التى تجرى حاليا فى الوقت الذى تسيل فيه دماء الفلسطينيين أنهارا ؟!
هل يعقل أن يتوقف رد فعل الصين عند الإعراب عن صدمتها لما حدث ووصفه بأنه كارثة إنسانية غير مسبوقة ؟ وهل يقبل  أن تطلب باريس تحقيقا مستقلا حول سقوط الضحايا خلال توزيع المساعدات ؟
أليس من العجيب أن يقول بايدن: سنسقط مساعدات غذائية إلى قطاع غزة جوا وأن يقول وزير دفاعه : تحقيقاتنا جارية لمعرفة كيف حدثت هذه الانتهاكات بحق الفلسطينيين ؟
لا شك ان مجزرة جوعى أكياس الطحين أيقظت الرأى العام العالمى فاندلعت المظاهرات الغاضبة فى معظم دول العالم .. مصر أدانت المجزرة بأشد العبارات وقالت : إن مجزرة أكياس الطحين ضد الفلسطينيين العُزّل الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية فى دوار النابلسى جريمة مشينة وانتهاك صارخ لأحكام القانون الدولى واستهتار بقيمة الإنسان وقدسية روحه وطالبت مصر الأطراف الدولية ومجلس الأمن، لاسيما الدول التى تعيق قدرة المجلس عن المطالبة بوقف إطلاق النار، بتحمل المسئولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن تلك المجازر، وضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل للامتثال لأحكام القانون الدولى وتحمل مسئولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ومحاسبة مرتكبى تلك الانتهاكات .


مجزرة جوعى أكياس الطحين أكدت مجددًا أن إسرائيل تمارس استراتيجية حرب التجويع الممنهجة على أكثر من مليونى فلسطينى فى غزة، منهم أكثر من ٧٠٠ ألف معرضين للموت جوعا حيث استشهد عشرات الأطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية .


..إسرائيل تتعمد تجويع قطاع غزة بهدف دفع السكان إلى التهجير القسرى من أرضهم لكن الفلسطينيين أعلنوها صراحة بأن الموت على أرضهم أكرم من التهجير خارجها
والسؤال الذى يفرض نفسه الآن ماذا تحمل الأيام القادمة من مفاجآت ؟ وهل تتوقف هذه المجازر مع قدوم شهر رمضان لالتقاط الأنفاس وإدخال المساعدات الإنسانية ؟ نتمنى ذلك

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة