صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

افرحى يا أم الشهيد

صالح الصالحي

الأربعاء، 06 مارس 2024 - 07:42 م

بعد غدٍ السبت الموافق ٩ مارس يحيى الشعب والدولة ذكرى يوم الشهيد.. وهو اليوم الذى يواكب ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض عام ١٩٦٩..

حينما توجه لجبهة القتال فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم الأول.. وحتى يكون متواجدًا بين أبنائه من الجنود والضباط فى فترة جديدة تتسم بطابع قتالى عنيف ومستمر لاستنزاف العدو..

وأثناء مروره على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو.. وذلك خلال الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه فى وداعه مشيعين جثمانه بحزن وإجلال.

‎ وبعد انتصار حرب أكتوبر تم إعلان يوم ٩ مارس من كل عام يومًا للشهيد.

يعتبر الفريق عبد المنعم رياض واحدًا من أشهر العسكريين فى النصف الثانى من القرن الماضى.. حيث شارك فى الحرب العالمية الثانية بين عامى ١٩٤١ و١٩٤٢، وشارك فى حرب فلسطين عام ١٩٤٨ والعدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦ وحرب ١٩٦٧ وأشرف على خطة تدمير خط بارليف خلال حرب الاستنزاف.. ولقب بالجنرال الذهبى عقب حصوله على وسام الجدارة الذهبى نظرًا لقدرته العسكرية الفائقة.

‎ نعود إلى يوم الشهيد الذى يعتبر رمزًا للاعتزاز والفخر بأشرف دماء سالت دفاعًا عن تراب الوطن.. هو رمز للعطاء دون مقابل والانتماء والتضحية بالروح من أجل كرامة المواطن.

هذا يوم العرفان بمكانة وعظمة الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل الوطن وحماية أرضه والدفاع عن أبنائه.. هو يوم لتعميق الانتماء فى نفوس المواطنين وخاصة الشباب.. وترسيخ روح التضحية من أجل حماية الوطن.

هو تقدير واعتزاز بأبطال ضحوا بأرواحهم فداءً لتراب الوطن وأهله وعرضه ودينه.

الشهيد هو صاحب العطية الأكبر والتضحية الأعظم، والمنزلة والمكانة الأعلى.. هو من قدم أغلى ما يملك.. قدم روحه فداءً لوطنه.. اختار الموت لكى نحيا من بعده فى سلام وعزة وكرامة.

رغم أن الحديث عن الشهيد ومكانته فى نفوسنا وقلوبنا لا يمل ولا ينتهى، إلا أننا مهما فعلنا وقلنا وذكرنا وتحدثنا وكتبنا سطورًا عن فضل الشهداء علينا لن نوفيهم ولو جزءاً بسيطاً من حقوقهم.. ولن نستطيع أن نُعبّر عن تقديرنا وامتناننا لهم.. فهم من قدموا لنا الدروس والعبر.. والتى علينا أن نستفيد ونتعلم منها، ونعلمها لأبنائنا.. دروس فى العطاء بلا حدود ودون مقابل والانتماء للوطن والفداء من أجل أن نعيش رافعين رءوسنا.

فى هذا اليوم المجيد والعظيم لا يسعنى إلا أن أقول هنيئًا لكل أم شهيد.. هنيئًا لك أيتها الأم الصابرة المحتسبة.. وأدعوك للفرح والفخر بابنك الشهيد.. وأقول لكِ لا تحزنى فهو فى الفردوس الأعلى.

وفى النهاية أقول إن فخر أمجادهم وعطائهم سيظل خالدًا فى تاريخ الأمة.. وإن تضحيات أبناء الوطن مازالت مستمرة من أجل هذا البلد وترابه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة