الإثنين، 04 مارس 2024 - 10:24 م

مصر  اثبتت نفسها كشريك أساسي ذو أهمية استراتيجية متزايدة لبلغاريا

مصر شريك تجاري رائد  لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

نعتبر مصر شريكًا رئيسيًا في مجال الطاقة وموردًا محتملاً للغاز الطبيعي المسال والكهرباء إلى أوروبا

السياحة أحد مجالات التعاون الواعدة بين بلغاريا ومصر

تعتبر مصر من أوائل الدول العربية التي بدأت علاقاتها مع بلغاريا، حيث بدأت العلاقات  الدبلوماسية بين بلغاريا  ومصر عام 1926  اى منذ 98 عامًا  وفى عام ٣ مارس من كل عام تحتفل بلغاريا بالعيد الوطنى.

وبالتزامن مع العيد الوطني كان لـ«بوابة أخبار اليوم» حوارا مع سفير بلغاريا بالقاهرة ديان كاتراتشيف عن العلاقات  المصرية البلغارية.

وإلى نص الحوار : 

ما هو تقييمك الحالي للعلاقات بين بلغاريا ومصر؟

لقد أثبتت مصر نفسها كشريك أساسي ذو أهمية استراتيجية متزايدة لبلغاريا والاتحاد الأوروبي ككل. وفي السنوات القليلة الماضية، تقدمت العلاقات الثنائية بشكل مطرد نحو تعاون ديناميكي جديد وتم رفع الحوار السياسي إلى مستوى أعلى، والدليل على ذلك الزيارات الثنائية العديدة المتبادلة، بما في ذلك على أعلى مستوى سياسي.

تعد مصر أيضًا الشريك التجاري الرائد والأبرز لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يتجاوز حجم التجارة الثنائية حاليًا مليار دولار أمريكي في عام 2023. ولا تزال هناك إمكانات هائلة غير مستغلة يمكن الاستفادة منها وقد حدد البلدان مجالات ومبادرات محددة لمواصلة تعميق وتوسيع التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمارات والطاقة وأمن الطاقة والزراعة والأمن الغذائي والنقل والابتكارات وتكنولوجيا المعلومات والثقافة والتعليم والدفاع والإنتاج العسكري وغيرها.
ونتطلع أيضًا للاحتفال بالذكرى المئوية لعلاقاتنا الثنائية في عام 2026.

ما هي آخر تطورات العلاقات على المستوى السياسي؟

في 10 فبراير قامت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية بلغاريا ماريا جابرييل بزيارة رسمية إلى مصر. 

وكانت هذه الزيارة الأولى من نوعها على هذا المستوى خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية، وشهدت استئناف الاتصالات المكثفة على مستوى وزراء الخارجية.

ومع انعقاد الجلسة الافتتاحية للجنة التعاون المشتركة، تمكنا أيضًا من تفعيل هذه الآلية الثنائية الجديدة للتعاون، والتي تم إنشاؤها عام 2018 خلال زيارة الوزير سامح شكري إلى صوفيا وترأسها الوزيران.

مما لا شك فيه أن هذا يجلب أبعادًا جديدة لشراكتنا ويضع الأسس لتطورها الشامل والاستراتيجي في المستقبل في المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية.
علاوة على ذلك، فإن التوقيع على ثلاث وثائق ثنائية مهمة يوسع الأساس القانوني لعلاقاتنا في المجالات الرئيسية ويخلق أساسًا متينًا لمواصلة تعميق تعاوننا.

ويؤكد البيان المشترك الصادر عن البلدين التزامهما السياسي بتعزيز العلاقات ورفعها إلى مستوى أعلى، مما يعكس أيضًا الطبيعة الإستراتيجية للعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي.

ما هو حجم التبادل الاقتصادي والاستثماري بين البلدين؟

خلال الأحد عشر شهرًا الأولى من عام 2023، يناير – نوفمبر، وصل حجم التجارة الثنائية إلى أكثر من 1.028 مليار دولار أمريكي، مقتربًا من المستويات القياسية التي كانت عليها قبل جائحة كوفيد-19. 

بالمقارنة مع العام السابق فقد شهدت زيادة بنسبة 16٪، حيث بلغت الصادرات البلغارية 682,9 مليون دولار أمريكي  نمو 6,21٪  والواردات من مصر بلغت 345,6 مليون دولار أمريكي / نمو 42,2٪.

وفي أعقاب الحرب  الروسية  الأوكرانية، برزت بلغاريا كمورد مهم للقمح عالي الجودة لمصر وكمنتج مهم لديه القدرة على مساعدة البلاد في تنويع وارداتها الغذائية والحبوب.

ومع ذلك، على الرغم من أن حجم التجارة كبير جدًا، فمن الواضح أن هناك إمكانات هائلة غير مستغلة لتوسيع وتنويع التبادل التجاري / تقليديًا يتكون جزء كبير من التجارة الثنائية من زيوت البنزين.

ويقدم كلا البلدين أيضًا حوافز استثمارية جذابة ومن الواضح أن حكومتينا بحاجة إلى بذل جهد أكبر لتسخير الإمكانات الهائلة غير المستغلة وتشجيع تدفق الأموال الأجنبية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

ما هي أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين بلغاريا ومصر؟

كما ذكرنا سابقًا، فقد أثبتت مصر مكانتها باعتبارها الشريك التجاري الرائد والأبرز لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويتمتع البلدان بوضع جيد للتعاون بناءً على طموحاتهما في أن يصبحا مراكز إقليمية للطاقة والنقل والابتكار والاستثمار، ومن خلال إنشاء بوابات مشتركة لأعمالهما التي تستهدف أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا.

حددت بلغاريا ومصر من بين المجالات الأكثر أهمية والواعدة للتعاون الاقتصادي مجالات الطاقة والطاقة المتجددة بما في ذلك الهيدروجين الأخضر وصناعة السيارات والصناعات الكيماوية والصيدلانية وبناء الصوامع وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت شركات تكنولوجيا المعلومات والتعهيد البلغارية بالفعل مكاتب لها في مصر، في حين تتطلع العديد من شركات النسيج أيضًا إلى وضع أقدامها في البلاد.
وتدرس بلغاريا أيضًا دعوة الجانب المصري لإنشاء منطقة صناعية بلغارية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

هل هناك تعاون بين البلدين في مجال الطاقة؟

نظرًا لطموح مصر للعب دور رئيسي في أمن الطاقة في وقت يواجه فيه سوق الطاقة تحديات خطيرة وأن تصبح مركزًا إقليميًا، فإن بلغاريا تعتبر مصر شريكًا رئيسيًا في مجال الطاقة وموردًا محتملاً للغاز الطبيعي المسال والكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إلى أوروبا.

وفي هذا الصدد، فإن مذكرة التفاهم بين وزارة الطاقة البلغارية ووزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، والتي تم التوقيع عليها في إطار الجلسة الافتتاحية للجنة التنسيق المشتركة، ستوفر أساسًا قانونيًا مهمًا ومتينًا لمزيد من تعميق التعاون. التعاون بين بلغاريا ومصر في هذا المجال. 

ومن المحتمل أيضًا أن تكون بلغاريا مهتمة بإقامة شراكة ناجحة ومثمرة مع مصر في مجال الهيدروجين الأخضر.

وفي مجال السياحة، هل عادت السياحة البلغارية إلى مصر كما كانت في السابق؟

تعد السياحة أحد مجالات التعاون الواعدة بين بلغاريا ومصر، حيث يعتبر كلا البلدين وجهة سياحية جذابة للغاية ويمتلكان تراثًا ثقافيًا وتاريخيًا وأثريًا غنيًا. وفقًا لبيانات وزارة السياحة والآثار المصرية، زار 17 ألف بلغاري مصر في عام 2021، وزار 22 ألفًا البلاد في العام التالي. ومع ذلك، على الرغم من عودة الأرقام إلى الظهور بعد جائحة كوفيد-19، إلا أن الأرقام لا تتوافق تمامًا مع الإمكانات الكبيرة في هذا المجال، وهناك ضرورة لخلق تآزر بين الشركات السياحية في كلا البلدين.
كما أن إنشاء خط طيران مباشر متوقع بين صوفيا والقاهرة سيساهم بلا شك في زيادة التدفق السياحي إلى كلا البلدين.

ما موقف بلغاريا من أزمة سد النهضة؟

تدرك بلغاريا، باعتبارها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، أهمية نهر النيل كمصدر رزق لمصر وتدرك الأهمية التي توليها البلاد للتوصل إلى اتفاق بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي. 

وستواصل بلغاريا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، التشجيع بقوة على التوصل إلى حل متفق عليه بشكل متبادل بين جميع الأطراف المعنية
بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وهي على استعداد لدعم المحادثات التي يقودها الاتحاد الأفريقي.

إن التوصل إلى اتفاق دولي دائم ومقبول من الطرفين في أقرب وقت ممكن أمر بالغ الأهمية للأمن المائي والتنمية الاقتصادية والسلام والاستقرار في المنطقة.