محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

جريمة ضد الإنسانية

محمد بركات

السبت، 02 مارس 2024 - 08:03 م

رغم الصدمة الشديدة والغضب العارم الذى انتاب العالم كله، جراء المجزرة البشعة واللاإنسانية التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى، فى شارع الرشيد بغزة،...، والتى راح ضحيتها المئات من الشهداء والمصابين، كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية، لسد رمقهم ومقاومة الجوع الذى يفتك بهم، فإذا بهم يفقدون حياتهم برصاص الاحتلال «ودهسا» تحت دباباته.


بالرغم من ذلك مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بدورها المخزى والمؤثم إنسانيا وقانونياً، فى دعم ورعاية الدولة الصهيونية العنصرية، وتوفر لها الحماية والمساندة بمنع مجلس الأمن الدولى من إصدار قرار يدين جرائمها الإرهابية البشعة، ويحملها جريرة وتبعات المذابح والمجازر وحرب الإبادة، التى ترتكبها ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.
وفى هذا السياق بذلت الولايات المتحدة الأمريكية أقصى جهدها، لمنع مجلس الأمن الدولى من إقرار بيان يعبر فيه عن «قلقه العميق» إزاء المجزرة التى اهتز لها العالم كله.


حتى مجرد الإعراب عن قلق المجلس لم توافق عليه الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تسمح للمجلس بذلك تعبيراً عن استيائه من الجريمة البشعة، التى ارتكبتها إسرائيل، ضد المواطنين الجوعى من أبناء الشعب الفلسطينى المحاصر فى القطاع مابين الموت برصاص وقنابل الاحتلال الإرهابى أو الموت جوعاً،...، واستخدمت أمريكا حق الاعتراض «الڤيتو» لمنع إصدار القرار.


وفى ظل الحماية المستمرة والمتواصلة من جانب أمريكا لإسرائيل، مازال العالم يقف عاجزاً عن التحرك الإيجابى والفاعل، لوقف العدوان الإسرائيلى الإجرامى واللاإنسانى على الشعب الفلسطينى.
وفى ظل هذه الحماية وتلك المساندة الامريكية، تزداد جرائم الإبادة والقتل والمجازر الجماعية، التى يمارسها جيش الاحتلال الصهيونى بدم بارد ضد الأطفال والنساء والمواطنين العزل فى غزة، وتتواصل عمليات القصف الجوى والبرى والبحرى وبكل أنواع الأسلحة الفتاكة للقطاع للشهر الخامس على التوالى، بينما أمريكا تصر على الرفض التام للمطالب المنادية بوقف إطلاق النار، ووقف الإبادة الجماعية والمذابح والمجازر اللاإنسانية.


وفى هذا السياق نحن لا نخالف الواقع إذا ماقلنا أن المشهد الجارى طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية، يؤكد التورط الكامل والمشاركة الفاضحة والمؤكدة للولايات المتحدة الأمريكية فى حرب الإبادة الإرهابية واللاإنسانية التى تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى.
وأحسب أنه لا وجود لأحد منا نحن العرب ومن الفلسطينيين على وجه الخصوص، يمكن أو يستطيع نسيان ذلك الموقف المخزى للولايات المتحدة، والذى يمثل فى حقيقته وجوهره سقطة جسيمة، بل جريمة ضد الإنسانية عموماً وضد الشعب الفلسطينى على وجه التحديد.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة