الأسير أحمد رزق قديح
الأسير أحمد رزق قديح


ملابسات استشهاد مسن بسجون الاحتلال.. هل ارتكبت إسرائيل جريمة في الخفاء؟

أحمد نزيه

الأحد، 03 مارس 2024 - 03:56 م

أسير فلسطيني جديد قضى نحبه داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي الخفاء بعيدًا عن أعين الكاميرات، التي ترصد وتوثق جرائم الاحتلال في العلن، لكن ما خفي كان أعظم، من بين تلك الجرائم المخفية ما حدث مع الأسير الشهيد المسن أحمد رزق قديح، أحد معتقلي غزة، الذي استُشهد داخل سجون الاحتلال.

ومع ارتقاء المعتقل المسن قديح، فإن عدد الشّهداء الذين ارتقوا داخل سجون ومعسكرات الاحتلال بعد السّابع من أكتوبر يرتفع إلى 12 شهيدًا، بينهم أربعة من غزة من بينهم الشهيد قديح، علمًا أنّ أحدهم ما يزال مجهول الهوية حتّى اليوم، يضاف لهم الشّهيد الجريح والمعتقل محمد أبو سنينة من القدس الذي استشهد في مستشفى (هداسا) متأثرًا بإصابته.

جريمة استشهاد الأسير المسن، الذي كان قريبًا من إتمام العقد الثامن من عمره، فتحت المجال للحديث عن الانتهاكات البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في سجونه ومعتقلاته، وتحديدًا السرية منها، والتي انتشرت تحديدًا منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر. 

اقرأ أيضًا: حكومة غزة: المجاعة تتعمّق في القطاع.. ونحمّل واشنطن والاحتلال المسؤولية 

الأسير الشهيد تعرض لتعذيب شديد

وفي غضون ذلك، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، يوم السبت، "إنّه واستنادًا للمتابعة التي جرت منذ أول أمس حول معلومات تتعلق باستشهاد مسن من غزة في أحد معسكرات الاحتلال الإسرائيلي، وهو الشهيد أحمد رزق قديح (78 عامًا)، الذي اعتقل خلال عملية الاجتياح البري التي نفذها الاحتلال لخان يونس في تاريخ السابع من شباط (فبراير) 2024، إلى جانب أفراد من عائلته، ووفقًا لشهادة أحد المعتقلين، أفرج عنه مؤخرًا، وكان برفقته، فإن المسن قديح تعرض لعمليات تعذيب بعد اعتقاله، واستُشهد في أحد المعسكرات، دون معرفة اسم المعسكر بشكل دقيق، وبحسب توصيفه فإن المعسكر يبعد عن حاجز (كرم ابو سالم) نحو ساعتين".

وفي تفاصيل شهادة الأسير المحرر، فإن المعتقل قديح نقل للتّحقيق، وتعرض للتّعذيب الشّديد، تركزت على أطرافه، وقد ظهرت آثار التّعذيب الشديد عليه بعد إعادته إلى مكان احتجاز المعتقلين.

نقل جثته لجهة مجهولة

وذكر الشاهد لعائلة الشّهيد قديح، تفاصيل قاسية قبل استشهاده، وكان آخر طلب له من المعتقلين، بأنه يريد الاغتسال والطعام، وبعد دقائق استُشهد أمامهم، وجرى نقله لاحقًا إلى جهة مجهولة. 

وأكّدت عائلة الشّهيد قديح التي تم التواصل معها، أنّ الشّهيد المسن لم يكن يعاني قبل اعتقاله من أية أمراض مزمنة، وهو أب لـ11 ابنًا، أحدهم استُشهد عام 2008. 

وفي هذا الإطار أكدت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أنّ الاحتلال وكما يتعامل مع كافة معتقلي غزة والشّهداء منهم، لم يُعلن عن استشهاده وذلك في إطار جريمة الإخفاء القسري، والتي يواصل ممارستها بحقّ معتقلي غزة منذ بداية العدوان والإبادة الجماعية المستمرة بحقّ أبناء شعبنا في غزة. 

وأكد نادي الأسير والهيئة و في بيان لهما، أنّ تصاعد أعداد الشّهداء الأسرى في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، جراء عمليات التّعذيب والإجراءات الانتقامية الممنهجة والجرائم الطبية، تشكّل قرارًا واضحًا بقتل الأسرى والمعتقلين في إطار الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والعدوان الشامل، هذا إلى جانب جريمة الإخفاء القسري التي تشكّل اليوم أبرز الجرائم الممنهجة والخطيرة التي يُصر الاحتلال على تنفيذها بحقّ معتقلي غزة. 

يُذكر أنّ المؤسسات الحقوقية المختصة وجهت نداءات متكررة للمؤسسات الدولية بكافة مستوياتها، لوقف جريمة الإخفاء القسري الممنهجة، والتي يهدف الاحتلال من خلالها تنفيذ المزيد من الجرائم بحقّ معتقلي غزة دون أي رقابة وبالخفاء، هذا إلى جانب تطويع القانون لممارستها، بالمصادقة على لوائح خاصة بمعتقلي غزة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة